أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غسان المفلح - وقفة خاصة مع السيد عبد الحليم خدام














المزيد.....

وقفة خاصة مع السيد عبد الحليم خدام


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1497 - 2006 / 3 / 22 - 11:08
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


دمشق في وجع ونحن لسنا حفاة ولا عراة، ودمشق هي من جعلت تاريخها يكتبه غيرها، دمشق ليست غبية ولا ساذجة دمشق: تخاف حتى من أهلها. دمشق في أحيائها تنوعها وفي تنوعها مشهدا من المستقبل: يمكن أن يكون جميلا ويمكن أن يكون قبيحا.. وأنتم أيضا تعرفون هذا الأمر ككل سكان دمشق على اختلاف مواقعهم وثرواتهم وأحلامهم وطموحاتهم.. ولم يكن الخلاف على معرفة ماذا يجري في دمشق بل الخلاف كيف يمكننا إنقاذ دمشق..سألت صديقا عقلانيا وصادقا إلى حد بعيد:
ما الذي أحدثته مقابلة السيد خدام على قناة العربية من ردود فعل عند الشارع السوري؟
أجابني بشيء من الحسرة: إن الشعب السوري عموما ووفق رأي صديقي صدق كل ما قاله السيد خدام عن النظام السوري كما صدق كل ما قاله النظام السوري عن السيد خدام.. ولكنني عدت وسألته في جلسة خاصة جدا لماذا كانت الحسرة في صوتك وأنت تتحدث عن هذا الأمر؟
أجابني: أن ما يخيفه الآن أن حركة السيد خدام ووفقا للواقع السوري الذي أفرزته سلطة هو مشارك فيها حتى فترة قريبة..هو أن تأخذ حركة السيد خدام وجها طائفيا!! وهذا ما تحاول السلطة إشاعته بين الناس الآن وفق نفس الثقافة الشفهية التي شكلت عماد المنتج الثقافي السلطوي في تكريس الآحادية السلطوية الفاسدة والقمعية. كما أنه يخاف أن تعود الأمور بعد أن خلق لدى الشعب شيء من الأمل في التغيير إلى حالة مطبقة من اليأس وإغراق المواطن السوري أكثر في الفقر والحرمان والبحث عن لقمة عيشه بطريقة تجعله لا يفكر بأكثر من رغيف خبزه. الشعب السوري وصل إلى درجة أن: التغيير وعودة كرامته إليه وحريته وعيشه الكريم [ أمرا من المستحيل التفكير فيه وبه عند المواطن السوري ] وعودة الأمان إلى مستقبله ومستقبل بلده ومستقبل أحفاده. لقد سمعت من السيد خدام في مقابلاته تلميحا أنه عائد إلى سوريا في خلال فترة قريبة ولن يسجل اسمه في قائمة المغتربين السوريين.
هذا وعد أم حلم أم أنه لزوم العمل السياسي.. في كل الحالات عدم تحقق هذا الوعد يجعل من كلام صديقي صحيحا ويدخل المواطن السوري من جديد عتبة يأس آخر مطبق تماما.. والصراحة في الكثير من الأمور مدخلا مهما لفهم الواقع وتغييره:
في شيء من النكتة / المأساة سألت السيد خدام في صراع [ البعث!! أو لنقل السلطة التي تغطي نفسها بالبعث ] مع الأخوان المسلمين عادت نتائجه كارثية على الشعب السوري خصوصا الطريقة التي فرضتها السلطة على هذا الصراع كي تعطيه وجها طائفيا وساعدها في ذلك بعض قادة حركة الأخوان المسلمين من خلال ممارساتهم وبعض أعمال العنف التي قاموا بها. ساعد السلطة في تكريس ماتريده في المجتمع من عصبيات متخلفة طائفيا وعشائريا..الخ لكي تبقى هي بيضة القبان القامع والسارق والمستبد. والآن هل في عودة تحالف ما بين البعث والأخوان يعيد إلى سوريا ووجهها المدني؟! في الحقيقة ما يشجع هو المراجعة العميقة التي يقوم بها قادة الجماعة سواء على المستوى الفردي من خلال كتاباتهم أو على المستوى الحزبي من خلال مايصدر عن الجماعة من وثائق تمثل آرائهم بعد مراجعة تجربتهم ورؤيتهم لمستقبل مدني حقيقي لسوريا، ومن خلال الأمل في قيام أوسع تحالف ديمقراطي حقيقي في سوريا من خلال جبهة الخلاص الوطني..كما أنني لمست لدى السيد خدام إحساسا بجديته في مراجعة تجربته في السلطة وعلى أرضية وعي ديمقراطي.. هذه المراجعة مع كل ما تتطلبه من جرأة في الوقوف مع الذات: هي المطلوبة أيضا لدى المواطن السوري بغض النظر عن الطريقة التي سوف تتم بها هذه المراجعة وأن تتم بمعزل عن تصريحات بعض قادة المعارضة التي تطالب السيد خدام بالاعتذار عن ماضيه و تتم بغرض هدفه إيصال هذه المراجعة للمواطن السوري.. وأنا هنا إذ أتحدث من موقع المراقب لهذا الأمر بالذات ويعنني ربما أكثر من غيره من الأمور التي تجري..أود أن أؤكد على أن:
السيد عبد الحليم خدام ليس بحاجة للمعارضة من زاوية مادية كما أنه لا يريد في حال توليه السلطة مجددا أن يورث أحدا من أبناءه.. لأنهم خارج هذا السياق. إذن ما الذي دعاه للانضمام إلى المعارضة السورية وتشكيل نواة جدية وحقيقية يمكن لها أن تحمل مشروعا ديمقراطيا حقيقيا؟ أعتقد أن هذا السؤال: مطلوب الإجابة عليه مرارا وتكرارا، خصوصا أن هنالك قوى تتهم هذا التجمع الجديد بالأقصاء وتتهمه بكثير من التهم..! وهنالك معارضة الداخل التقليدية رفضت هذا التحالف وتصر على استبعاد السيد خدام:
من شرف التحول إلى معارض سوري.. لماذا هذا الأصرار في الحقيقة أنه إصرار ملفتا للنظر من قبل بعض رموز المعارضة. كما أن هنالك معارضة أخرى تتهم هذه الجبهة بالأقصاء كحزب الإصلاح في واشنطن وغيره من المعارضات في الخارج والداخل. وهنالك قوى أيضا كانت تريد إبلاغها بمؤتمر بروكسل وأن تشارك في الإعداد له لهذا سجلت تحفظاتها وملاحظاتها..
هنالك من أرسل لي وهو معارض سوري قديم موجود في فرنسا يقول:
[ أرجو أولا أن يتسع صدر السيد عبد الحيلم خدام لكثير من الأسئلة سوف توجه إليه ولن توجه إليه بقصد الإساءة بل بقصد التوضيح في تصريح قبل خمسة عشر عاما للسيد عبد الحليم خدام عندما سئل عن المعارضة السورية أجاب: أنها معارضة الشانزيليزيه لماذا لاتعود إلى سوريا إذا كانت معارضة جدية؟
ويتابع المرسل.. نحن الآن ومنذ ذلك التاريخ نتحرك بحرية ولكن السيد عبد الحليم خدام يتحرك في الشانزيليزيه وفق حركة أمنية محسوبة جراء الخوف على حياته وهذا إنسانيا مؤلم له ولعائلته؟ لهذا طلب مني إذا تسنت لي فرصة أن أسأل السيد عبد الحليم خدام عن هذا الأمر..] وأرجوأن يجيبه السيد خدام في حال قرأ هذا النص.
لأن دمشق تنتظر الكثير الكثير من أجوبتها..



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملالي طهران والدور المذعور
- المرأة تكتب عن المرأة لكن الرجل دوما يكتب للمرأة
- في كلمة السيد الرئيس بشار الأسد ثمة أسئلة كثيرة
- إلى مؤتمر الأحزاب العربية المنعقد في دمشق غدا
- النظام السوري يزيد من عدد الممنوعين من السفر
- فوز حماس ..نقطة نظام
- الجولان ينتظر
- القوى اللبنانية والملف السوري
- حداثة بلا نهاية ..عولمة بلا حدود
- أزمة كاريكاتير أم أزمة ثقافة ؟
- تصدير الخوف
- التغيير الرئاسي السوري
- الطائفية والإرهاب تدافع عن آخر مواقعها والعراقيون يدفعون الث ...
- بوش والديمقراطية في الشرق الأوسط
- صور أبو غريب وغوانتنامو ..بوش هل يستغني عن النفط ؟
- المساعدة المالية الأمريكية للمعارضة السورية
- الخيار الأمريكي في سوريا خيارا وطنيا أم خيارا سياسيا؟
- ولازالت المداهمات مستمرة في سوريا
- النظم الفاسدة النظام السوري نموذجا
- عودة للمسألة اليهودية في السياق الدنماركي


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غسان المفلح - وقفة خاصة مع السيد عبد الحليم خدام