أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غسان المفلح - العامل الخارجي وشرط الواقع السوري















المزيد.....

العامل الخارجي وشرط الواقع السوري


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1522 - 2006 / 4 / 16 - 11:49
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


يواجهنا النظام السوري يوميا بالعامل الخارجي ودوره في زعزعة استقرار سورية, وكسر ممانعة النظام ومقاومته للمشاريع الاميركية والصهيونية, ويؤكد على استمرارية صموده في وجه هذه المشاريع والضغوط الناتجة عنها, هذه الضغوط التي باتت تندرج في عناصر الخطاب الغربي والدولي تجاه النظام السوري . والتي تتمحور حول كيفية تمرير المشروع الاميركي الصهيوني في سورية كما يحلو للنظام تصويرها و كما سبق وأشرنا إلى ذلك في أكثر من مكان ومقال . والغريب ليس موقف السلطة السورية بالطبع بل الغريب هو موقف المعارضة السورية من هذه الإشكالية التي باتت جزءا من النشاط السوري المعارض كتابة وتنظيرا سواء مع أم ضد أو قراءة معرفية وسياسية وأيديولوجية لعلاقة الداخل السوري في الخارج السوري, والسؤال الذي أود طرحه على توضيحات إعلان دمشق حول موقفها من المشاريع الاميركية والصهيونية :
هل الساحة اللبنانية داخل أم خارج بالنسبة لقوى إعلان دمشق ? وأيضا الساحة العراقية والكردية في تركيا سابقا ? لنترك جانبا هذه الصيحات القومية والقومجية لبعض قوى إعلان دمشق ونقترب من المفهوم من زواية الدولة السورية . هل يمكننا تحديد معادلة الداخل ¯ الخارج في توضعها التاريخي بالنسبة للدولة السورية بعيدا عن مصالح السلطة وحركيتها ? وهل هنالك معادلة واضحة في سورية تقارب العلاقة بين الدولة السورية والسلطة السورية ?
تقول كل خطابات المعارضة إن الدولة السورية مبتلعة تماما من قبل السلطة السورية وهذه السلطة فئوية تحتاج إلى تغيير ديمقراطي كما جاء في نص إعلان دمشق . من دون أن نكلف أنفسنا قراءة درجة التفارق أو التطابق بين مصالح الدولة السورية والسلطة السورية.
عندما تعترف كل قوى المعارضة السورية أن النظام السوري قد أدار وجهه للشعب السوري ومطالبه لصالح نظامه المافياوي والنهاب والفاسد . فهل هذا يتطابق مع مصالح الدولة السورية ? لأننا نجد أن هنالك خطابا لدى بعض المعارضة ينبري للدفاع عن الوطن بمواجهة الخارج وتدخله في الشؤون السورية, هنا أود أن أسأل هل يسمح النظام بتدخل خارجي في الشأن السوري ?
نعم إنه لايسمح ولن يسمح مطلقا بذلك لأن هذا التدخل الخارجي عندما يصبح فاعلا فإن فاعليته ستكون على حساب استمرار هذا النوع من السلطة . ولا يعني بالضرورة أنه سيكون ضد مصلحة الدولة السورية . مثال :
هل تدخل العامل الخارجي وإخراجه للقوات السورية من لبنان عبر القرار 1559 هو ضد مصلحة الدولة السورية أم أنه لمصلحة هذه الدولة وبالضد مع مصالح هذه السلطة النهابة ?
أعتقد أن خروج القوات السورية من لبنان كان لمصلحة الشعبين اللبناني والسوري ولمصلحة الدولتين بالتالي وضد مصالح السلطة في سورية والنظام الأمني في لبنان الذي كان مخبرا لدى المخابرات السورية وربما مازال وهناك قوى تدعم هذه الأشكال المخابراتية للعلاقة السورية اللبنانية ¯ حركة الأحباش اللبنانية حزب الله ..الخ وهذه مرتبطة بمصالح هذه القوى ليس إلا وليس بمصالح الشعبين السوري واللبناني والدليل أن هذه القوى تسمح للمخابرات السورية في التدخل في الشأن اللبناني ولكنها لاتسمح مطلقا بالحديث ولو عن حياة معتقل سياسي في سورية سواء كان سورية أم لبنانيا, أليس في هذا منطق يدعو للريبة?
ولو انطلقنا من هذا المثال للعودة إلى معضلة الداخل ¯ الخارج السورية سنجد تماما أن الذين يحملون لواء الوقوف في وجه هذه التدخلات هم أكثر القوى والأشخاص الذين يبتعدون عن مناقشة الهم السوري الجواني والذي يتجلى في أن شعبا في دولة غنية بات نصفه تحت خط الفقر, وتواطؤا معيبا على اعتقال الكثير من المناضلين الديمقراطيين : كمال اللبواني علي العبدالله ..الخ
كي ندفع الأمر خطوة إلى الأمام بنقاش هادئ وموضوعي :
إن هذه القوى وهذا الخطاب الذي يؤكد على تحديد موقف من العامل الخارجي على أرضية رؤية هذا العامل انطلاقا من خطاب السلطة نفسه هو في المؤدى الأخير خطاب يصب في مصلحة السلطة السورية وليس في مصلحة الدولة السورية التي بات شعبها بأمس الحاجة كي يتخلص من هذا الفساد ويعيد بناء دولته بشكل حر وبأناة وحذر وتعب لأن هذه الدولة المهمشة والمهشمة يجب إخراجها من فم الأسد, ومن يجرؤ على مد يده في فم الأسد?
الغرب يريد أن يتخلص في هذه المنطقة من السلطات المشخصنة لأن مصلحته في هذا والسؤال أليس من مصلحة دول المنطقة التخلص أيضا من السلطات المشخصنة ?
وتدخل الغرب والمجتمع الدولي لايكون وفق رؤى بعض المعارضين في سورية أو غيرها بل يكون وفق أجندة تتحكم بها مجموعة معقدة من العوامل الدولية ¯ قوى دولية ¯ واقتصادية وسياسية وأيديولوجية وثقافية ..الخ
لهذا فإن هذا التدخل يكون غالبا غير مفهوم بالنسبة لنا هل هو كثيف وغير مبرمج? هل هو يتم التحكم به بالريموت كونترول? أم أنه مشروط تاريخيا بهذه الجملة المتحركة من العوامل والشروط التاريخية أيضا ? هذه الشروط التاريخية فيها من العوامل الكثير التي هي خارج عملية الضبط والمثال البارز هنا هو :
كيف غيرت المعارضة العراقية أو القسم الغالب منها أجندتها التي كانت تتشدق بها قبل سقوط صدام بما هي أجندة ديمقراطية حقيقية!
قوى كانت تسافر إلى لندن وواشنطن من أجل إسقاط النظام وقيام نظام ديمقراطي أصبحت الآن تحج إلى طهران وغيرها من الدول.
أما شرط الواقع السوري فهو الشرط الذي فرضته السلطة بالسر والعلن وهو : إما أن تستمر هذه السلطة أو أن سورية مقبلة على فوضى وحروب داخلية فكيف للمجتمع الدولي أن يتعامل مع هذا التهديد الواضح والصريح?
إن تدخل وحدث مثلما حدث ويحدث في العراق طامة كبرى وإن تدخل سياسيا نقول أنه منافق وإن لم يتدخل نقول أيضا له عليك رفع الغطاء عن النظام السوري ? هي أحجية الاستبداد نفسه التي أدخل فيها مصير الدولة السورية برمته لدرجة أن التغيير في سورية بات جملة معقدة من العوامل والحسابات الداخلية والخارجية وخوف من تفتت هذه الدولة الهشة التي اسمها سورية .
هنالك سؤال مهم رغم ثانويته :أين سيذهب رموز الفساد بأمواهم في حال سقطت السلطة ? بل أين سيذهبون هم أنفسهم طالما أن العالم لايستطيع استقبالهم ربما إيران تستقبلهم مع أموالهم ?
أليس في حساباتهم هذا الأمر كما حدث مع نظام صدام والذي لم يجد دولة واحدة تأويه مع عدي وقصي ..?
وعندما سيأخذ المجتمع الدولي قرارا بحصار مالي ودبلوماسي لهذه السلطة هل يستطيع التراجع عنه هكذا ببساطة ?
إننا نطرح هذه الأسئلة كي نحاول الإحاطة بموضوع هذا التدخل الدولي وحيثياته وشروطه وتعقيداته على كافة المستويات .
ومع ذلك فالكل ينتظر هذا التدخل أو على الأقل نتائجه سواء كان من المعادين للإمبريالية الاميركية أم من الذين يرون أن المطلوب من المجتمع الدولي مساعدة حقيقية من أجل تغيير هذه السلطة وعلى الأقل محاصرتها كي لا تتمكن من إعادة سيطرتها النهابة على المجتمع السوري



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقافة المهترئة وغياب السياسة
- السياسة الإسرائيلية لازالت الوجه اللاأخلاقي للسياسة الأمريكي ...
- طريق دمشق عبر باريس
- دمشق تخون الماغوط
- المد الديني والمد الإرهابي في سوريا
- كسر احتكار السلطة
- الديمقراطية بوصفها نموذجا استبداديا
- الوضع السوري المعارضة والمجتمع
- الممارسة السياسية والكتابة السياسية
- صباح الخير للمناضلين سوريا لغير المناضلين أيضا
- المشهد الشرق أوسطي
- نوروز لكل السوريين مثل عيد الأم
- إلى يوسف عبدلكي رفيقا وصديقا وأشياء أخرى ..
- وقفة خاصة مع السيد عبد الحليم خدام
- ملالي طهران والدور المذعور
- المرأة تكتب عن المرأة لكن الرجل دوما يكتب للمرأة
- في كلمة السيد الرئيس بشار الأسد ثمة أسئلة كثيرة
- إلى مؤتمر الأحزاب العربية المنعقد في دمشق غدا
- النظام السوري يزيد من عدد الممنوعين من السفر
- فوز حماس ..نقطة نظام


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غسان المفلح - العامل الخارجي وشرط الواقع السوري