الدانمرك بريئة ..أبحثوا عن خاطفي الرهائن !!

غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1448 - 2006 / 2 / 1 - 11:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

في الواقع لا أعرف تلك الرسوم ولم يتسن لي مشاهدتها , ولكنها مدانة بالنسبة لغالبية المسلمين , ومدانة كسلوك فردي لصاحب الرسومات وليس للدولة الدانمركية . لفتت نظري ردة الفعل التي أتت بلا عفوية تذكر , وبحثت عن الأسباب التي تجعل فرد : يتسبب في خسارة شعب بحاله لبعض من علاقاته الدولية في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي ؟
وجدت أن قسم من العرب في ردة فعله ليس بريئا مما يحدث من حملة على الدولة الدنمركية , وجودة صناعتها في مشتقات الحليب المحبوبة من الشعوب العربية !! هل تكون تجارة مشتقات الحليب خلف هذه الهجمة الشرسة على المنتجات الدنمركية والحكومة الدنمركية وآخرها : مختطفوا الرهائن يدعون لضرب وتفجير المصالح الدنمركية والأوروبية !! أليس في الأمر كما يقول العرب : إن ..أو كما يقولون أيضا وراء الأكمة ماوراءها ؟!
نتحدث بعقلية تآمرية .وهذه ليست من طبيعتنا ولكننا في ظل دول البوليس وغياب الشفافية والرأي العام .. يجعلنا أحيانا كمن يدخل في جدار مصمت لا نستطيع بعده التقدم قيد أنملة في قراءة الكثير من الظواهر العربية والإسلامية والشرق أوسطية !!
الرجل الذي رسم أساء لمشاعر المسلمين هذا لاشك فيه , ورغم كل شيء تبقى حرية رأي , أعرف أن هذا ربما يشكل حالة استنفار جدي ضد هذا الرأي , ولكن دعونا نفكر في الأمر فقط مجرد تفكير بصوت عال : حدثت من قبل ظواهر كثيرة مثل هذه في البلدان الغربية , لم نجد لها نفس ردة الفعل هذه !! لماذا ؟
إنني في خضم هذه الهجمة ترددت في الكتابة عن هذا الأمر كثيرا ..ولكنها أمتي التي انتمي إليها ..وأتسائل : أية وسائل إعلام أثارت هذه الفضيحة وهذا العداء للدانمرك وحكومة الدانمرك التي أرسلت قوتها للعراق في إطار قوات التحالف !! ومن المخيف أن يصل مشوش مثلي إلى التساؤل والمقارنة بين : رسم لرسام سيء ويمكن أن يكون عنصريا حتى !! وبين خطف الرهائن وقتلهم ومنهم من يكون مناصرا لقضايانا العربية ومنهم من يأتي كي ينقل الحقائق التي تجري على الأرض حرصا على الحقيقة , ومع ذلك يخطفون ويقتلون ولا نجد ردة فعل عربية إسلامية تجاه هذا الأمر وبنفس الحدة !! الرسم مدان ولكن خطف الرهائن جريمة بحق الإنسانية .
فكيف سيصدقنا الشعب الأوروبي الذي ليس كله عدوا لنا ؟
أدينوا الرسام والجريدة وقاطعوهم وأرفعوا عليهم دعوة قضائية ..ولكن مقاطعة البضائع الدانمركية والحكومة الدانمركية : إنها حملة إرهاب تستهدف حرية الرأي في العالم العربي والإسلامي وليس دفاعا عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم . وهي تسويق غير مباشر لخطف الرهائن الغربيين في العراق الجريح . وهي حرب اقتصادية ربما الله أعلم !! بين شركات انتاج مشتقات الحليب وهم كثر في العالم العربي الآن ويمكن لأصحاب سلطة كثيرين في عالمنا العربي أن يكونوا شركاء في شركات لأنتاج الحليب ومشتقاته ومن مصلحتهم ضرب البضائع الدانمركية , وحتى شركات أوروبية أخرى يمكن أن تدعم هذا التوجه الإسلامي الحكومي !! والشعبي فيما بعد !! ضد الدانمرك !!
أظن لو كان نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم ( حاضرا ) : لسامح هذا الرسام على إساءته الكبيرة هذه .
فلتسامحوا الشعب الدانمركي الذي لاذنب له وهو من الشعوب التي كانت دوما حتى وقت قريب تناصر الشعب الفلسطيني من أجل نيل حقوقه المشروعة .

#غسان_المفلح (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات