أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غسان المفلح - رسالة متواضعة إلى المعارضة السورية















المزيد.....

رسالة متواضعة إلى المعارضة السورية


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1443 - 2006 / 1 / 27 - 10:18
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


توضيحات:
ـ1ـ
نقف على عتبة تاريخية ستحدد بعدها التاريخ السوري لأجيال وأجيال إنها العتبة الأمريكية، أو كما سماها صديقي جورج ميخائيل [ الآن الأمريكي ] منذ 1989 ونحن محشورون في ندوة داخل سجن صيدنايا قرب دمشق، هذه العتبة التي لم يجري حتى هذه اللحظة التعاطي معها بصورة (( علمية )) إلى حد ما، لتضيع الحدود بين موقف أيديولوجي وموقف قيمي وموقف سياسي لحظي..الخ والمواقف الأيديولوجية هي التي تضفي السحر على المعاش وتحمل القيم الراهنة براهنية الحدث الأيديولوجي وليس براهنية الحدث التاريخي أو التاريخاني بتفاصيله المتكثرة على تنوع مشهدية العولمة على كافة الصعد والمستويات، وينوح في مكان ما من عمق هذا الكوكب رجلا بات غريبا عن تاريخه أسمه كارل ماركس أسقطه السوفييت ومنظومتهم الشمولية حتى الحضيض معرفيا وسياسيا وأيديولوجيا وقيميا حتى. بتنا نشاهد أن الماركسية شتيمة والمسرح خال من الجمهور / ما خلا جمهور المشهد الهوليودي واستطالاته في العالم أجمع وليس في العالم المتخلف فقط / المسرح ليس هنا بلا قيم هوليودية بل هو صاحب أكبر مشروع قيمي عرفه التاريخ البشري / إنه وحدة العالم كما تحدث عنها ماركس في أحلامه وحدة الإنسانية كما صاغتها كل الثورات التاريخية ومعاهدات حقوق الإنسان والتاريخ الأمبراطوري للإنسان مجسدا في أمبراطورية الآن الأمريكي في حركيتها وهيمنيتها وتفاصيلها الإنسانية والمأساوية متلبسة في الراهن التاريخي: عسكر ونووي اقتصاد ومايكرو سوفت هوليوود وحقوق الإنسان مايكل مور وأوليفر ستون سبيلبيرغ وأفلام الدلتا التي تعبر عن قوة الجندي الأمريكي: يحرر العراق من ديكتاتور بات منذ زمن بعيد مارقا على الزمن الإنساني، تحرر الإنسان العراقي كي تنهض بقوتها الشرائية للإنسان نفطا واستهلاكا همبرغر ومنتجات المايكرو سوفت..الخ أمريكا ثلث العالم.
حتى عام 1990 كانت أمريكا حارسـة للإسلام والمسلمين من الغزو الشيوعي والآن أمريكا باتت عدوة لهؤلاء المسلمين أنفسهم وليس للشعوب المسلمة فأمريكا بآنها لا تميز بين شعب وشعب آخر إلا بالتقوى العولمية!! بغض النظر عن ديانته وقوميته ولون بشرته، وإنما الإنسان الفرد لازال يحاول دوما وسيبقى يحاول أن يسيطر على المؤسسة كي يلونها بمعتقداته الفردية وهذا ما شاهدناه في الاختلاف بين تعاطي بيل كلينتون مع قضايا المنطقة والعالم وبين تعاطي المرسل من الآلهة السيد جورج بوش ورسله إلى العالم المعاصر من تشيني إلى رامسفيلد. كبطرس وبولس.. ولكن المؤسسة ستبقى سيدة بلا هوية قومية أو دينية أو عرقية. المشهد الأمريكي فينا بات جوانيتنا وهل يستطيع المرء الهرب من جوانيته أم أنه يعمل عليها كي يحاول أن يغيرها لما فيه تحققا إنسانيا لهذه الجوانية؟ والمحاولة مع جوانية الكائن لاتكون بالعنف أو بالإرهاب وإنما بالمحاكاة وبالحوار وبالإبداع سواء كان سياسيا أم اقتصاديا أم معرفيا أم أخلاقيا..الخ


ـ2ـ
منذ زمن ليس ببعيد باتت على السطح تهمة جاهزة أضافية في قاموس المعارضة السورية / تهمة العمالة لأمريكا / وباتت تلبس لكل مختلف في الرأي أو ساع ليجعل الخيار الأمريكي جزء من خيارا وطنيا، لأن المشروع الأمريكي هو مشروع الدولة الرأسمالية المعاصرة بكل ما فيه من تناقضات سياسية وإنسانية وقيمية ومعرفية..الخ ولازلت في خلفية المشهد مع التيه الماركسي في إرثه / البدايات والأيديولوجيا الألمانية والمجتمع المدني وخلدونيته المضمرة في خطابه عن الاستعمار / ومن باب الأمانة للنفس لم أجد نفسي معرفيا خارج هذه الدائرة في فهم الكثير من تحولات العالم المعاصر مع تأكيدي على عالمية الإنسان حقوقا وثقافة وهمجيات متوارثة ستبقى تلبس لبوسا قوميا أو دينيا أو عولميا: شوفينيات قومجية وارتحالات نحو الهيام في تفجير الذات الإسلامية في نسقها الزرقاوي منهزمة في هزيمة النظم الاستبدادية أمريكيا في المنطقة العربية والكوردية!! مضافا على القائمة مناهضي العولمة من مسوقي الرأسمال القومي في الدول الرأسمالية! واليافطة اليسارية لهذا الرأسمال الذي كانت فرنسا تمثله حتى وقت قريب. وألمانيا الآن الساعية لأن تخرج من رأسمالها القومي نحو مقعد دائم في مجلس الأمن وبعدها يتم الحديث عن العولمة، في هذا المشهد تتهوى المعارضة السورية دون أن تأخذ هويتها ولن تأخذها ما دامت في خطاب السلطة تصر على جعل الخيار الأمريكي خيارا لا وطنيا عميلا وخائنا..!!
من الوضوح يبدأ الحوار وعليه يجب أن يستقر في رحلته المعذبة بين أطراف معارضة القديم منها والجديد وحتى كل من هب ودب دخولا على الكعكة السورية المسمومة / مجتمعا مقسوما بفعل سلطوي قومجيا ـ كرديا عربيا ـ وطائفيا / والكل يسبح في تيه من الخوف القادم من جهة العراق أو من جهة تورا بورا، وواشنطن بوش لازالت لا تدفع من جيوبها دماء الجنود الأمريكيين ودماء العراقيين الشيعة الأبرياء سواء من استجرتهم القمية الإيرانية أو السيستانية الهجينة، والمعارضة السورية في شقها مدعي العلماني: يدافع عن حزب الله والجهاد الإسلامي في فلسطين وإيران ويهاجم الأخوان المسلمين السوريين!! ما هذا المشهد الدموي؟ إنه جزء من المشهد الأمريكي في شقه المأساوي والذي بات على مشارف ضياع ما أنجزه في العراق من التخلص من صدام عن طريق الاحتلال المباشر. وتسلم إيران للملف الأمريكي على طبق من فضة / الملالي لايتعاملون مع الذهب كمشايخ السنة بالضبط / ولازال البتروليزم ـ على حد تعبير توماس فريدمان ـ سيدا استراتيجيا في جزء من خلفية المشهد المرافق لتشيني في زياراته الحاسمة للمنطقة.


ـ3ـ
الاحتلال الأمريكي للعراق:
كان خيارا شعبيا ولا أعرف إن كان يمكن تسميته وطنيا عند أكثرية الشعب العراقي كي يخلصه من صدام، وهذه الواقعة التي تحاول القوى السياسية المعارضة تجاهلها، والشعب العراقي ينتخب كل النخب التي: أعتبرت أن الخيار الأمريكي خيارا وطنيا!! قائمتي الإئتلاف الشيعي ـ الكردي حصلت على غالبية مطلقة من المقاعد، وبالتالي هل يمكن تخوين 70% من الشعب العراقي؟ تخوينه في وطنيته!! ولم يجري تخوين الأقلية التي كانت تناصر صدام في قمعه للشعب العراقي. وهذا يتطلب من بعض قيادات إعلان دمشق أن تتوقف عن تشكيل لجان نصرة العراق!! بل عليها تشكيل لجان تدعم العملية الديمقراطية وتشجع على إعادة كتابة دستورا عراقيا أكثر مدنية وعلمانية. وعندها من حقها أيضا أن ترى في جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الأمريكي بداية مخرجا للأزمة العراقية.
وكي يكون النقاش مثمرا أكثر لازالت القوى العراقية المسيطرة ليس من مصلحتها قيام عراق ديمقراطي مدني وعلماني، وهذا مطلب أمريكي لأن أمريكا بدونه لن تخرج من العراق منتصرة بل ستخرج مهزومة وهذا لا تريده أمريكا. هل من مصلحة الأحزاب القائمة في الطرفين الشيعي والكردي قيام انتخابات ديمقراطية نزيهة في أحزابها؟!! إنه التناقض العراقي وعلى القوى الحية في العراق أولا وقوات التحالف ثانيا تحمل مسؤولية إيجاد حل لهذا التناقض. وليس الحزمة القومجية العربية ومن لف لفها من سلط متهتكة ومفجري السيارات في العراق وبيروت وفلسطين.
السلطة الفلسطينة وبقايا أمراء الحرب والتدخلات الإقليمية من أجل بقائها ساحة حرب مفتوحة تفقد أية سلطة ينتخبها الشعب شرعيتها.
لم يستطع الفلسطينيون تقديم نموذج متحضر في غزة!!
ما علاقة الفصائل الفلسطينية المتواجدة في دمشق بتصريحات نجاد؟ أليست مفارقة أن تصبح إيران قبلة للمجاهدين العرب في فلسطين؟ وتتفارق معهم في العراق باعتبار كلهم عرب سنة!!
على المعارضة السورية من كلا البابين / الاستراتيجي والتكتيكي أن تدعم خيار السلطة التي ينتخبها الشعب الفلسطيني مهما كانت. والتخلص من عقدة بلاد الشام مؤقتا على الأقل!!


ـ4ـ
الجولان مستمرا في اللاحرب واللاسلم لاستمرار سلطة اعتاشت عليه منذ احتلاله من قبل إسرائيل.
ويجب أن تسأل هذه المعارضة نفسها سؤالا ذو شقين لاينفصمان: من من المسؤولين السوريين معني بقضية الجولان وهل خيار السلام هو خيار المعارضة أم خيار السلطة؟ كان لدى الراحل رسالة ضمانات أمريكية ودولية بسورية الجولان عندما ذهب إلى مدريد أين أختفت هذه الرسالة؟ وما موقف المعارضة من هذه الرسالة؟ الجولان يعود بالسلام؟ أم ان السلطة والمعارضة اتفقتا على أن تموت قضية الجولان بالتقادم في خضم المسألة الوطنية كما يتم ممارسة هذه الوطنية على أرضية هذه السلطة حتى من قبل قسم من المعارضة؟


ـ5ـ
على قوى إعلان دمشق وغيرها من قوى المعارضة أن تبادر لتشكيل لجان لدعم الحوار بين الشعبين اللبناني والسوري على أرضية مطالب الشعبين الديمقراطية وعلاقة حسن الجوار بالحد الأدنى.


ـ6ـ
نعود إلى نغمة التخوين والتخوين المتبادل والتي هي عادة قديمة وسأضع رسالة وصلتني من أحدهم بين يديكم:
[تعليق على واقع مر!!
مشاهد من واقع الحال:
الحركة الكردية في سوريا تطالب رياض الترك بالاعتذار عن رأيه في القضية الكردية الذي طرحه في اجتماع مع الجالية السورية في برلين 8/1/2006. تتوحد الحركة السياسية الكردية في إدانة هذا الرأي وطلب الاعتذار علنيا من المناضل رياض الترك.
المناضل رياض الترك لا يحاور فاتح جاموس القيادي في حزب العمل الشيوعي في سوريا، ولا يقبل حتى بالجلوس معه.
حزب العمل الشيوعي يتبادل الاتهامات مع رياض الترك بالطائفية.
أكسم نعيسة يتهم هيثم المالح بالطائفية وهيثم المالح يتهم أكسم بالعمالة والطائفية أيضا. وكلاهما من السباقين في الدفاع عن حقوق الإنسان في سوريا.
الأخوان المسلمين متهمون بالتقية في التعامل مع القضية الديمقراطية من قبل الكثير من مثقفي الأقليات الدينية والطائفية في سوريا. وتبادل اتهامي بالطائفية بين الطرفين.
التيار القومي العروبي يتهم المعارضة السورية ـ الموقعة على إعلان دمشق ـ بالخيانة.
المعارضة بغالبية فصائلها تتواطئ على اعتقال الدكتور كمال اللبواني بعد عودته من أمريكا.
غالبية مثقفي الطائفة العلوية يدافعون عن حزب الله ويتهمون الأخوان المسلمين بالطائفية.
المعارضة السورية في باريس تنهش لحم بعضها ليل نهار بكل التهم بدء من الطائفية والارتزاق وانتهاء بالعمالة للنظام.
معارضة واشنطن: المجلس الوطني السوري يتهم حزب الإصلاح في كل شيء ـ من التهم ـ وحزب الإصلاح يتهم المجلس الوطني بالبعثية الصدامية والأخوانجية.
الحركة الكوردية في سوريا باتت الآن تتحدث وتتداول مفهوم كردستان الغربية وتريد أيضا التعايش مع العرب السوريين الشوفيننين. والحركة الكوردية ليست حركة شوفينية!!؟
كل يوم حزب ليبرالي وديمقراطي يطل علينا.
حساسيات زعامية منتشرة كالنار في الهشيم في صفوف هذه المعارضة.
السلطة تشجع كل هذا وتساعد الذين يمتلكون روح الأقصاء كي يتحركوا بحرية.
الشعب يقول دون أن يصرح: [ شو ها المعارضة......!]
والسؤال الذي يتبادر للذهن:هل من الأفضل للمرء أن ينأى بنفسه: لأن في الأمر خيانة؟!]
وكتابتي لهذه الرسالة لكوني أتبنى معناها وليس حرفيتها بالأسماء الواردة فيها لأن الموضوع عام [ كمرض معارض ] ولا يخص هذه الأسماء الواردة هنا. هذه الرسالة التي أتاني مثلها الكثير وغالبيتها مغفل الإسم!! رغم أنه يتحدث عن معارضة ديمقراطية ـ أو من المفترض أنها ديمقراطية ـ وتقبل الرأي الآخر. فهل تقبل الرأي الآخر؟؟


ـ7ـ
يوجد في سوريا مجموعة لا بأس بها من المثقفين المستقلين حزبيا ـ أعتبر نفسي منهم ـ والذين تقع على عاتقهم جعل قضية الحرية في سورية حية دوما من خلال نشاطهم الكتابي لمختلف وسائل الإعلام، وكنت ولازلت أظن أن مهمة هؤلاء المثقفون هي: أن يشكلوا الملاط الجامع للحزبية الديمقراطية في سوريا، ويعملون على هذا الأمر، فهم الفضاء الحر الذي يجب أن تتحرك فيه السياسية المعارضة والديمقراطية في ممارساتها اليومية، كما أنني أرى أن الخيارات الديمقراطية لا يمكن رفدها بمصطلح الوطنية / المهترئ / لأنه مصطلح سلطة وليس مصطلح دولة حديثة. وحاولت وسأبقى أحاول المساهمة مع غيري من أجل وحدة المعارضة الديمقراطية بكل تلاوينها السياسية والأيديولوجية، كما حاولت أن أعري هذا التقسيم في صفوف المعارضة بين / الداخل ـ الخارج / العلماني ـ واللاعلماني / القومي ـ واللاقومي / الكردي ـ العربي / اللاطائفي ـ الطائفي / ودون أن أقبض أي كوبون نفطي ولا غير نفطي، ولا زلت مفلسا كحال غالبية نشطاء وكتاب المعارضة السورية#، وهنالك باتت العديد من الأقلام السورية المنتشرة في كافة وسائل الإعلام، هذه الأقلام وما تطرحه من خارج المؤسسات الحزبية يمكن لطروحاتها أن تشكل جامعا وموحدا لكافة فصائل هذه المعارضة في هيئة تنسيقية ما تتبنى برنامجا ديمقراطيا واضحا [ إعلان دمشق مع تعديل الفقرة المتعلقة بالدين وإيضاح أكثر في القضية الكردية ] هيئة تمثل:
الحرية في سوريا أمام الشعب السوري والمجتمع الدولي ولا تترك هذا المجال للسلطة وحدها تسرح وتمرح فيه. وأما الزعامات فعليها تجاوز ذاتها مبدئيا وتنتظر الديمقراطية كي تثبت جدارتها في برامجها الانتخابية / أي ترحيل الحساسيات الزعامية والخلافات الحزبية إلى مرحلة الانتخابات الحرة التي نعمل جميعا على إحياءها في سوريا حرة وديمقراطية لجميع أبنائها. والمثقف بات في حيرة لأنه ليس حزبيا: إن اجتمع مع حزب العمل وجهت له اتهامات إن اجتمع مع حزب الشعب وجهت له اتهامات إن اجتمع مع المعارضة في أمريكا يكفر أيضا ومع معارضة باريس حدث ولا حرج، مع جماعة الأخوان المسلمين يتهم بأنه سني طائفي، في تهم جاهزة وسلطوية أيضا... ما الحل..؟


ـ8ـ
الشباب السوري خارج كل هذه التصنيفات المعارضة، وليقل لي أي حزب من هذه الأحزاب عن حضوره في أنشطة الطلاب الجامعيين مثلا أو أنشطة الشباب، كما كانت الحال في السبعينيات والثمانينيات في سوريا حيث كان الشباب هم المحرك الأول للمعارضة؟ لماذا أعرض الشباب عن العمل السياسي عموما والديمقراطي خصوصا؟ رغم أن أي متابع لمواقع الأنترنت يجد ان الشباب تتابع بجدية واهتمام وتكتب تعليقاتها على المواضيع السياسية على اختلاف اتجاهاتها السياسية والفكرية. وتعبر عن وعي عميق بمخاطر الفساد في السلطة وغيرها من الإشكاليات التي تواجه هذه الأجيال. وتعلق بين الجد وبين الهزل على كل موضوع تعليقات متنوعة يستطيع المتابع معرفة قسم من اهتمامات هذه الأجيال. والمقصود في النهاية إذا كانت الأجيال الشابة بعيدة عن هموم المعارضة: فكيف لهذه المعارضة أن تجدد دمائها وكيف لها أن تجسد شعارها / التغيير السلمي الديمقراطي أو التغيير الديمقراطي السلمي / مؤسساتيا عبر مؤسسات مدنية وحزبية ينخرط فيها الشباب السوري لأن المستقبل لهم وهم المستقبل أصلا.
وكي ننصف النظام السوري وننصف أنفسنا أيضا:
لايمكننا القول أن عهد الرئيس بشار لم يشهد درجة من الانفتاح السياسي، وتراجع حضور القمع المباشر على الأقل، وتقدم هامش لابأس به من الحريات السياسية، رغم أنها لازالت غير مقوننة، لكنها تقدمت ولو حتى على طريقة تسامح المستبد. والدليل انتشار المؤسسات المدنية وتنظيمات حقوق الإنسان كالنار في الهشيم ودون ترخيص قانوني وتعمل في وضح النهار. وتشتم بعضها بعضا وتتهم بعضها بعضا بكل أنواع التهم التي ذكرناها في رسالة الصديق، ويتحرك القائمين عليها في أبهة بين الهم السياسي تارة والهم الحقوقي المدني تارة أخرى نتيجة لعدم حرفية العمل الحقوق إنساني من جهة ونتيجة لأن المصلحة جديدة على الطبقة الساسية السورية معارضة وموالاة. والمعروف أن الظرف الوحيد الذي يجعل هذا العمل حرفيا واحترافيا هو وجود: دولة القانون والمؤسسات وحرية التنظيم والتعبير والنشر والاعتقاد وتداول السلطة. إضافة لذلك فإن رموز المعارضة باتوا أكثر حرية في التعبير والحركة والنشاط ومع ذلك لازالوا يخسرون جماهير الشباب!! وتستقطبهم الجوامع ومؤسسات السلطة!! حيث تحولت الجوامع إلى مؤسسات لرفد السلطة بابتعاد الأجيال الشابة عن العمل الديمقراطي والاقتراب من أصولية لا أحد يعرف بعد نتائجها وهذه الأصولية تتلون دينيا وقومجيا وطائفيا عند الكثير من مختلف فئات شعبنا السوري وتتجلى في شحن قومجي وديني وطائفي، والسلطة هي من شجعت انتشار هذه الظواهر في المدن السورية وأصبح في سوريا مقرات دينية وطائفية و جوامع تشبه قصور ألف ليلة وليلة أكثر مما في سوريا من مدارس وحدائق ومستوصفات لعلاج الفقراء!! ماذا فعلت المعارضة ورموزها التاريخية إزاء هذه الأمور؟ وهذا يقودنا لضرورة الحديث عن إشكاليتين سببتهما ممارسات السلطة تلغمان المجتمع السوري وهما:
الأولى وهي الإشكالية الطائفية. والثانية هي القضية الكوردية. وفي هاتين القضيتين على المعنيين فعلا المحاولة في إصدار ملفات كاملة تمثل وجهات نظر مختلفة وجمعها في ملفات حوارية ونشرها كتبا أو عبر مواقع الأنترنت السورية كي يتم افطلاع على كافة وجهات النظر ومن مختلف الزوايا كي لايبقى الأمر تائها في هذا البحر العاتي من الأمواج الأنترنيتية. وسنحاول الاستمرار بفتح كافة الملفات التي تواجه عملية التغيير الديمقراطي السلمي في سوريا.



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحامون العرب يهتفون في دمشق
- نحو مؤتمر وطني عام
- السر السوري في لبنان
- نشكر أمريكا ام ننعي أنفسنا
- التغيير الديمقرطي السلمي اللغز السوري
- من حزب الله إلى نجاد مرورا بالأحباش !!سوريا تحرر الجولان
- الفكر المحتجز
- الصفقة المستحلية .. الرئيس الضائع بين مؤسسة أبيه والمتغيرات ...
- القضية الكردية في سوريا على هامش تصريحات رياض الترك والردود ...
- الإسلام ثقافة ومعتقدا ولكنه ليس حلا ..الوضع السوري أنموذج لل ...
- الملف النووي الإيراني ما الذي يجري في العراق؟
- حوار المعارضة وتناقضات النظام السوري !!افتقاد الشرعية
- هوامش على حديث السيد خدام
- الوطنية مفهوما غربيا والوطنية السورية نموذجا
- رستم غزالة من قرفة إلى عنجر !!سلاسل من ذهب ووسائد من ريش نعا ...
- مقابلة خدام على المعارضة السورية التريث والحذر..الفصل بين ال ...
- إلى أعضاء مجلس الشعب السوري ..نقطة نظام
- الانتخابات العراقية والمأزق الشرق أوسطي ..قراءة تحليلية في خ ...
- القضية الكردية قضية تقنية وتأجيل الإصلاح الداخلي قضية وطنية ...
- الطائفية اللبنانية دعم للاستبداد السوري


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غسان المفلح - رسالة متواضعة إلى المعارضة السورية