أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غسان المفلح - المد الديني والمد الإرهابي في سوريا














المزيد.....

المد الديني والمد الإرهابي في سوريا


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1513 - 2006 / 4 / 7 - 10:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من بوادر انحطاط أي مجتمع هو نفاذ قدرته على التكيف مع العالم المحيط بكل مافيه من حركية على كافة الصعد والمستويات، وهذه البديهية القاتلة هي التي تحاول القوى الفاعلة في المجتمع السوري الهروب منها إلى الأمام. إن سوريا عندما خاضت صراعا مع نفسها في 1980 بين السلطة والأخوان المسلمين كلنا يتذكر ويتناسى أن هذا الصراع جاء صراعا مؤسسيا بالدرجة الأولى بمعنى أن هنالك جملة من العوامل أدت إلى اندلاعه في هذا الشكل العنيف ومن أهم هذه العوامل المؤسسية هو وجود سياق دولي كان يعرف بساق الحرب الباردة.
وجاء محمولا على أوضاع داخلية موبوءة بالفساد والطائفية والقمع والفكرة التي نريدها هنا هي : أن الصراعات في العالم المعاصر لم تعد صراعات فروسية فردية بل هي صراعات مؤسسة على قوى داخلية وخارجية ومنذ تلك الأثناء هل يمكننا القول أن سوريا كانت في مرحلة مد ديني أم أن هذا الصراع أعطت له السلطة بكل حضورها كامل مبررات اندلاعه وعبر عن نفسه طائفيا وليس دينيا كما يحاول بعض الدارسين اليوم رؤية الوضع السوري من خلاله.فهو لم يكن مدا دينيا حتى، بل في عمقه هو ردة طائفية على سلوك طائفي لهذه السلطة وجاءه الدعم المؤسسي من دول ومؤسسات شتى بدء من العراق وانتهاء ببعض الدول الغربية التي دعمت طرفا دون الآخر سواء بشكل مباشر أو بالتواطئ.
لهذا فأن القول الآن تبعا لأجندة موضوعة سلفا وبشكل مؤسسي من قبل السلطة / ومؤسسي هنا هي تبعا لدوائر صناعة القرار في سوريا حتى لو جاء قرار شخصانيا لأننا لم نعد فقط في زمن العشائر والفرسان بل نحن نستخدم هذا الزمن لأجندة معاصرة ووفق سياقات معاصرة. لهذا القول بأن سوريا فيها مدا أرهابيا يمكن أن يهددوحدة المجتمع هوقولا لايحمل من الحقيقة سوى وجهها الشكلي المستند على رعب السلطة من خسارةسلطتها وهذا الشبح الخائف لم بعيدا عن أجندة بعض أحزاب المعارضة.
سوريا كبقية الدول الإسلامية ستفرز تيارات أرهابية بالتأكيد ولكنها تيارات بمدها الأقصى لن تكون سوى قوى خارجة عن القانون فيما لم تتلقى الدعم من مؤسسات سياسية دولية أو أقليمية فهي في ظل هذا الوضع الدولي غير قادرة على خوض صراع طويل المدى ومؤسساتي دون هذا الدعم والسؤال هنا : هل القوى الإرهابية في العراق قادرة على الاستمرار دون دعم خارجي مباشر أو غير مياشر ؟ وهل في سوريا من له مصلحة في دعم هذه التيارات الناشئة بفعل تواطئ سلطوي غير السلطة نفسها كي تبتز الجميع في داخل سوريا وخارجها من أن بديلها هو الفوضى والإرهاب.
مما يجعل بعضهم يخلط بين المد الديني في ظل سقوط الأيديولوجيات الكبرى والعقائد التي أوصلت المجتمعات الإسلامية إلى نقطة فقدت فيها القدرة على التكيف الفعلي فكان الدين ملجأ للفقراء وغيرهم ولكن هل كل مد ديني هو مد إرهابي ؟ هذا السؤال الذي لم يتم الإجابة عليه في الواقع العياني السوري.
نعم هنالك مدا دينيا في سوريا وفي غيرها من الدول الإسلامية ولكن ليس سوى أقلية منه هي التي يمكن لها أن تتحول إلى قوى إرهابية. وهذه القوى الإرهابية لايمكن أن تجد نفسها خارج مواجهة المجتمع إلا إذا وجدت من سوف يدعمها من مؤسسات سياسية داخلية وخارجية.
المد الديني في سوريا يمكن أن يكون مادة خصبة لإنتاج تيار إرهابي ويمكن أو يكون مادة لإنتاج تجربة مدنية خاصة وطليعية في العالم الإسلامي كما كانت سوريا أو جمهورية ديمقراطية في الوطن العربي.
المد الديني ظاهرة طبيعية وليست ظاهرة غير طبيعية وهل المد المسيحي في أوروبا والعالم كله مدا إرهابيا ؟
وفي هذا القول ربما الكثير ما يجعله عرضة للغلط والاتهام ولكنه حقيقة الديانات في مجتمعات فقدت قدرتها علىالتكيف الوضعي مع الحياة المعاصرة بكل ما فيها وسوريا أفقدت مواطنها كل شيء. فماهو المطلوب منه كي يتكيف مع العالم وفي ظل تواطئ مخيف وتراجع للقوى الديمقراطية السورية سببه القمع المزمن للسلطة والظاهرة الدينية ليست ظاهرة عابرة يتم قراءتها أيضا بشكل عابر.
أرجو أن تكون هذه القضية في سوريا التفريق بين مد ديني وإرهابي قضية مثار اهتمام كل المعنيين بالوضع السوري لأنها قضية شائكة وبحاجة إلى قراءة لما لها من انعكاسات مهمة على مستقبل سوريا وتجربتها المدنية في المستقبل.



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كسر احتكار السلطة
- الديمقراطية بوصفها نموذجا استبداديا
- الوضع السوري المعارضة والمجتمع
- الممارسة السياسية والكتابة السياسية
- صباح الخير للمناضلين سوريا لغير المناضلين أيضا
- المشهد الشرق أوسطي
- نوروز لكل السوريين مثل عيد الأم
- إلى يوسف عبدلكي رفيقا وصديقا وأشياء أخرى ..
- وقفة خاصة مع السيد عبد الحليم خدام
- ملالي طهران والدور المذعور
- المرأة تكتب عن المرأة لكن الرجل دوما يكتب للمرأة
- في كلمة السيد الرئيس بشار الأسد ثمة أسئلة كثيرة
- إلى مؤتمر الأحزاب العربية المنعقد في دمشق غدا
- النظام السوري يزيد من عدد الممنوعين من السفر
- فوز حماس ..نقطة نظام
- الجولان ينتظر
- القوى اللبنانية والملف السوري
- حداثة بلا نهاية ..عولمة بلا حدود
- أزمة كاريكاتير أم أزمة ثقافة ؟
- تصدير الخوف


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غسان المفلح - المد الديني والمد الإرهابي في سوريا