أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غسان المفلح - الإسلام ثقافة ومعتقدا ولكنه ليس حلا ..الوضع السوري أنموذج للقراءة.














المزيد.....

الإسلام ثقافة ومعتقدا ولكنه ليس حلا ..الوضع السوري أنموذج للقراءة.


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1431 - 2006 / 1 / 15 - 11:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما طرح هذا الشعار بشكل لافت كشعار وحيد لجماعة الأخوان المسلمين المحظورة في مصر كشعارا انتخابيا , خاضت الانتخابات الأخيرة تحت يافطته [ الإسلام هو الحل ] خلق جدلا جديدا على الساحة المصرية والعربية , وكون هذا الأمر قد ناقشه الكثير من المفكرين الذين لهم باعا في البحث الأكاديمي والدراسات الدينية والإسلامية منذ زمن ولازال على نار حامية , لن ندخل في اختصاص نحن غير قادرين على البت فيه أو تقديم شيئا أضافيا على ما قدمه هؤلاء المفكرين والباحثين من كافة التيارات والمدارس الفكرية . وكمواطن عربي يحق لي أن يجيبني أصحاب هذا الشعار عن سؤال :
إذا كان القبطي في مصر والمسيحي في سوريا لا يؤمن أصلا بالدين الإسلامي !! كيف يمكنه أن يجد في دين لا يؤمن به حلا لمشاكله و مستقبله وتطور بلده ؟ رغم كل الردود الدفاعية عن هذا الشعار لم يجب أحدا عليه , في مصر أكثر من ستة مليون مسيحي على ما أعتقد يتوقون لمعرفة التجسيد التاريخي لهذا الشعار من وجهة نظر الذين طرحوه ؟ كما أن أهل الذمة لم يعد قابلا للحياة في المجتمعات المعاصرة !!
كما أنني لن أدخل على خط النقاش الساخن بين العلمانيين والإسلاميين ومن لف لفهم من أتباع الخصوصيات القومية والدينية والطائفية .الخ في هذه المرحلة التي تستدعي مثل هذه الحوارات العميقة والجادة والمنفتحة لما فيها خيرا للجميع , لكن هاجسي كمواطن سوري هو في فتح الحوار حول آليات إنتاج مواطن سوري , لأن هذه القضية ليست فعلا بالولادة بل هي فعلا بالثقافة والقانون المدني والتربية المكتسبة على مفهوم المواطنة نفسه , هو إرادة مدنية تعاقدية بين مواطنيين أحرار , وأخطر ما يواجه هذا الأمر في سوريا ـ إذا استثنينا خطورة هذه السلطة الاستبدادية ـ هو تفعيل الإنتماء الغرائزي والولادي والتاريخي ..الخ أو تفعيل الإحاسيس العملية ذات الرموز الماقبل مدنية وماقبل ثقافية ..الخ
والخطر الآخر هنا هو أن الإسلام السياسي يتحول الآن إلى ثقافة عالمة لم يعد حكرا على العلماء والفقهاء بل بات جزء من الثقافة الشعبية ! وهذا ما تشجع عليه السلطة في سوريا في آحادية تفتييت المجتمع وتهيئته لنزوعات إقصائية وبالتالي عنفية كي يصبح المجتمع كله مستنفرا وعصيا على التغيير الديمقراطي لأنه مجتمعا جاهزا للعنف ضد الآخر !! وهذا أيضا ما حاول الرئيس مبارك فعله في مصر بعد أن أزاح العلمانيين والليبراليين والديمقراطيين واليساريين الذين كانوا يقفون ضد إعادة تجديد الاستفتاء عليه أو الذين قادوا الحملات ضد توريث نجله جمال مبارك .. حيث يحاول أن يظهر الأمر وكأن البدائل التي يحملها الشارع المصري هي فقط بدائل إسلامية !! وهذه الرسالة موجهة أيضا للأمريكيين , الذين رفضوا عملية التوريث في مصر .
وتحول الإسلام إلى ثقافة ليس معنى ذلك أنه في حالة نقاء مطلقة !! وهذا الأمر الذي تختلف من أجله وبسببه الكثير من التيارات الإسلامية إلى درجة أنها تقصي بعضها أيضا , فهذه الثقافة الإسلامية ليست وليدة القرن الأول الهجري بل هي وليدة الثقافة العالمية والعالمة الآن وفي هذا العصر بالذات . وهي ثقافة تجد عمق رمزيتها في الشرط المعاصر وليس في الشرط السائد قبل خمسة عشر قرنا .. الموقف الذي عبر عنه أحد مشايخ الأزهر [أثارت فتوى تحرم التجرد كليا من الملابس خلال المعاشرة الزوجية جدلا بين عدد من أساتذة الشريعة في مصر، فقد أفتى الشيخ رشاد حسن خليل عميد كلية الشرعية والقانون السابق بان "التجرد من الملابس اثناء المعاشرة الزوجية يبطل عقد الزواج". ] ـ نقلا عن موقع شفاف الشرق الأوسط ـ والسؤال تبعا لموضوعنا هنا : هل هذه الفتوى وشرطية حضورها هي وليدة الشرط الإسلامي في لحظة انبثاقه أي قبل خمسة عشر قرنا أم هي وليدة هذا العصر وراهنيته ؟
وبالعودة للشعار الأخواني والذي كان يجب أن يكون [ الديمقراطية هي الحل ] وليس [ الإسلام هو الحل ] وأي إسلام هو الحل هل هو إسلام جماعة الأخوان المسلمين أم إسلام حزب التحرير أم إسلام حزب العمل الإشتراكي المصري أم إسلام الزرقاوي وبن لادن والظواهري ..الخ؟ ألا يحق في هذه الحالة لمواطنييناالمسحيين و الأقباط منهم خصوصا أن يطرحوا شعارا [ المسيحية هي الحل ] ؟ أم أنهم مواطنيين من الدرجة الثانية ؟
ولو انتقلنا لسوريا نجد نفس الإشكالية , رغم أن جماعة الأخوان المسلمين في سوريا لازالت خارج العملية العلنية والديمقراطية لأن سوريا كلها كذلك .. وحتى تصبح سوريا ديمقراطية على الجميع أن يرى في الديمقراطية حلا .. لأنها تتيح للجميع تقديم برامجهم لكي تكون حلا وبلا إقصاء لأنها ليست برامج دينية بل هي برامج سياسية واقتصادية تجد عمقها في أزمة مجتمعاتنا الراهنة .. والحديث عن الإسلامية كمعتقد إنما هو حديثا عن معتقدات فردية لا تصلح لجميع المواطنيين لأنها لاتشكل قاسما مشتركا لهؤلاء المواطنيين ... وللحديث بقية من نقاش ..



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الملف النووي الإيراني ما الذي يجري في العراق؟
- حوار المعارضة وتناقضات النظام السوري !!افتقاد الشرعية
- هوامش على حديث السيد خدام
- الوطنية مفهوما غربيا والوطنية السورية نموذجا
- رستم غزالة من قرفة إلى عنجر !!سلاسل من ذهب ووسائد من ريش نعا ...
- مقابلة خدام على المعارضة السورية التريث والحذر..الفصل بين ال ...
- إلى أعضاء مجلس الشعب السوري ..نقطة نظام
- الانتخابات العراقية والمأزق الشرق أوسطي ..قراءة تحليلية في خ ...
- القضية الكردية قضية تقنية وتأجيل الإصلاح الداخلي قضية وطنية ...
- الطائفية اللبنانية دعم للاستبداد السوري
- صفقة سورية مع أمريكا رهان القوميين العرب !!
- إستعادة الجولان أم هروبا من ميليس ..عادة ليست جديدة.
- ماذا يريد السيد الرئيس مبارك من سوريا ..؟ نفوذ عربي أم توريث ...
- الديمقراطية الدولية ..من الرابح؟
- حصان طروادة بين الأيديولوجيا والسياسة ..
- جند الشام حقيقة أم تضليل؟ النظام السوري لازال يرتجل..
- مرة أخرى القضية الكردية في سوريا ..الغاية الحوار .. اسمحوا ل ...
- يحيا العراق ..تحيا الأمة العربية ..صدام نموذجا
- إنه حوار متمدن... وهذا يكفي..
- القضية الكردية في سوريا وفخ اللحظة السياسية


المزيد.....




- “TV Toyour Eljanah”‏ اضبطها حالا وفرح عيالك.. تردد قناة طيور ...
- إنشاء -جيش- للشتات اليهودي بدعم من كيان الاحتلال في فرنسا
- بينهم 5 أمريكيين.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل سبعة يهود حاولوا ...
- اضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 لمشاهدة ممتعة لاحلي اغ ...
- لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا ...
- -باسم يوسف- يهاجم -إيلون ماسك- بشراسة ..ما السبب؟
- إسرائيل تغتال قياديا بارزا في -الجماعة الإسلامية- بلبنان
- -بعد استعمال الإسلام انكشف قناع جديد-.. مقتدى الصدر يعلق على ...
- ماما جابت بيبي.. تردد قناة طيور الجنة الجديد الحديث على القم ...
- معظم الفلسطينيين واليهود يريدون السلام، أما النرجسيون فيعرقل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غسان المفلح - الإسلام ثقافة ومعتقدا ولكنه ليس حلا ..الوضع السوري أنموذج للقراءة.