أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - أمريكا في سوريا عثرة في وجه الاستبداد














المزيد.....

أمريكا في سوريا عثرة في وجه الاستبداد


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1534 - 2006 / 4 / 28 - 12:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مقاربة غير بريئة للواقع السوري وليست حيادية ابدا يجد الكثيرون من المثقفين العرب والسوريين ان اميركا تقف عثرة في وجه الديمقراطية في سورية من خلال تدخلها الذي يعرقل مسيرة الاصلاح والتحديث وضغطها الدائم على السلطة او هناك من يرى منهم ان اميركا لاتريد تغيير السلطة او لم ترفع الغطاء عن النظام السوري من اجل ذلك التغيير المنشود ديمقراطيا .
ومن جهتي وايضا في مقاربة ليست حيادية وهذا ما يجعل الامر عرضة للرغبات والاوهام والتحاليل المناقضة للحقيقة والواقع , وهذا كثيرا ما يحدث حيث ان الاستبداد خنقنا لدرجة اننا بتنا في ازمة مع انفسنا مع معاييرنا ومع رؤيتنا للواقع وتحليله وهل مطلوب منا اليوم تحليل واقع الاستبداد السلطوي ام مطلوب منا غير ذلك باعتبار ان الاستبداد السوري مسلمة لا تحتاج كثيرا الى نقاش وحوار . بتنا في ازمة مع كبريائنا المسفوح على ارصفة الوطن والتشرد والغربة ورؤيتنا لاحلامنا تتبعثر هنا وهناك تارة رهانا على السلطة نفسها وتارة اخرى رهانا على معارضة منقسمة ولكنها رغم وجودها فهي مازالت بعيدة عن تحقيق الحد الادنى من برامجها التغييرية وتارة رهانا على الغرب في ان يساعدنا من دون خسائر في عودتنا كشعوب الى حظيرة الانسانية .
لان الاستبداد غيبنا وغيب صوت الشعب السوري تماما ولم يبق في الوطن غير صوته الذي يصم الاذان بالقمع والخطاب التافه والحماسة التي تدعو للاقياء احيانا . وكل ذلك من اجل جاه ومال ليس الا . لامن اجل طائفة ولا من اجل مقولات نبحث عنها كي نجدها في عناصر خطاب سلطوي هزيل وضحل ضحالة منتجيه من عسكر ولصوص وشذاذ افاق, وتربية حجاب وسائقين على حد قول صديقي المغيب في سجون السلطة الدكتور كمال اللبواني . ماذا ترك لنا الاستبداد مساحة لنهش لحمنا وتقيؤ احلى صور لنا في ذاكرة الوطن كذاكرة باتت لا مساحة فيها سوى للعسكر وسارقي دم الشعب السوري يحتلون كامل المساحة السورية »ثلة من الفاسدين مع طاقم من العسكر لايهاب الموت في الدفاع عن رب رزقهم واستفرادهم بقوت هذا الشعب وكرامته« هذا ليس خطابا سياسيا تحريضيا انه حقيقة قد لوثت الروح وجعلت المعايير في الحكم على الظواهر معاييرا موبوءة بهذا الوجع المزمن الذي فاق التصور والخيال . لدرجة انك تتوه وانت غارق في البحث عن مخرج لمازق هذا الانسداد في الافق السوري . اما ان تبقى تحت البسطار العسكري او تموت ولك الحق في الخروج من بلدك حاملا هزيمتك السياسية والشخصية تدق باب الغرب كي تجد ملجا لروحك المنتهكة بعد سنين طويلة من السجن والعذاب والملاحقة والتواري عن انظار الشطار من ابناء وطنك ¯ رجال المخابرات الصناديد في الذود عن حمى هذا الوطن المغدور , المغدور من ابنائه وليس من احد اخر غريب وليس من اميركا بالطبع والتي هي الان حجة الاستبداد ومن لف لفه من حماة الديار والثقافة والخصوصية القومية !! ولشدة المفاجاة انك حين تجلس وحيدا تجد انه مهما درت وحاولت المواربة على نفسك فان النتيجة واحدة : لولا اميركا جارتنا في العراق لكانت السجون السورية الان ملاى بعشرات الالاف من المعتقلين . اميركا و اميركا فقط هي من يحسب هذا الاستبداد حسابها فهو لايحسب حساب الشعب السوري مهما كانت مطالبه ومواقفه وطريقة عيشه ما يفكر فيه هذا الاستبداد هو كيف ترضى عنه اميركا لهذا هو يراعيها ويخافها كما يخاف الموت او بالاحرى كما يخاف ان تذهب السلطة من يديه الى اصحابها الحقيقيين . في هذه الحسابات التي يجريها النظام السوري للسياسة الامريكية يتمتع المجتمع السوري الان بهامش بائس من التحدث في الشان السياسي . النظام السوري يتكتك من اجل تحييد هذه الاميركا في قضية الداخل السوري والا تتدخل اميركا مطلقا من اجل نزع كامل سلطته منه .لهذا هو يناور كي يكسب رايا عاما دوليا : بانه يحاول الاصلاح . ولكن لعبته مكشوفة والباقي تراجيديا يريد ادخال الشعب السوري فيها . تراجيديا اقسم فيها اليمين على الا يترك هذا الشعب يعيش كبقية شعوب الارض بحرية وامان وكرامة وهذا النظام هو خير العارفين انه بات الان خارج الزمن والتاريخ والحدود القيمية المعاصرة , ولكن ما الذي يهمه هل يهمه خراب البصرة? ام يهمه شعب لكثرة ما قمع بات يرى في القمع حلا له !! ليس هذا وحسب فنحن امام عمارة جهنمية من تاريخ بائد احاطت كل الوطن السوري بين جدرانها في حال فكر احدا بالخروج من هذا السجن ¯ الوطن نحو وطن بلا سجن تتكسر فوق الجميع جدرانه ¯ على مبدا علي وعلى اعدائي !! فماذا تبقى لنا نحن الذين داس القمع على حياتنا وحياة عائلاتنا ?
والسؤال: هل تستطيع المعارضة السورية فك هذه العقدة ? تكسير الجدران من دون ان يتاذى احدا من ابناء الوطن من ساكني هذا السجن الكبير ?
في هذه الحال نعود الى السؤال الاول :
هل حقيقة اميركا عثرة في وجه الاستبداد ?
هي بالضرورة كذلك وبحكم الامر الواقع حتى لو لم تتخذ قرارا بذلك فقط لكون الاستبداد يحسب حسابها فهي موضوعيا تحد من قدرته على البطش والحركة ولنا في محاولات السلطة كسب ود اميركا مثال كي نقول : هل يريد النظام السوري ان يوصل الشعب السوري كي يخطب ود الشيطان من اجل عودة حقوقه اليه ? لانه في حال طلب ود اميركا فسيصبح الشعب السوري كله تحت مرمى النيران ...ويكفي ان هذا الوجود الموضوعي لاميركا انه يقيد هذا الاستبداد ان لم يكن اكثر من ذلك ذاتيا وموضوعيا وهذا متروك الحكم عليه للمستقبل القريب او البعيد.
غسان المفلح



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بن لادن ضد الصليبية
- الإخوان المسلمين والخيار الديمقراطي مناورة أم مسايرة الجزء ...
- الإخوان المسلمون في سوريا مناورة أم مسايرة
- البعد الطائفي في حوار المعارضة السورية
- المعارضة السورية تختلف تتطاحن لكنها موجودة
- النووي الإيراني والمظلة السورية
- السوريون يترقبون فقط
- العامل الخارجي وشرط الواقع السوري
- الثقافة المهترئة وغياب السياسة
- السياسة الإسرائيلية لازالت الوجه اللاأخلاقي للسياسة الأمريكي ...
- طريق دمشق عبر باريس
- دمشق تخون الماغوط
- المد الديني والمد الإرهابي في سوريا
- كسر احتكار السلطة
- الديمقراطية بوصفها نموذجا استبداديا
- الوضع السوري المعارضة والمجتمع
- الممارسة السياسية والكتابة السياسية
- صباح الخير للمناضلين سوريا لغير المناضلين أيضا
- المشهد الشرق أوسطي
- نوروز لكل السوريين مثل عيد الأم


المزيد.....




- أحذية كانت ترتديها جثث قبل اختفائها.. شاهد ما عُثر عليه في م ...
- -بينهم ناصف ساويرس وحمد بن جاسم-.. المليارديرات الأغنى في 7 ...
- صحة غزة: جميع سكان القطاع يشربون مياها غير آمنة (صور)
- تقرير استخباراتي أمريكي: بوتين لم يأمر بقتل المعارض الروسي ن ...
- مسؤول أمريكي يحذر من اجتياح رفح: إسرائيل دمرت خان يونس بحثا ...
- شاهد: احتفالات صاخبة في هولندا بعيد ميلاد الملك فيليم ألكسند ...
- مليارات الزيزان تستعد لغزو الولايات المتحدة الأمريكية
- -تحالف أسطول الحرية- يكشف عن تدخل إسرائيلي يعطل وصول سفن الم ...
- انطلاق مسيرة ضخمة تضامنا مع غزة من أمام مبنى البرلمان البريط ...
- بوغدانوف يبحث مع مبعوثي -بريكس- الوضع في غزة وقضايا المنطقة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - أمريكا في سوريا عثرة في وجه الاستبداد