أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امين يونس - حمكو .. والهجرةُ إلى كندا














المزيد.....

حمكو .. والهجرةُ إلى كندا


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 6061 - 2018 / 11 / 22 - 20:43
المحور: الادب والفن
    


حمكو والهجرةُ إلى كندا
15/11/2018
امين يونس
رَنَ الهاتف النقال ، وكان حمكو على الطرف الآخَر :
- نعم .. خَيراً يا فتاح يا رزاق .. ماذا تُريد في هذا الصباح الباكِر ؟
* أريد أن أستشيرك في أمرٍ مُهم جداً بالنسبة لي .. ولا ينفع ذلك عن طريق التلفون .. إتصلتُ بك حتى أبلغك بأنني قادمٌ إليك وسأكون عندك بعد نصف ساعة .. مع السلامة . وأقفلَ الخَط .
قررتُ أن أتصلَ بهِ وأدّعي بأنني لستُ في البيت أو أتذرعُ بأنني مشغول أو أنني مريض ولا أستطيع إستقباله ... وطلبته بالفعل ، لكنه لم يرُد . فإزداد غيضي .
على أية حال .. وصلَ مع إبتسامةٍ عريضة قائلاً :
* صباح الخير صديقي العزيز .. أعرف أنهُ وقتٌ غير مُناسِب .. لكن أولاً أنا مُضطَر ومُستعجِل .. وثانياً سترتاح مِنّي قريباً فربما سيكون هذا هو اللقاء الأخير بيننا ! .
كنتُ قد صممتُ على عدم الإستجابة له والركون إلى الصمت .. لكن الفضول دفعني لسؤاله :
- ياريت يكون اللقاء الأخير .. لكن كيف ؟ هل قررتَ الإنتحار مثلاً ؟
* كلا .. لكني قررتُ أن اُهاجِر ! .
- تُهاجِر إلى أين ؟ وكيف ؟
* أنا وإثنين من أصدقائي ، قررنا أن نُهاجِر إلى كندا ، وهما شابان في العشرينيات من العُمر وأعزبَين . سنُسافِر بعد يومين إلى تُركيا بصورةٍ عادية بجوازاتنا الرسمية . وهناك سيُزودنا المُهّرِب او " القجغجي " بجوازات مُزّوَرة ثم نُغادِر بالطائرة إلى كندا .
- هكذا .. بهذهِ البساطة . حقاً أنك مجنون . أنا أريد بالفعل أن تذهب وأخلص من مشاكلك .. لكن كَمْ سيُكلف ذلك ومَنْ هو " القجغجي " الشريف الذي سيوصلك إلى كندا بالطائرة ... وإذا وصلتَ إلى كندا ، إفتراضاً .. ماذا ستقول لهم .. وكيف سيقبلون بك لاجِئاً ؟
* شكراً عزيزي .. لقد سألتَ كُل الأسئلة التي جئتُ أصلاً لأسألك أياها ... والآن أنا أريد الأجوبة منك ! . أما عن القجغجي ، فهو مضمون وتعرفنا عليه عن طريق أخو أحد صديقَيّ ، وهو قد نجحَ بإخراج المئات من الشباب من تركيا إلى أوروبا وأستراليا وكندا . وسوف ندفع له دفتراً أي عشرة آلاف دولار لِكُلٍ مِنّا نحنُ الثلاثة .
- أنتَ وصديقَيك رتبتُما كُل شئ .. فأي إستشارةٍ تريد مِنّي ؟ ثُم مِنْ أين حصلتَ على كُل هذه الدولارات وأنتَ " الكحيان " ؟ طبعاً ستقول لي أن أعمامك وأخوالك يُساعدونك كالعادة . وقبل ذلك .. أستغربُ من شخصٍ مثلك يُريد الهجرة .. لماذا تُهاجِر يا رجُل ؟ ما الذي ينقصك هنا ؟ لا أحد يُحاسبك على شئ ، بحجة أنك قريب فلان وعلان .. أو رُبما لأنك مجنون .. ومن ناحيةٍ أخرى أن أقرباءك يدفعون لك ما يكفيك ويزيد .. فلماذا تُهاجِر بالله عليك ؟
- لم آتي هنا لتثنيني عن عزمي .. فالمسألة مُنتهِية وسنغادِر بعد يومَين . أنا أعلم بأن لك أصدقاء في كندا ، المطلوب أن تسألهم عن : هل اُبقي الجواز المُزَور معي أم أخلص منهُ في الطائرة قبل الوصول ؟ ماذا أقول للشرطة او الموظفين في المطار ؟ هل أقول لهم الحقيقة وأنني قادمٌ من العراق من أقليم كردستان ؟ هل أدّعي بأنني إيزيدي أو مسيحي وأنني من سنجار او الموصل ؟
ألا تُريد الخلاص مِنّي ؟ إذن أرجوك .. بل أتوسل إليك ، أن تحصل على الإجابات المفصَلة من أصدقاءك في كندا .. الليلة . وغداً صباحاً سوف آتي لإستلام الأجوبة . أشكرك مُقّدَماً . مع السلامة ! .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العَسَل المُرْ
- ثرثرة من جانبٍ واحد
- فساد وتقاعُد الكِبار .. فسادٌ وسَرِقة
- حمكو في بغداد
- إنّا لله وإنّا إليهِ راجعون
- قليلاً من الحياء .. قليلاً من الخَجَل
- بعيداً عن الجد
- أحاديث نصف عاقِلة
- إنتخابات برلمان الأقليم 30/9/2018
- كَرو .. وفرهود
- مُجّرَد معركة
- إفعلوها داخل الخَيمة
- واقِعٌ مُضطَرِب
- أردوغان ... الزعيم الأوحَد
- - علي شيش -
- اللحنُ والكَلِمات
- وادِيان
- باي أستاذ
- بيس ... بيس !
- شُهداء


المزيد.....




- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امين يونس - حمكو .. والهجرةُ إلى كندا