أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امين يونس - حمكو الحزين














المزيد.....

حمكو الحزين


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 6184 - 2019 / 3 / 26 - 10:35
المحور: المجتمع المدني
    


سمعتُ أن " حمكو " كانَ قد زارَ روضة الأطفال التي فيها حفيدهُ ، وأنهُ تناقشَ نقاشاً حاداً مع المُديرة .. ولولا تدخُل المعلمات وتهدئتهم للطرفَين ، لحدثَ ما لا تُحمَد عُقباهُ . فلم اٌفّوِت الفُرصة ، وإتصلتُ بهِ آمِلاً في إغاضتهِ :
* ألو .. مرحبا . سمعتُ بأنكَ قُمتَ بِغارةٍ على الروضة وتهجمتَ على المُديرة ! .
- يا فتاح يارزاق ... هل عندك إستخبارات يارجُل ؟ لم تمُر سوى ساعتَين على ذلك ، كيف عرفت بالله عليك ؟
* هه هه هه ... أخبارُكَ تنتقل بسرعة ياحمكو . لكن ألَمْ تخجل ؟ لماذا أزعجتَ تلك المُربية الفاضلة ، مُديرة الروضة ، المعروفة بإنسانيتها وبراعتها في رعاية الأطفال ..
قاطعني حمكو بِحِدة : ماذا ؟ ماذا ؟ هل قُلت فاضلة وبارعة في عملها ؟ كُنتُ سأزورك غداً صباحاً .. لكنني سوف آتي الآن وفوراً .. لأشرح لك ماذا حصل . وأقفلَ الخَط .
قُلتُ لنفسي : وهو المطلوب ياحمكو .
...............
- هل تعرف بأن السيدة الفاضلة التي تُدافِع عنها .. كان ينبغي أن تُحال على التقاعُد العام الماضي ، لكنها مددتْ خدمتها سنتَين بالواسطة ؟ ولم تكتفِ بذلك ، حيث قامتْ بتعيين إبنتها المتخرجة حديثاً ، في الروضة ، وبالواسطة أيضاً " حيث لا توجد تعيينات كما تعرف " ... وتقوم عَلَناً بتهيئتها أي إبنتها ، لتحل محلها في الإدارةِ العام القادم ! .
* لا .. لا ياحمكو . يبدو أنكَ مُتحاملٌ على تلك السيدة المُحترَمة .
- نعم ياسيدي .. أنا مُتحامِلٌ عليها . ولقد قُمتُ اليوم بنقل حفيدي من تلك الروضة إلى أخرى رغم أنها بعيدة . أتدري بأن سيارة المُديرة آخِر موديل وتُساوي ستة أو سبعة دفاتر دولارات ، وعندها سائِقٌ خصوصي أيضاً ؟
* قُل ذلك ياحمكو .. أنتَ حاقِدٌ عليها طبقياً . فهي غنية ومتمكنة و مْرّيِشة ، وأنتَ هذا الصعلوك الذي أعرفك ! .
- كلا لستُ حاقِداً . ولكنها دكتاتورة مُصّغَرة .. أتعرف بأن متعهد الحانوت والحارس والفراشات ، كلهم من أقرباءها ومعارفها ؟!
* وماذا في ذلك ؟ إذا كانوا كفوئين والعمل يمشي حسب الأصول ، ماذا يهمك أنت ؟
- حسب الأصول ؟ يارجل حرامٌ عليك . لا يمرُ أسبوعٌ إذا لم يشتكي حفيدي ، من سوء المعاملة ، والتمييز .. سواء في القاعة أو الحديقة او الحانوت .
* يبدو أن حفيدك إكتسب منك بعض العادات السيئة .. ويميلُ إلى التذمُر والشكوى الدائمة ! .
- كُف عن إزعاجي . تَصّوَر ان مُنظمات تتبرع أحياناً بمُستلزمات وألعاب لمدارس وروضات الأطفال .. حتى هذه .. لا تقوم المديرة التي تُدافِع عنها جنابك ، بتوزيعها بِعدالة . قال حفيدي ، قبلَ شهر ، بانهم أعطوه لُعبةً مكسورة ، بينما حصل بعض الأطفال على لُعبتَين ... وعندما ذهبتُ للتحقُق من الأمر .. إكتشفتُ بطريقةٍ غير مُباشرة ، بأن أطفال المسؤولين يُعامَلونَ مِنْ قِبَل المُديرةِ مُعاملةً خاصة .
والأطفال في هذا العُمر كما تعرف ، يمتلكون حساسية مُفرِطة .. وأنا أخاف على حفيدي ، أن يتعقد منذ الآن .
* ليستْ مُشكلة .. سيصبح مجنوناً مثلك ! .
- وآخِر المُسلسَل .. اليوم . ذهبتُ لأعرف لماذا لم يُشرِكوا حفيدي في الفعالية الفنية الغنائية ، دون بقية الأطفال . فقالتْ لي المديرة بلهجةٍ مُتكبرة فوقية : أنهُ غَبي وصوته قبيح ! .
هل تعرف لماذا أنا حزين ؟ لأني أشفقُ على هذا الجيل الذي يتربى على يد مثل هذه المُديرة .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حمكو .. وأزمة فنزويلا
- بَلَدٌ عجيب وشعبٌ غريب
- وصية المرحوم
- أللهُ أعلَمْ !
- أُمنِياتٌ مُؤجَلة
- براءةٌ وحُسنُ نِيّة
- تعبنا ومللنا من الحروب
- أحترِمها .. لكني لَسْتُ مُقتنِعاً بها
- هَلْ مِنْ مُجيب ؟
- اللاجئين ... نقمةٌ أم نِعمة ؟
- حمكو والسُعال
- ش / ع / ن
- ال PKK في الأقليم .. وجهة نَظَر
- لحمٌ وبصل ... وأحكامٌ مُسبَقة
- تحضيرٌ ... وإرتِجال
- توقُعات حمكو
- إنطباعات حمكو عن 2018
- مَصالِح الأحزاب ومصالِح الشعب
- حول زيارة ترامب إلى العراق
- أمورهُ ماشِية


المزيد.....




- -الأونروا-: 45? من المستلزمات الأساسية في قطاع غزة نفدت
- الشرطة السلوفاكية تبدأ موجة تحقيقات واعتقالات عدة مسؤولين بس ...
- -ليس لديكم سُلطة!-.. شاهد لحظة اعتقال المرشح لمنصب عمدة نيوي ...
- الأونروا: نفاد الوقود يُهدد سير العمليات الإنسانية في غزة
- -الإحصاء-: 5.9 مليون لاجئ فلسطيني مسجلين لدى الأونروا
- الاحتلال يحوّل الطفلة هناء حمّاد من الخليل إلى الاعتقال الإد ...
- شاهد.. اعتقال لاعب خلال مباراة فريقه بتهمة الشروع بجريمة قتل ...
- مركز حقوقي: محكمة إسرائيلية تجيز هدم جماعي للمنازل بمخيم جني ...
- مكتب نتنياهو يعلن حصيلة أضرار الصواريخ الإيرانية وأعداد النا ...
- مبعوث إيران بالأمم المتحدة: إسرائيل هاجمتنا بلا سبب وهي تسته ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امين يونس - حمكو الحزين