إنطباعات حمكو عن 2018

امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 6109 - 2019 / 1 / 9 - 00:48
المحور: كتابات ساخرة
    

إنطباعات عن 2018
25/12/2018
امين يونس
قُلتُ ل حمكو : ها قد شارَفنا على نهاية السنة ، فما هي إنطباعاتك عن 2018 ؟
* هل تُريد أن أجيب كعاقل أم كمجنون ؟!
- وما هو الفارق ؟
* الفارق كبير . فأذا تحدثتُ مثل العاقلين ، فسوفَ اُجامِل هُنا واُنافِق هناك وأبّرِر هذا الموقف وأجِدُ أعذاراً لذاك ، وأدّعي بأن كُل شئ طبيعي وجميل . أما إذا سُنِحتْ الفُرصة لأتكلم مثل المجانين ، فلن يردعني شئ عن البوح بالحقيقة العارية مَهما كانتْ مُؤلِمة ! .
- كفاكَ تفلسفاً .. وقُل لي رأيك ببساطة ، بالعام الذي على وشك الإنصرام .
* لن أتفوّه بكلمة ، إلا بعدَ أن تُحّدِد ، نوعية الإجابات : عاقلة أم مجنونة ؟
- حسنا .. لتكُن مُرّكَبة أي عاقنونة ! .
* طيب .. سأحاول . ياسيدي 2018 كان مثل أي عامٍ آخَر وستكون الأعوام القادمة كذلك . وكما تعرف ، فأن كُل الأمور نسبية . إذا كُنّا أنا وأنتَ في جانبَين مُختلفَين مثلاً ، فأن نفس الحادث رُبما يكون سبباً في تعاستي وسبباً في سعادتك .
- كيف ؟
* خُذ مثلاً .. تخّيَل أنهُ لديك محلٌ تجاري وسبق أن قُمتَ بصفقةٍ إشتريتَ من خلالها كمية كبيرة من الجزمات الرجالية الطويلة التي يستخدمها العُمال عادةً .. لكن تبينَ بأنها بضاعة كاسدة ، حيث ليس هنالك إقبالٌ عليها . أما أنا فلدي بيتُ صغير مع مزرعة ملحقة بجانب الساقية وأن مصدر معيشتي متأتي من منتوجات المزرعة . إفترِض أن فيضاناً كبيراً حدث .. وأدى إلى غرق منزلي ومزرعتي وضياع كل شئ لدي .. في حين أنها كانتْ فرصة ذهبية لك ، حيث تزاحم الناس على شراء الجزمات ، حيث بعتَ كل الكمية المكدسة لديك وربحتَ مبلغاً مُعتبراً . الفيضان أدى إلى تعاستي وحرماني ، مثلما كان سبباً في ربحك وتصريف بضاعتك .
كل الأمور التي تحدث خلال السنة .. هي كذلك تقريباً . يخسر البعض ويربح آخرون .
سنة 2018 كانت سنة إنتخابات بجدارة ، حيث جرتْ الإنتخابات البرلمانية في أقليم كردستان وكذلك في بغداد ... صحيح كانتْ هنالك إعتراضات وإتهامات بالتزوير المتبادل هنا وهناك ، وحتى جرى إتهام مفوضية الإنتخابات نفسها بالتورط في القيام بمخالفات .. إلا ان كُل ذلك سُوِيَ في النهاية ومُرِرَتْ النتائج على أية حال .. فرحَ الفائزون وهللوا وزعل الخاسرون وإعترضوا .. لكن المسيرة إستمرتْ ورضخ الجميع للأمر الواقع ... صحيح ان الحكومة في بغداد لم يكتمل تشكيلها بعد ، وفي أقليم كردستان مازُلنا في طور المشاورات والإتصالات ... لكن الحياة تسير حسب الأصول ولا توجد مشاكل جدية .. ثم ان إنتخابات لبنان جرت قبل إنتخابات بغداد وأربيل .. وحتى الآن لم يتم تشكيل الحكومة بعد .. فنحنُ لسنا إستثناءاً .
جديرٌ بالذكر .. أنه حصلتْ خلال 2018 ، بعض المُظاهرات والإعتصامات في البصرة وغيرها من المُدن ، بسبب تلوث مياه الشُرب والبطالة وتفشي الفساد .. لكنها عولجتْ بأقل قدرٍ من العُنف .
شهد 2018 عودة العلاقات بين الحكومة الإتحادية وحكومة أقليم كردستان ، إلى مسارها الطبيعي ، تدريجياً . إلا ان هنالك بعض الخلافات بين الأحزاب الكردستانية فيما بينها .. إلا أنها لن تصل لحد التقاطُع كما يبدو ، بل ان هنالك بوادِر كثيرة ، لتحسُن العلاقات بين هذه الأحزاب والوصول إلى تفاهمات مشتركة .
بالمُجمَل .. نستطيع القَول ان 2018 كان عاماً جيداً سواء لبغداد أو أربيل .
كُل ماذكرتُهُ أعلاه ، يندرج تحت يافطة : الكلام العاقِل .
والآن سأورد الكلام المجنون ، بلا قيود وبلا رتوش .
قُلتُ ل حمكو مُقاطِعاً : كفى يارجُل ... سأكتفي بما قلت ، ولا داعي لآرائك المجنونة .. دَع سنتنا تمُر بِسلام ! .

#امين_يونس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات