أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - غسان المفلح - البعد الطائفي في حوار المعارضة السورية















المزيد.....

البعد الطائفي في حوار المعارضة السورية


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1528 - 2006 / 4 / 22 - 10:33
المحور: المجتمع المدني
    


في سياق إنشاء جبهة الخلاص الوطني في بروكسل والتي جمعت عدة أطياف من المعارضة السورية بدأت ورشة حوارات واتهامات بين أطراف هذه المعارضة وخصوصا بين إعلان دمشق وهذه الجبهة المشكلة حديثا وأعتقد أن الجميع مطلع على مايدور بين نبذ وجذب . وما يستوقف المرء في هذا السياق هو بروز البعد الطائفي في الحوارات الدائرة بين كتاب المعارضة وبين أحزابها وتجمعاتها ..الخ
البعد الطائفي الذي تعززه هذه السلطة في سياق شحنها للمجتمع وعلى أرضية رفضها لكل محاولات المعارضة من أجل الإصلاح الديمقراطي من جهة ومن أجل تهديد العالم الخارجي بأن :
لا بديل عن هذه السلطة سوى حربا طائفية وفوضى دموية بناءة أم غير بناءة !! كما ينظر منظروا النظام وبعض أقطاب المعارضة عن التدخل الأمريكي ونظرية الفوضى البناءة أو الخلاقة .
تريدون فوضى بناءة ونحن لدينا فوضى دموية تحصد الأخضر واليابس لذا لا تقتربوا من نارنا !! هذا الخط الأحمر والشديد الاحمرار يحاول النظام السوري رسمه كل صباح ومساء . حتى انتقل إلى المعارضة وبأشكال بدت الآن أكثر وضوحا بعد تشكيل جبهة الخلاص الوطني والتي لازالت لم تفرز مؤسساتها بعد كي يتم الحكم على عملها نهائيا .
عندما صدر إعلان دمشق اتهم بالطائفية كنص وحتى تم اتهام بعض المساهمين فيه حتى أن أحد الأصدقاء الكتاب سماه إعلان قندهار وآخر سماه إعلان طالبان ..الخ . وهذا أيضا لاحظناه عند صدور بيان جبهة الخلاص . وبروز أسماء كثيرة في مسرح الدفاع عن هذه السلطة لم نكن نسمع بها وبنشاطها من قبل وهذا حق لانصادره من أحد / جماعة المؤتمر القومي العربي في أمريكا مثالا , وبعض ممن وقعوا على وثيقة البلازا ..الخ
وأخذت أشكال النقد هذا البعد الطائفي مع العلم أن القضية لم تتضح معالمها بعد حالة من الاستباق والمصادرة على المطلوب ديمقراطيا . أعتقد بالمثال لو بقي السيد خدام خارج الانشقاق عن السلطة لما تعرض لمثل هذا الهجوم العنيف ولكان الآن جالسا في منزله في باريس وأولاده يتابعون أعمالهم في دمشق حيث تضرروا من جراء خطوته على كافة الصعد والمستويات الإنسانية والمادية وهذه قضية وصلت لدرجة أن تتهم طفلة وهي حفيدته والتي تبلغ من العمر سنة ونصف في قضية مساندتها للإرهاب !! في أحد الدعاوي المرفوعة على السيد خدام . لست ضد محاكمة السيد خدام من قبل أي محكمة قانونية كانت سواء بتهمة الفساد أو غيره من التهم التي وجهت إليه سواء من قبل السلطة ورموزها أو من قبل بعض المعارضين وهذا حقهم بالطبع فالرجل لم يكن موظفا عاديا في نظام الأسد بل كان أحد مؤسسيه ومنظرا في الدفاع عن سلطة البعث وهذا أخطر ما في الرجل برأيي وليس مشاركته في الاعتقالات والذبح كما يحاول بعضهم أن يصور الأمر لأن المواطن العادي في سوريا يعرف بغريزته أن قرار الاعتقالات والذبح ليس قرارا لأي مسؤول مدني مهما علا شأنه في نظام الأسد الراحل والحالي . كما أن من حق الشعب السوري أن يعرف ويفهم دوافع السيد خدام في انشقاقه وعمله الآن داخل صفوف المعارضة . ولهذا فهو سيبقى عرضة للتساؤلات والأسئلة وعرضة للنقد على طريقة : أين كنت عندما كان الأسد الراحل يذبح الشعب السوري ؟! تساؤلات مهمة ومشروعة تماما . هذا بالنسبة لي أمر عادي ومبرر ومفسر ومشروع تماما ولكنه لاعلاقة له بحق السيد خدام في أن يصبح معارضا للنظام السوري ويحاول العمل داخل صفوف المعارضة الديمقراطية .
وبدأ البعد الطائفي أكثر تجليا من خلال اللعب على وتر الحرب الأهلية لدى بعض المعارضين وأذكر منهم الآن رفيقي فاتح جاموس القيادي في حزب العمل الشيوعي :
والذي يعرف أكثر من غيره لماذا جماهير الإخوان المسلمين لاتنزل إلى الشارع بشكل سلمي في أي اعتصام تقوم به المعارضة أولا لوجود القانون 49 والذي يقضي بعقوبة الإعدام وثانيا لأن القمع الذي مورس بحق مناضليهم وعائلاتهم يفوق التصور والخيال ولا يمكن تبريره بأنهم كانوا طائفيين في ممارستهم للعنف في 1980 أيام صراعهم مع السلطة في سوريا . هذا القمع الذي لمسناه في المعتقلات ولمسه رفيقي العزيز فاتح جاموس والذي يعرف أيضا أنهم كتنظيم سياسي ليسوا هم من قاموا بإقصاء حزب العمل الشيوعي مما يسميه هو مطبخ إعلان دمشق !! هذا الإقصاء الذي يراه رفيقنا أنه في قسم منه تم على أساس طائفي لأن الرفيق من أبناء الطائفة العلوية .
هذه الروح في الحقيقة ليست موجودة لدى الرفيق فاتح فقط بل هي مرض اجتماعي نشرت فيروسه السلطة وانتقل بالعدوى إلى صفوف المعارضة وهذا هو الذي نحتاج إلى فتحه للحوار حتى ولو انتشرت منه روائح يعتبرها بعضهم كريهة لماذا نخاف مما نحن عليه بل علينا الخوف مما نريده لأمن سوريا ومستقبلها ومستقبل أبناءها وبدون هذا سيبقى المرض وستفوح منه التقيحات والروائح الكريهة ما لم نظهره للعلن ونتحاور حوله سواء كشركاء أم كفرقاء المهم أن يعرف العالم حقيقتنا كمعارضة وكشعب أين أوصلته هذه السلطة .
بالضبط كما كان الانطباع عند الرفيق فاتح بأنه أقصي لأنه من الطائفة العلوية تركت حواراته في أوروبا انطباعا بأنه طائفي أيضا !! رغم معرفتي بأن الرجل ليس كذلك ولكن لديه حالة من الرعب تجاه هذا العامل الطائفي وهذا من حقه ولكن ما ليس من حقه هو ان يقرأ الآخرين بناء عليه دون أن يقرأ أسباب ودوافع مواقفه هو !! وفي حواري معه سألته :
إذا كان النظام يحاول دوما تهديد البنية السورية بتفجر طائفي ما فإلى متى سيبقى النظام يحاصر المعارضة بهذا التهديد ليس هذا فحسب بل يخون كل من تسول له نفسه البحث عن مخرج خارج دائرة الاستبداد وإعادة انتاجه / عبر مايسميه الرفيق فاتح الغاء احتكار السلطة !! ولهذا هو يرى أن هنالك تدخلا أمريكيا كثيفا في سوريا يستقطب الشارع طائفيا ويؤسس لحرب أهلية في سوريا ولبنان . ومع ذلك لم أسمع الرفيق يتحدث على أن من يضع لبنان على طريق الحرب الأهلية هي إيران وسلطة المخابرات السورية !! وهو خير من يعرف أن مشروع كمشروع حزب الله هو : مشروع حرب أهلية متحرك ولغم دائم في المنطقة .
لنأت إلى أرض سواء :
ثلاث هي المشكلات :
الأولى ـ المسألة الطائفية :
الجميع يعرف في هذا العالم أن الخوف من تفجر هذه الإشكالية في سوريا سيكون سببها السلطة في حال لو تفجرت عند أي تغيير أو أية خضة . ولهذا هي دوما تسوق شبح الحرب الأهلية .
والسؤال : هل المعارضة السورية قادرة على التغيير السلمي وأنت نفسك تقول أن السلطة قد أدارت ظهرها للمجتمع تماما ؟
الثانية ـ المسألة الكردية :
هنالك ردة قومجية على أثر تجربة العراق لدى الطرفان العربي والكردي ولا تحل إلا بالحوار والتلاقي الدائم بغض النظر عن الشحن الشوفيني لدى الطرفان . ماذا قدمت المعارضة على هذا الصعيد ؟ وكيف تستطيع هذه المعارضة وضع حد ديمقراطي لهذه المزيايدات اللفظية سواء بين الأحزاب الكردية نفسها أو بين الأحزاب الكردية والعربية ؟
الثالثة ـ التيار الإسلامي :
هنالك موقف طائفي يغزو قسما من المعارضة من تقدم التيار الإسلامي من موضوعة الدولة المدنية وكأن هذه القسم من المعارضة لا يريد للتيار الإسلامي أن يتقدم بخطى بطيئة أو حثيثة نحو تبني التجربة التركية أو ماشابه ؟ وهذا ما أدركته السلطة في التغير النوعي الذي أجراه الأخوان المسلمين في سوريا وأدركت خطورته عليها لهذا بدأت تفتح الجوامع والمنابر للتيارات الأكثر عنفية وسلفية وطائفية وهذه هي التراجيديا السورية أو وجها من وجوهها .
في هذه المسائل يكتشف المرء البعد الطائفي والشوفيني للخلافات داخل المعارضة ومنها يجب أن يبدأ الحوار وعلى هذا الأساس نحاول اكتشاف ليس الآخر فينا أو معنا بل اكتشاف ماهي مساحته في هذا الوطن ؟



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعارضة السورية تختلف تتطاحن لكنها موجودة
- النووي الإيراني والمظلة السورية
- السوريون يترقبون فقط
- العامل الخارجي وشرط الواقع السوري
- الثقافة المهترئة وغياب السياسة
- السياسة الإسرائيلية لازالت الوجه اللاأخلاقي للسياسة الأمريكي ...
- طريق دمشق عبر باريس
- دمشق تخون الماغوط
- المد الديني والمد الإرهابي في سوريا
- كسر احتكار السلطة
- الديمقراطية بوصفها نموذجا استبداديا
- الوضع السوري المعارضة والمجتمع
- الممارسة السياسية والكتابة السياسية
- صباح الخير للمناضلين سوريا لغير المناضلين أيضا
- المشهد الشرق أوسطي
- نوروز لكل السوريين مثل عيد الأم
- إلى يوسف عبدلكي رفيقا وصديقا وأشياء أخرى ..
- وقفة خاصة مع السيد عبد الحليم خدام
- ملالي طهران والدور المذعور
- المرأة تكتب عن المرأة لكن الرجل دوما يكتب للمرأة


المزيد.....




- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...
- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - غسان المفلح - البعد الطائفي في حوار المعارضة السورية