أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - غسان المفلح - تصدير الخوف















المزيد.....

تصدير الخوف


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1474 - 2006 / 2 / 27 - 09:52
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ما أن أقرت حكومة الولايات المتحدة الأمريكية مساعدة المعارضة السورية بمبلغ خمسة مليون دولار: حتى استلت الأقلام من محابرها، وأمتلأت المنابر العربية برفض المساعدة واتهام كل من يقبلها بالعمالة، وهذه المساعدة هي لتجنيد معارضين وليس من أجل المساهمة في تغيير السلطة السورية!! بالتالي العمالة محتومة لكل من تسول له نفسه الأمارة بالسوء!! في قبول هذه المساعدة أو التعاطي معها تحت أية ذريعة من الذرائع، فقط مطلب المعارضة السورية هو رفع الغطاء الأمريكي عن النظام السوري ـ المعلن!! أما المطلب الضمني للمعارضة هو زيادة الضغط عليه أو حتى تغييره لكن دون أن تلوث المعارضة يديها بمصافحة الأمريكان!! ليس هذا وحسب بل عاد إعلان دمشق ليوضح نفسه بأنه معاد للمشاريع الأمريكية الصهيونية وسيقف في وجهها صفا واحدا سواء مع السلطة أو بدونها!! وهذا ذكرني في الأيام الخوالي عندما لم تكن هذه المعارضات: لاترى في المعارضات العربية الأخرى أنها عميلة للسلطة السورية عندما كانت تلتجأ هذه المعارضة إلى سوريا / المعارضة العراقية مثالا.. وكانت هذه المعارضة العراقية من دمشق هي أيضا توقع على كل برتوكولات مناهضة المشاريع الأمريكية والصهيونية / المجلس الأعلى للثورة الإسلامية وحزب الدعوة والحزب الشيوعي العراقي..وكافة التفريخات للمعارضة العراقية في الخارج: كلها كانت ضد المشاريع الأمريكية والصهيونية!!
ليس هذا موضوعنا الآن بل موضوعنا أن المعارضة السورية لم تستطع إلا أن ترفض هذه المساعدة وتعتبرها استكمالا للمطامع الأمريكية في سوريا، وبعضهم رآها أيضا:
أن أمريكا بهذه المساعدة إنما تريد تشويه سمعة المعارضة السورية!! ولماذا تريد تشويه هذه المعارضة؟ لكي لاتسقط هذا النظام!! لهذا تريد من أمريكا فقط رفع الغطاء عن هذا النظام!!
وكأن الغطاء لم يرفع بعد منذ أن أخرجوه من لبنان!! وعلى فرض تم رفع الغطاء عن النظام لتعطينا المعارضة السورية ماهي تجسيدات رؤيتها لرفع الغطاء عن النظام وكيف يتم رفع الغطاء
ثم ماذا ستفعل المعارضة بعد ذلك؟ ستفعل إعلان دمشق من جديد أم ستقف ضد المخططات الأمريكية الصهيونية؟!
السؤال المهم مرة أخرى كيف ستسقط هذه المعارضة هذه السلطة؟ لم يجب عليه أحد!!؟
ما نريد قوله أن صاحب المخططات في الهيمنة لا يمكن له أن يستجيب لطلب المعارضة السورية برفع الغطاء الدولي عن النظام السوري دون أن يعرف موقف هذه المعارضة من هذا الغطاء الدولي نفسه؟ ماهو موقف المعارضة السورية من هذا الغطاء الدولي؟ حتى أن بعض رموزها بدأ يشتم فرنسا أيضا واعتبرها أنها باتت ملحقة بالسياسة الأمريكية!!
لم يعد خافيا على أحد أن أمريكا فعلا صدرت الديمقراطية إلى العالم وأول هذا العالم هو [ المنظومة الاشتراكية السابقة والتي لولا أمريكا لما جرى فيها هذا التحول الكبير نحو الديمقراطية ]
وصدرتها إلى فلسطين ومصر ودول الخليج... وأسقطت صدام حسين..ألا يكفي هذا؟ ولا يعني مطلقا أن الديمقراطية المصدرة ستخدم أمريكا بالضرورة: العراق نموذجا ربما يجعل من أمريكا أكبر خاسرة في التاريخ المعاصر!! ونحن ماذا صدرنا للعالم: تحول خوفنا إلى عداء للآخر ولبعضنا ولأنفسنا مفتتين طوائفا وأحزابا واستعدادا للمذابح كما يجري في العراق الآن.. وكي نعود إلى النقطة الجوهرية:
أمريكا حاولت العمل على إسقاط صدام مع المعارضة العراقية أكثر من عشر سنوات سلميا سواء عن طريق انقلاب عسكري أو عصيان مدني وفشلت..فشلا ذريعا كل مراهنات بيل كلينتون على هذا النوع من التغيير لأن السلط العربية متماسكة عموما هذا من جهة وفي سوريا والعراق / متماسكة طائفيا أيضا وهذا يجعل من عملية التغيير السلمي والمراهنة على انقلاب أمرا على غاية من الاستحالة.. ومع ذلك أمريكا لازالت مصرة على اتباع نفس الطريق: المراهنة على المعارضة والتغيير السلمي. وإلا لماقدمت هذه المساعدة المالية.
مزايدة تحيط بالشعب السوري من كل حدب وصوب بين السلطة والمعارضة على العداء للمجتمع الدولي على الأقل علينا فالباطنية تحكمت بسلوك المعارضة تأثرا بباطنية هذه السلطة!!
ومع ذلك لاتقبل هذه المعارضة المساعدة الأمريكية هي حرة في ذلك وموقف وطني وأخلاقي تشكر عليه ولكن ليس على أرضية الخطاب السلطوي!!
وبت أعتقد أن هذه المعارضة باتت تخاف الديمقراطية لأنها أي هذه الديمقراطية ستثبت بالملموس أن هذه المعارضة وخصوصا اليساري والقومي منها / والذي يحتل مع السلطة مساحة الدلالة الرمزية للتصدي للمشاريع الأمريكية الصهيونية / لن تفلح في النجاح في أي انتخابات حرة ونزيهة!!وبالملموس من سينجح هم تجار دمشق وحلب وأعيان الريف والمشايخ ربما الطرف الوحيد القادر على ألا يخاف من الديمقراطية هم:
جماعة الأخوان المسلمين من جهة، ورموز السلطة الذين ربما إذا تسنى لهم الانقلاب على هذه السلطة ونجحوا أن يأخذوا إلى النجاح طريقا في أية انتخابات ديمقراطية.
وسأعطي مثالا:
التجمع الوطني الديمقراطي بأحزابه الخمسة [ عشر ] أقصد الخمسة!!! هو أكثر من يدرك أن المساحة التي يحتلها أمام المجتمع الدولي كطرف معارض يعود الفضل فيها لعوامل ليس لها علاقة بقوة هذا التجمع في الشارع السوري.. ولسنا بصدد الحديث عن هذه العوامل الآن.!
لنخرج من عباءة هذا الخطاب الذي سيعيق التحول الديمقراطي في سوريا ونرحب بالمساعدة الأمريكية دون أن نأخذها بالمعنى المادي.. ولانفعل كما تم أيام المرحوم صدام حسين!!
نأخذها بالسر كي لاتسمى علينا!!! وأنا بشكل واضح ولو كنت في حزبا سياسيا:
وشعرت أن هذه المساعدة تخدم نضالي الديمقراطي السلمي لأخذتها علنا وعلى رؤوس الأشهاد.
مع أدراكي أن السلطة تنتظر هذا المطب لأي حزب سياسي سيأخذ هذه المساعدة كي تحاكمه أمام محكمة أمن الدولة العليا وبالأعدام.. ومن هذا المنطلق ربما أفكر بعدم قبولها فقط بسبب الخوف من السلطة ولكن لا أدخل في المزايدة وفي نفس مساحة الخطاب السلطوي بل أشكر الشعب الأمريكي على تقديمه هذه المساعدة لأن السيدة رايس تمثل الشعب الأمريكي وتدفع المساعدة ليس من جيبها الخاص بل من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين.
والسؤال الأخير هل المعارضات في البلدان الاشتراكية التي تشكلت لاحقا أبان موجة السقوط الحر للأنظمة الشمولية ما عدا التشيك هي معارضات تابعة لأمريكا؟ أم أنها تنفذ أجندتها الخاصة التي تتقاطع أو لاتتقاطع مع السياسة الأمريكية.
لنجعل مساحة الحركة للمعارضة السورية أكبر من ثوابت التجمع الوطني الديمقراطي وحزب العمل الشيوعي..الخ



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التغيير الرئاسي السوري
- الطائفية والإرهاب تدافع عن آخر مواقعها والعراقيون يدفعون الث ...
- بوش والديمقراطية في الشرق الأوسط
- صور أبو غريب وغوانتنامو ..بوش هل يستغني عن النفط ؟
- المساعدة المالية الأمريكية للمعارضة السورية
- الخيار الأمريكي في سوريا خيارا وطنيا أم خيارا سياسيا؟
- ولازالت المداهمات مستمرة في سوريا
- النظم الفاسدة النظام السوري نموذجا
- عودة للمسألة اليهودية في السياق الدنماركي
- السلطة العربية تحاور العالم :هل أسمعت لو ناديت حيا
- التحفة السورية في حرق السفارة الدنماركية
- العلمانية تحمي جميع الأديان في إطار الدولة اللادينية
- الإعلام العربي ..من أين؟
- الطائفية في لبنان مؤسسة وفي سورية ثقافة لم تتأسس بعد
- تعقيبا على مقال الياس خوري - من أجل تجاوز المأزق
- الدانمرك بريئة ..أبحثوا عن خاطفي الرهائن !!
- الإفراج عن معتقلي ربيع دمشق بداية تحول أم مناورة؟
- رسالة متواضعة إلى المعارضة السورية القسم الثاني
- فلسطين ..إنها البداية
- رسالة متواضعة إلى المعارضة السورية


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - غسان المفلح - تصدير الخوف