أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - غسان المفلح - الطائفية في لبنان مؤسسة وفي سورية ثقافة لم تتأسس بعد














المزيد.....

الطائفية في لبنان مؤسسة وفي سورية ثقافة لم تتأسس بعد


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1450 - 2006 / 2 / 3 - 10:52
المحور: المجتمع المدني
    


العنوان يدعو لتساؤل خطير: وهل هنالك من يريد مأسسة لهذه الثقافة؟ أو هل هنالك من له مصلحة لمأسسة هذه الثقافة؟ إن من أخطر ما يواجه سورية في الواقع هو هذه الثقافة التي انتشرت منذ عام 1970 كثقافة سلطة شفاهية، ولم تستطع هذه السلطة أن تؤسس لمثل هكذا ثقافة في الدولة والمجتمع ولكنها لغمت المجتمع بهذه الثقافة من خلال سلوكها وممارساتها اليومية وتكريسها وجها طائفيا لا دستوريا في أجهزة السلطة وخصوصا أجهزة القوة (عسكر، استخبارات.. الخ) وجعلت المجتمع بدل أن يخطو باتجاه الاندماج الوطني معرضا للتشرذم الطائفي !
باتت الثـــــقافة الطائفية شبحا يطير في الفضاء السوري، بينما نجد أن الأمر في لبنان قد تجاوز الثــــقافي كي يتأسس دولتيا ومدنيا! ولكل طائفة مؤسساتها المذهبية والدينية والسياسية والمشرعنة وفق الدستور والقانون اللبــــناني. وهذا كلــــه معروف للقاصي والداني وموجود في عدد لايحصي من الدراسات والمؤلفات مـــن مختلف المشارب الأيديولوجية.
والمعروف أكثر أن هذه الإشكـــــالية المزمنة بفسادها وتشتيتها لمدنية المجتمع اللبناني: قـــد وضعت المجتمع اللبناني دوما علي أجندة هذه الامتدادات الطائفــية وغير الطائفية في المنطقة والعالم. فلكل طائفة وزراء وســـــفراء مع الدولة اللبنانية والأهم خارج الدولة اللبنانية! ومع ذلك هنالك في لبنان حرية رأي وبقيت بـــــيروت منبرا للثقافة الحرة ولازالت.
وفي العودة إلي سورية نجد أن الثقافة الطائفية لايمكن لها أن تتأسس علي مستوي الدولة السورية لسببين:
الأول ـ ليس من مصلحة الأقليات الطائفية أن تقتدي بالتجربة اللبنانية لأنها ستكون خاسرة بالضرورة الموضوعية لوجود أغلبية دينية تتداخل بالوضع السوري طائفيا/ السنة / وقوميا / السنة العرب.. وهنا لابد من الإشارة إلي عامل مهم جدا في صياغة سلوك السلطة السورية منذ عام 1970 وهو أن الطائفة العلوية لم يكن لها مؤسسة دينية تمثلها دينيا وطائفيا / كمؤسسة مشايخ العقل أو المجلس الإسماعيلي..الخ وحاول حافظ الأسد أن يكون هو وعائلته المؤسسة التي لايستطيع إيجادها وإخراجها إلي العلن لأنه يوقعه ويوقع سلطته المطلقة في تناقض غير قادر علي حله بين الغطاء البعثي / القومي / الموظف أمام غالبية الشعب السوري وبين الضيق الأقلاوي طائفيا.
الثاني ـ والتــــأسيس الطائفي علي الطــــريقة اللبنانية لايصب في مصلحة السلطــــة أيضا وهنا يبقي اللغز غير الواضح في ممــــارسات هذه السلطة وتناقضــــاتها في حل هذه المسألة، وقــــد تحول الرئيــــس الراحـــــل وعائلته إلي حام للـــــطائفة ومنقــــذ لها ومعيد لأنتاج سيطرتها علي السلطة في ســـورية، وبهـــذا ظلم كل الشـــعب السوري بــــكل طوائفه بما فيها الطـــائفة العلوية، وهــذا السلوك ومارافقه من صراعات في تاريخ ســـورية بــــعد عام 1970 ادي علي اعتماد السلطة علي نشر ثقــــافة طائفــــية وفق رسائل شفهية لجماهير الطــــائفة وأنها مستهدفة وردت الــــظلم التاريخي عنها والأهــم أنها إذا تخــــلت عن السلطة فانها ستـــعود إلي الاضــــطهاد والتهميش لكونها أقلية طائفية.
لو عدنا إلي تلك المرحلة الصدامية لوجدنا شبها كبيرا في إدارة صــــدام للسلطة في العراق والفارق هنا بين التجربتين أن:
صدام ينتمي إلي الطائفة السنية العربية والتي هي أقلية أيضا في الوضع العراقي بينما هي تشكل جزءاً من الفضاء السني العربي الذي يشـــــكل غالبية المسلمـــــين العرب، والتي كانت قد احتضنت صدام ومشاريعه تحت يافطـات قومجية أو إخوان مسلمين..الخ في كثير من محطاته الدموية في حق الشعب العراقي.. والســـــؤال هـــــــل العلاقة الإيرانية السورية كانت بديلا ولازالت أم أن الأمر لايعدو كونه مصادفة؟! أظن أن عوامل عدة لعبت دورا في صياغة هذه العلاقة المعقدة بين السلطة السورية وسلطـــة الملالــــي في إيران وأحد هذه العوامل هو الوضع الطائفي للسلطة في سورية والذي لم يدرس بعد.
وتكثيفا ســــريعا يمكننا القول ان الثقـــافة الطائفية لايمكن لها أن تتحول إلي مؤسسة في سورية وهذا وجه التناقض الحقيقي في سلوك السلــــطة السياسي علي المستوي الداخلي وهو أحد الأسباب في قضية الاستعصاء السوري بالانتفال نحو الديمقراطية وهو السبب الذي يفــــشل أي مشــــروع إصلاحي تطرحه هذه السلطة: فلا يمكــــن لسلطة أن تصلح لكي تذهب هذه السلطة من يدها بأساليب مدنية وديمقراطية لكونها أصلا هي سلطــــة مبنية علي اغتصـــابها للسلطة نفسها.
هذا يستلزم من القوي الحية في المجتمع السوري ألا تسمح فعلا لهذه الثقافة أن تتحول إلي مؤسسات. بل عليها العمل من أجل إحلال ثقافة مواطنية حديثة مدنية وعلمانية في فضاء ليبرالي حر.



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعقيبا على مقال الياس خوري - من أجل تجاوز المأزق
- الدانمرك بريئة ..أبحثوا عن خاطفي الرهائن !!
- الإفراج عن معتقلي ربيع دمشق بداية تحول أم مناورة؟
- رسالة متواضعة إلى المعارضة السورية القسم الثاني
- فلسطين ..إنها البداية
- رسالة متواضعة إلى المعارضة السورية
- المحامون العرب يهتفون في دمشق
- نحو مؤتمر وطني عام
- السر السوري في لبنان
- نشكر أمريكا ام ننعي أنفسنا
- التغيير الديمقرطي السلمي اللغز السوري
- من حزب الله إلى نجاد مرورا بالأحباش !!سوريا تحرر الجولان
- الفكر المحتجز
- الصفقة المستحلية .. الرئيس الضائع بين مؤسسة أبيه والمتغيرات ...
- القضية الكردية في سوريا على هامش تصريحات رياض الترك والردود ...
- الإسلام ثقافة ومعتقدا ولكنه ليس حلا ..الوضع السوري أنموذج لل ...
- الملف النووي الإيراني ما الذي يجري في العراق؟
- حوار المعارضة وتناقضات النظام السوري !!افتقاد الشرعية
- هوامش على حديث السيد خدام
- الوطنية مفهوما غربيا والوطنية السورية نموذجا


المزيد.....




- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - غسان المفلح - الطائفية في لبنان مؤسسة وفي سورية ثقافة لم تتأسس بعد