أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غسان المفلح - الديمقراطية بوصفها نموذجا استبداديا















المزيد.....

الديمقراطية بوصفها نموذجا استبداديا


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1508 - 2006 / 4 / 2 - 09:31
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


كنت قد تعرضت في مقالة سابقة حول ما يمكن تسميته [ المعارضة الاستبدادية ! ] وكان لابد لنا من التعرض لبعض منظوراتها في فهم العملية السياسية في سوريا. تعرضنا لمفهوم الوطنية لدى السلطة والمعارضة والآن نحاول أن نستقصي عن الفهم المعارض السوري للمسألة الديمقراطية عموما وفي سوريا خصوصا. هل نحن نختلف على الفهم النظري للديمقراطية أم نختلف على تحقيق الديمقراطية أم على الوسائل التي بموجبها يمكن لنا أن نشكل ثقلا ما في التغيير الديمقراطي؟ أم أن الأمر منوط بخلافات هي خارج كل هذا الأمر؟
الديمقراطية:
بالتعريف المدرسي البسيط والساذج هي حكم الشعب نفسه بنفسه والذي لازال حتى هذه اللحظة ساري المفعول في الفهم المنهجي للمعارضة السياسية في سوريا؟ والسؤال الآن الذي يغيب عن بال المعارضيين الديمقراطيين هو أي شعب هذا الذي سيحكم نفسه بنفسه؟
هل هو الشعب الموزع إلى طوائف وعشائر وأثنيات وقوى من الفساد الذي بات جزء من البنية السورية العامة على كافة المستويات؟ أم هو شعب المثقفين كما هو في تصوراتهم ومتخيلهم الجمعي الذي يبدو بدونه لاممارسة سياسية في سوريا إلا وفق / نموذجا للعمل مثالي تماما وهذا ما نلاحظه عند باحثنا برهان غليون بالدرجة الأولى الذي منه يشتق كثير من رموز المعارضة السورية في فهم الديمقراطية / الوطنية / شبكة من الملفوظات في خطاب منخلع عن الواقع السوري تماما لأن الاستبداد هو السبب الرئيسي في حالة الاستلاب التي يخلقها داخل الواقع والمثل في حالة من بحث الجموع والأفراد عن لحظة توازن تعوض هذا الانخلاع وهذا الاستلاب، والذي يغيب خصوصيات الواقع وجزئياته المتحركة ضمن الهاجس التوازني الذي يتم البحث عنه:
1ـ الفساد طال كل بيت في سوريا وطال كل ثقافة ومعيار حتى وصل إلى بنى المعارضة.
2ـ الشعب المفقر والمشبع بثقافة الولااءات الماقبل مدنية وماقبل سياسية أصلا.
3ـ القمع المدمر على مدار ثلاثة عقود ونصف تقريبا ما هي نتائجه على المجتمع السوري، هذه النتائج التي لم تبحث حتى هذه اللحظة رغم الجهود القليلة لبعض الكتاب والباحثين.
4ـ المجتمع منقسم أثنيا وطائفيا والمرجعيات لم تعد سياسية بل هي مرجعيات تأخذ حضورها الفعلي في الخطاب السياسي السوري من هذه الانقسامات اللا سياسية وإن عبرت عن ذاتها بلغة سياسية هي أقرب للغة المعيارية منها للغة التوصيفية: كأن نقول الأخوان المسلمين قوى وطنية في سياق انضمامها لإعلان دمشق، ثم يوجه لها نعوتا وكأنها خانت نصا مقدسا.
5ـ المجتمع الدولي مجتمع لم يعد له وظيفة سوى التأمر على سوريا: لأنها بنظامها قلعة الممانعة العربية. أو أنها الجنة التي يحلم الغرب في دخولها ولهذا على المعارضة أن تؤسس دوما لخطاب معادي للمجتمع الدولي الذي تكثفه هذه المعارضة الآن بأنه السياسية الأمريكية نفسها لا زيادة ولا نقصان.
في ظل هذه الوضع استطاعت المعارضة السورية أن تنتج خطابا مغلقا عن الديمقراطية كل الدلالات موجودة فيه إلا دلالة كونه خطابا ديمقراطيا.
وكي لانبقى نعوم في آتون حرب طاحنة بين الوطنيين والخونة نسأل: لو قدر لسوريا أن تنتقل الآن إلى الديمقراطية كما حدث في الجزائر عندما أقدم الشاذلي بن جديد على تجربة فذة بهذا الخصوص. من هي القوى المرشحة لأن تنجح في أول انتخابات نيابية هل هي القوى اليسارية والعلمانية والليبرالية والديمقراطية..الخ هل سينجح التجمع الوطني الديمقراطي أم حزب العمل الشيوعي أم سينجح ممثلي الطوائف والعشائر والبرجوازية المحدثة النعمة التي تتمركز الآن في المدن بعد أن حولت هذه المدن إلى أرياف هي فيها سيدة أقطاعية بامتياز؟
وهذه التجربة المصرية كي لا نقول العراقية / لأن العراقية يمكن الرد علينا أن الأمريكان هم من أنجحوا قائمة الإئتلاف الشيعي والحزب الإسلامي والعشائر والإقطاع الكردي..!
إن أكثر انتخابات نزيهة في مصر جرت في عهد الرئيس مبارك خسرت فيه القوى التي تسمى القوى الوطنية الديمقراطية خسارة يند لها الجبين وهي تزاود على الجميع في عدائها للإمبرالية اللعينة دون أن تمتلك حدا أدنى من مشروعية الهيمنة على الشارع المصري. وإذا كانت مواقف الأخوان المسلمين من الخارج المصري لها أثرا في نجاحهم في الانتخابات بالمعنى الجزئي ـ كونهم لم يحققوا أكثرية في المجلس المنتخب للشعب المصري ـ لكنها تشكل جزء من رافعة تكمن أهميتها في وقوفها في وجه فساد النظام المصري أولا من جهة وعملها المؤسسي من جهة أخرى إضافة لعوامل أخرى كثيرة ليس مجالها الآن.
الديمقراطية السورية المرتبكة / تدعو كل البعثيين الشرفاء للانضمام إلى إعلان دمشق والسؤال: هل شرطي المرور الذي يقبض الرشوة ليل نهار هو بعثي شريف؟ أم لأن فساده ذو لقمة صغيرة؟! ولو أن السلطة الآن قامت بمحاولة جريئة على طريقة الشاذلي بن جديد ودعت إلى انتخابات حرة ونزيهة هل سيقول لها إعلان دمشق نحن لا نريد هذه المحاولة لأنك سلطة فاسدة؟ وبعدها أيضا لوجاء أولاد رفعت الأسد وطالبوا بإنشاء حزب والدخول في الانتخابات ماذا سيكون موقف إعلان دمشق؟ ولو قام السيد آسف شوكت بتأسيس حزب ديمقراطي جديد كما فعل بوريس يلتسين واحد من مشايخ الفاسدين في الحزب الشيوعي السوفييتي ماذا سيقول له إعلان دمشق؟ لوجاء السيد فريد الغادري وأراد تأسيس / الحزب الجمهوري السوري !! ما الذي يمكن أن يمنعه عن ذلك؟
الديمقراطية على هذا الأساس باتت فقط للصالحين كما يراهم أو تراهم قوى إعلان دمشق !! وهذه الديمقراطية لم توجد في التاريخ بعد في مجتمع عاش ثلاثة عقود ونصف في ظل قمع مدمر واستبداد يبحث عن كل ماهو متخلف من أجل تأبيد استبداده.
وعلى الصعيد الدولي:
هل ستقطع قوى إعلان دمشق علاقاتها مع الدول الكبرى؟ وكيف ستواجه المشاريع الأمريكية والصهيونية؟ وهي على ما أظن لن تحصل على عشر مقاعد في البرلمان المزمع إنشائه بعد
أن يوافق السيد الرئيس بشار الأسد على أن يكون مثل الرئيس الشاذلي بن جديد.
الديمقراطية التي نبحث عنها هي نقل المجتمع كي يرى نفسه أولا ويعرف حقيقته بعيدا عن توريات الاستبداد، وبعدها يمكن لهذا المجتمع أن ينتج حركة كفاية السورية كما أنتج المجتمع المصري حركة كفاية المصرية. الديمقراطية هي كي: تعبر القوى الحقيقية والفاعلة في المجتمع عن نفسها بحرية وتتوضح في ذلك موازين القوى المجتمعية.
فإذا كانت القوى الديمقراطية لازالت تتهم بعضها بالطائفية: أعتقد أن الديمقراطية ستكشف عورة الجميع لهذا نريدها ونسعى إليها مع أي ساعي يريدها وبعدها نرى هل هذا المجتمع قادر على تجاوز نفسه كبقية مجتمعات الأرض أم أنه سيبقى كما المجتمع اللبناني يتلون طائفيا من زمن إلى آخر ولا يستطيع حكم نفسه بنفسه؟ وللحديث بقية..



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوضع السوري المعارضة والمجتمع
- الممارسة السياسية والكتابة السياسية
- صباح الخير للمناضلين سوريا لغير المناضلين أيضا
- المشهد الشرق أوسطي
- نوروز لكل السوريين مثل عيد الأم
- إلى يوسف عبدلكي رفيقا وصديقا وأشياء أخرى ..
- وقفة خاصة مع السيد عبد الحليم خدام
- ملالي طهران والدور المذعور
- المرأة تكتب عن المرأة لكن الرجل دوما يكتب للمرأة
- في كلمة السيد الرئيس بشار الأسد ثمة أسئلة كثيرة
- إلى مؤتمر الأحزاب العربية المنعقد في دمشق غدا
- النظام السوري يزيد من عدد الممنوعين من السفر
- فوز حماس ..نقطة نظام
- الجولان ينتظر
- القوى اللبنانية والملف السوري
- حداثة بلا نهاية ..عولمة بلا حدود
- أزمة كاريكاتير أم أزمة ثقافة ؟
- تصدير الخوف
- التغيير الرئاسي السوري
- الطائفية والإرهاب تدافع عن آخر مواقعها والعراقيون يدفعون الث ...


المزيد.....




- قدمت نصائح وإرشادات للمسافرين.. -فلاي دبي-: إلغاء وتأخير بعض ...
- -شرطة الموضة-.. من يضع القواعد بشأن ما يُسمح بإرتدائه على مت ...
- رئيسي لبوتين: إيران لا تسعى للتصعيد في الشرق الأوسط
- إسرائيل.. إصابات جراء سقوط مسيّرتين أطلقتا من لبنان (فيديو + ...
- إسرائيل تغلق الطريق رقم 10 على الحدود المصرية
- 4 أسباب تستدعي تحذير الرجال من تناول الفياغرا دون الحاجة إلي ...
- لواء روسي: الحرب الإلكترونية الروسية تعتمد الذكاء الاصطناعي ...
- -سنتكوم-: تفجير مطار كابل عام 2021 استحال تفاديه
- الأمن الروسي يعتقل مشبوها خطط بتوجيه من كييف لأعمال تخريبية ...
- أوكرانيا تتسبب بنقص أنظمة الدفاع الجوي في الغرب


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غسان المفلح - الديمقراطية بوصفها نموذجا استبداديا