أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - الصفقة المستحلية .. الرئيس الضائع بين مؤسسة أبيه والمتغيرات الدولية














المزيد.....

الصفقة المستحلية .. الرئيس الضائع بين مؤسسة أبيه والمتغيرات الدولية


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1433 - 2006 / 1 / 17 - 08:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلما كان هنالك حراك عربي تجاه الأزمة السورية كلما كثر الحديث عن صفقة سورية أمريكية , والمثال الليبي يستخدم دائما كنموذج تاريخي وراهن لمثل هذه الصفقات , دون تحديد واضح هل فعلا كانت هنالك صفقة بين أمريكا وليبيا ؟ أم أن هنالك رضوخ ليبي من طرف واحد لشرط المجتمع الدولي وقراءة ليبية تستشرف المستقبل القريب والبعيد ؟ وهل بشار الأسد كالقذافي ؟
وهل النظام السوري الحاكم هو كالنظام الليبي من حيث موقع القذافي فيه وموقع بشار ؟ وهل الظروف الليبية كالظروف السورية بمعنى هل الظروف السورية تشبه الظرف الليبي على كافة الصعد والمستويات ؟
إن الصفقة التي لاتطال بنية النظام هي ليست صفقة بل هي تأجيل تكتيكي لمواجهة هي قائمة أصلا ولايمكن حلها بحكم تعارض بنيوي . تعارض بنيوي بين الحدود التاريخية والإنسانية والعولمية وبين بنى نظم متهتكة وشخصانية وديكتاتورية ولا تراعي الحد الأدنى من الشفافية الاقتصادية والاجتماعية والمالية وحقوق الإنسان ..الخ وبالتالي علينا التمييز بين نظام يريد الرضوخ الكامل للشرط الراهن والتكتيكي للمطروح عليه وبين صفقة بين طرفين ! هل كان القذافي طرفا في صفقة أم رضخ تكتيكيا ليحفظ نفسه ونظامه بمنأى عن عواصف الشرق الأوسط ؟
والذي كان يدرك وهو الذي بات أقدم رئيس في الشرق الأوسط منذ عام 1969 وثاني أقدم رئيس بالعالم بعد فيدل كاسترو !! يدرك أنه ليس مطروحا على الأولوية الفورية للضغط الدولي ورضخ لشروط تعتبر في جوهرها برانية ولاقيمة لها ـ أسلحة الدمار الشامل الليبية !! إنها النكتة !! ـ في عمل نظامه الذي يعتمد على الريع النفطي في استمرار السيطرة العارية على مقدرات الشعب الليبي ومصادرة حرياته . وصدق العرب نكتة أن القذافي عقد صفقة !!وبدأت التحليلات العربية في هذا الموضوع وأخذت الإسقاطات على النظم العربية الباقية خارج الصفقة !!
كالنظام السوري . ما الذي سيقدمه هذا النظام ويبقيه في كامل سيطرته على آليات عمله القديمة ؟
النظام الليبي :
1ـ لم يكن وسيبقى حتى أجل غير قريب على جدول الأجندة الغربية وفي رأس أولوياتها بل كان في مؤخرة هذه الأجندة والتنازل النكتة الذي قدمه هو تنازل استباقي من طرف واحد .
2ـ وهو الذي يفتقد أصلا لأي نفوذ أقليمي أو تأثير في القضايا الأقليمية العالقة : فلسطينيا وعراقيا وإرهابيا .الخ فقد جردت منه هذه الأوراق قبل أن يقدم الورقة الأخيرة وهي أسلحة الدمار .
3ـ والنفط لم يعد بإمكانه التلاعب به أبدا لأنه هو من يحتاج إلى ريعه أكثر مما يحتاجه الغرب خصوصا بعدما فقد السيطرة على قسم من أرصدته الموجودة في البنوك الغربية , يحتاجه كي يستمر في تمويل نظامه الاستبدادي الذي يعتمد بشكل أساسي ورئيسي على هذا المورد النفطي .
4ـ ما الذي جناه القذافي ونظامه من وراء هذه الصفقة !! هل قوي نظامه أكثر مما كان مثلا !؟ حتى على شعبه فقد ضعفت سيطرته أكثر من السابق .
5ـ والحيرة التي توقف المراقب جراء التحليلات العربية الكثيرة ولكن باتت هنالك عينة واضحة من هذه التحليلات وهي الغالبة :
إذا تدخلت الحكومات الغربية وخصوصا الأمريكية ضد النظم الديكتاتورية : تهاجم من قبل المثقف العربي , وإن لم تتدخل في الضغط على هذه النظم أيضا تهاجم , وإن عقدت صفقات تكتيكية بالمعنى السياسي تجنبها فتح النار على كافة الجبهات يتنطح المثقف العربي ليقول : رأيتم أنهم لايريدون الديمقراطية هاهم عقدوا صفقة مع القذافي .. ولهذا على الأدارات الغربية والأمريكية خصوصا أن تشاور المثقف العربي قبل أن تمارس سياستها !! كي تعرف بالضبط ما الذي يريده هذا المثقف ؟ وتتصرف تلك الإردارات على هدي نبوؤات هذا المثقف .
لإنه تيه السلطة العربية .. قبل أن يكون تيه المثقف العربي .. تيه البقاء في بحر الفساد والقمع والتخلف والسيطرة على الشعوب في زمن بات هذا الأمر مدانا على كافة الصعد والمستويات , وغير فعال على المدى الطويل نسبيا ومفارقة من باب العتب :
المثقف المصري مثلا : ينادي بالديمقراطية في مصر ـ إبراهيم نافع ومصطفى بكري ..الخ اللائحة طويلة ولا تنتهي ـ ويدافع عن النظام السوري ويمجد الرئيس مبارك في خطواته التي من شأنها أن تعيد إنتاج سيطرة النظام السوري على رقبة الشعب السوري من جديد أكثر مما هو عليه !! إنه الفصام الأكيد والذي لا نعرف ماذا نسميه .بل لايكتفي هذا المثقف بذلك بل يخون حتى من يريد معارضة النظام السوري في هذه المرحلة ..الخ ـ راجع كل مقابلات مصطفى بكري , والأفتتاحية الأخيرة لإبراهيم نافع في الأهرام ـ حقائق خدام والإخوان المسلمين .
النظام السوري :
بين النظام الذي أرسى دعائمه الرئيس الراحل وورثه لأبنه وبين متطلبات الساحة الدولية والإقليمية يجد بشار الأسد نفسه ضائعا بين استمرار الشكل الأسدي في الحكم وبين المطلوب دوليا وإقليميا ..! والصفقة التي يريدها المثقف القومي العربي لايمكن لها أن تتحقق لأن المطلوب هو :
1ـ أن يتخلى نهائيا وعلنا عن التحالف مع إيران وامتداداتها الإقليمية من حزب الله والجهاد الإسلامي في فلسطين..الخ
2ـ أن يساعد في مكافحة الإرهاب الذي هو نفسه صدره إلى أفغانستان من قبل والعراق الآن . ويتخلى عن هذه الورقة وعائداتها نهائيا وإلى الأبد .
3ـ وأن يعقد صلحا مع إسرائيل .
4ـ أن يرفع يده عن آليات العمل الاقتصادي الحر في سوريا , ويعيد هيكلة الاقتصاد بما يخدم أجندة العولمة .
5ـ قليلا من الانفراج السياسي السوري على الصعيد الداخلي .
6ـ التعاون الكامل في قضية الحريري وكحد أدنى تقديم أكباش فداء .
7ـ أن يتخلى نهائيا عن اللعب بالورقة اللبنانية .
هذا المطلوب كحد أدنى من النظام السوري ؟ فهل هو قادر على تلبيته ويبقى سيدا وعائلته في السيطرة على سوريا ؟
أسئلة نتركها لحوار لاحق ..كي نخرج من هذا التيه ..



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضية الكردية في سوريا على هامش تصريحات رياض الترك والردود ...
- الإسلام ثقافة ومعتقدا ولكنه ليس حلا ..الوضع السوري أنموذج لل ...
- الملف النووي الإيراني ما الذي يجري في العراق؟
- حوار المعارضة وتناقضات النظام السوري !!افتقاد الشرعية
- هوامش على حديث السيد خدام
- الوطنية مفهوما غربيا والوطنية السورية نموذجا
- رستم غزالة من قرفة إلى عنجر !!سلاسل من ذهب ووسائد من ريش نعا ...
- مقابلة خدام على المعارضة السورية التريث والحذر..الفصل بين ال ...
- إلى أعضاء مجلس الشعب السوري ..نقطة نظام
- الانتخابات العراقية والمأزق الشرق أوسطي ..قراءة تحليلية في خ ...
- القضية الكردية قضية تقنية وتأجيل الإصلاح الداخلي قضية وطنية ...
- الطائفية اللبنانية دعم للاستبداد السوري
- صفقة سورية مع أمريكا رهان القوميين العرب !!
- إستعادة الجولان أم هروبا من ميليس ..عادة ليست جديدة.
- ماذا يريد السيد الرئيس مبارك من سوريا ..؟ نفوذ عربي أم توريث ...
- الديمقراطية الدولية ..من الرابح؟
- حصان طروادة بين الأيديولوجيا والسياسة ..
- جند الشام حقيقة أم تضليل؟ النظام السوري لازال يرتجل..
- مرة أخرى القضية الكردية في سوريا ..الغاية الحوار .. اسمحوا ل ...
- يحيا العراق ..تحيا الأمة العربية ..صدام نموذجا


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - الصفقة المستحلية .. الرئيس الضائع بين مؤسسة أبيه والمتغيرات الدولية