أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - السلطة العربية تحاور العالم :هل أسمعت لو ناديت حيا














المزيد.....

السلطة العربية تحاور العالم :هل أسمعت لو ناديت حيا


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1454 - 2006 / 2 / 7 - 12:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ أن حطت السلطة العربية رحالها على بادية المجتمع العربي وهي التي تتحكم بكل المنابع السياسية والثقافية والاقتصادية عند الجماهير العربية في عملية ضبط حديدي لهذه المجتمعات، لهذا باستثناء التجربة اللبنانية والمصرية نجد أن الفاعل الجماهيري هو فاعل سلطوي بامتياز. منذ أن رفع الغرب غطائه عن السلطات العربية وهي في حالة ( حيص بيص ) لا تعرف ماذا تفعل كي تعيد هذا الغطاء إلى سابق عهده يوم كانت تقتحم مدنا وتنسف أجيالا وتنهب بلا حسيب وبلا رقيب.
لكن الغرب لم يعد يحتاج لهذا النوع من السلطات وليس الموضوع خيارا من هذه الإدارة الغربية أو تلك بل هو مجمل تغييرات أصابت البنية العامة للنظام الرأسمالي في تحولاته الكونية. فحتى لو هذه الإدارة الغربية أو تلك أرادت تغطية هذا النظام أو ذاك، فإنها لا تستطيع ذلك لفترة طويلة ودون أن يقدم هذا النظام أو ذاك تغيرا ما في مجمل بنيته السياسية والاقتصادية والثقافية.
التعارض مع هذا الشكل من الأنظمة العربية وهذه البنية العامة بت لا حل له أبدا إلا بتغير هذه الأنظمة وانفتاحها على كافة المستويات الخارجية والداخلية. هذا بالطبع لايغير بأن هنالك تمايزات بين نظام وآخر، وبين سلطة عربية وأخرى، دول الخليج المرتاحة شعوبها اقتصاديا نسبة لبقية الدول العربية، يختلف التعاطي العام معها، ليس لأن النفط وحده هو العامل فقط بل لأن النفط جعل الأسر الحاكمة في الخليج مرتاحة أكثر في التقدم بالتغيير من دول وصل حد النهب فيها إلى مستويات لاتوصف / صدام سابقا / سوريا حاليا وفسادا خلق بنية لم تعد صالحة لأدارة شركة فمابالك لإدارة دول يمكن أن تتحول بين ليلة وضحاها إلى معمل لتصدير الإرهاب. وإذا كانت لا تقبل بمفهوم الشفافية في العلاقات الداخلية لأنظمتها فهل تقبله بالتعاطي مع الخارج وبنى العولمة التي باتت أكثر من أي وقت مضى تحتاج لهذه الشفافية / في سياق إعادة أنتاج موسعة لهيمنة هذا الشكل المعولم من العلاقات الرأسمالية التي وصلت إليها البشرية بكل ما تحمله هذه العلاقات من مظاهر سلبية وإيجابية..الخ
فهي تفتقد لشرعية المؤسسات حتى تلك التي يراد لها الحوار مع الغرب من أجل إعادة سيطرة هذه السلطات على مقدرات الشعوب العربية كما كانت تفعل ولازالت / نسبيا / وتفتقد حتى لشرعية الأسواق الجديدة التي وصلت إليها العولمة في هذه المنطقة من العالم.
لهذا إن افتعال هذه الأزمة في قضية الرسوم وإلى هذا الحد المخيف بين ليلة وضحاها تحولت فيها هذه السلطات إلى سلطات ليست حامية للإسلام وحسب بل إلى سلطات إسلامية!!
فهي قد اختارت هذا الشكل الأخير / تيمنا بالتجربة الإيرانية / لتحاور العالم، وتحاور النظام العولمي الجديد والذي لم يعد إرادة أمريكية أو فرنسية أو بريطانية..الخ إنه اجتياح موضوعي لمجمل ما تبقى من أنساق معرفية وأيديولوجية وسياسية واقتصادية وثقافية تعيق هذا الشكل من الانفتاح والذي لم يأت من فراغ أو بقرار أمريكي: بل جاء نتيجة لتغيرات موضوعية شتى لسنا بصددها هنا وأولها: من كان يظن أن النظام السوفييتي سيسقط بهذه السرعة ويحول العالم؟ من منظومتين إلى منظومة واحدة يجري الصراع /التنافس داخلها.
لم يبق متكئ للسلطات العربية سوى الشارع الإسلامي!!
وأي شارع ليس الشارع الإسلامي ذو الثقافة ( المعتدلة ) بل الشارع الإسلامي الذي ربته هي بسلوكها ذاتيا وموضوعيا بثقافته الإقصائية / والتقليدية / وهذا هو المتراس الأخير لتي تحاول السلطات العربية التمترس خلفه من أجل حماية نفسها والحوار مع العالم من خلاله ولأنها تدرك أن التغيير ليس سوى قرارا موضوعيا تحاول معاندته بشتى السبل حتى لو افتعلت أزمات وحروب أهلية وماشابه وخلقت ربما تنظيمات إرهابية. فهل يستطيع هذا المتكئ الأخير أن يحاور العالم كله؟
النتيجة باتت واضحة الآن من خلال النتائج التي ستكون مدمرة على أحداث الرسوم الكاريكاتورية، مدمرة على العالم الإسلامي برمته وعلى شعوبه خصوصا التي باتت بحاجة لكي تنهي هذه المسيرة من القمع والفساد والنهب وتتحول إلى شعوب طبيعية بأوطان طبيعية وسلطات مؤسسية قادرة على الحوار مع العالم والتواصل معه.



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحفة السورية في حرق السفارة الدنماركية
- العلمانية تحمي جميع الأديان في إطار الدولة اللادينية
- الإعلام العربي ..من أين؟
- الطائفية في لبنان مؤسسة وفي سورية ثقافة لم تتأسس بعد
- تعقيبا على مقال الياس خوري - من أجل تجاوز المأزق
- الدانمرك بريئة ..أبحثوا عن خاطفي الرهائن !!
- الإفراج عن معتقلي ربيع دمشق بداية تحول أم مناورة؟
- رسالة متواضعة إلى المعارضة السورية القسم الثاني
- فلسطين ..إنها البداية
- رسالة متواضعة إلى المعارضة السورية
- المحامون العرب يهتفون في دمشق
- نحو مؤتمر وطني عام
- السر السوري في لبنان
- نشكر أمريكا ام ننعي أنفسنا
- التغيير الديمقرطي السلمي اللغز السوري
- من حزب الله إلى نجاد مرورا بالأحباش !!سوريا تحرر الجولان
- الفكر المحتجز
- الصفقة المستحلية .. الرئيس الضائع بين مؤسسة أبيه والمتغيرات ...
- القضية الكردية في سوريا على هامش تصريحات رياض الترك والردود ...
- الإسلام ثقافة ومعتقدا ولكنه ليس حلا ..الوضع السوري أنموذج لل ...


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - السلطة العربية تحاور العالم :هل أسمعت لو ناديت حيا