أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - الشهيد كسيلة - تفتيت الأوطان : الفدرالية والحكم الذاتي ... !














المزيد.....

تفتيت الأوطان : الفدرالية والحكم الذاتي ... !


الشهيد كسيلة

الحوار المتمدن-العدد: 6177 - 2019 / 3 / 19 - 17:04
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


في غياب النخب الوطنية التي تمتلك الكفاءات المعرفية والحس الوطني الصادق والرؤية العميقة في حاضر وماضي الأمة والنظرة الاستشرافية لمستقبلها بسبب التهميش المقصود تجد الشعوب نفسها عرضة للاغاليط والخداع انطلاقا من ألغام أحسنت الأقلام الاستعمارية زرعها لتنفجر في البيت الوطني الذي شيّد بدماء آلاف الضحايا .
إن الشعوب التي ظنّت أنها استقلّت عن الاستعمار وألهتها الصراعات الداخلية على المغانم الصغيرة توفّر لمستعمر الأمس اللحظة الحاسمة لتنفيذ انتقام أعدّ له منذ عقود وعقود وهو انتقام مدمّر لن يكلفه شيئا بل قد يجني منه أرباحا على أكثر من صعيد . وما حدث في سوريا خير درس لكل ذي عقل وبصيرة .
ما معنى تلك الخرائط اللغوية لبلدان شمال أفريقيا ، حيث تظهر مناطق محدودة ومعزولة (ilots) ضرب عليها سياج وكأنها غيتوهات(Ghettos) يشير إليها مفتاح الخريطة على أن أهلها ناطقون بلغة فاقدة للسيادة على المجال ... في فضاء شاسع ناطق بلغة أخرى تمتلك الهيمنة على الكل ؟ وكأن تلك المناطق المحدودة عبارة عن حشد لغوي (Cantonnement linguistique) - وهذه مغالطة لان اللغتين موجودتان في كل البلد بل في البيت الواحد- وقد يتملك البعضَ انطباع وشعور – حين الاطلاع على هذه الخرائط وعلى الدراسات الانتروبولوجية المرافقة لها - بأن هناك ظلم وعدوان وقهر لغوي ... وتكبر الفكرة لتتحول إلى شعور بالاضطهاد وبذلك تكون تلك الدراسات قد حققت مرحلة حاسمة لما خططت له بانتظار مراحل لاحقة .
يكرس الإعلام الإذاعي في الجزائر والمغرب الحالة الانفصالية وكأنّه يقرّ بوجود شعبين فهناك إذاعة عربية وأخرى أمازيغية ، وصل الأمر إلى أن إذاعات محلية في أقاليم نائية تذيع أغانٍ خليجية على اعتبار أنها عربية - مع أن الناس في تلك الأقاليم النائية لا يفهمونها - ولكن يمنع في تلك الإذاعات إذاعة أغان أمازيغية مع أنّ المستمعين فيهم الكثير من الناطقين بالامازيغية بل إن الألحان في الأغاني العربية والامازيغية واحدة . كما أنّ التشجيع على الاستماع إلى الأغاني وباللغتين في الإذاعة الواحدة هو تقريب لأبناء الشعب الواحد بعضه من بعض ولنا العبرة في إذاعة البحر المتوسط (طنجة) التي تخاطب جمهورها باللغتين العربية والفرنسية . ومع أنّ النظامين في المغرب والجزائر قد انتبها إلى ضرورة رفع القيود التي أقرها نظام مركزي ومستبدّ في مراحل سابقة إلاّ أنّ التأخر في اتخاذ القرارات الجديدة هذه ودخول بعض هراطقة الإسلام السياسي على الخط برفعهم شعار العربية لغة القرءان والامازيغية لغة وثنية كانت له آثار بالغة الخطورة. فاحذروا من أغاليط من ينوون بالبلد سوءا فنحن شعب واحد بلغتين ولن نكون غير ذلك أبدا .
في مجتمعات هشّة تحكمها ذهنيات متخلفة وجهاز إداري قمعي ونتيجة لسوء تدبير الشأن الثقافي خاصة سيتسع نطاق التناقضات على أكثر من صعيد مما يسهم في خلق بيئة مشحونة يمكن تغذيتها بأغاليط وخدع تنطلي على البسطاء ويأتي الاستبداد السياسي ليمنح المبررات التي يسوقها المغالطون فيتحول التنوع الثقافي والتراكم الحضاري إلى ساحة تراشق وتشنج وكراهية ...
هنا تأتي المرحلة التالية الحاسمة : المطلب الانفصالي الذي يتغذى إعلاميا بتحويل بعض الخصوصيات إلى تناقضات وتوجيه الرأي العام إلى الاحتقان وشق الصف الوطني ، عبر مخططات تعتمد التدرّج من بعض المطالب الثقافية المحتشمة إلى مطالب أخطر فتأخذ كرة الثلج في الكبر وتكبر المطالب فتتحول إلى الدعوة إلى فدرلة(Fédéralisme) الدولة ثم الحكم الذاتي الذي ما هو إلا إعلان لكيان سياسي داخل الدولة ومرحلة انتقالية نحو الاستقلال التام .
يمكن ترقية الإدارة الإقليمية في المحافظات ومنح صلاحيات أوسع للمنتخبين لكن ليس تحت عنوان الفدرالية والحكم الذاتي احذروا ففي ذلك تفتيت للأوطان وتفكيك للدول والخاسر هو الشعب .



#الشهيد_كسيلة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطر عصاب الاضطهاد
- فشل منظومة التعليم في العالم العربي
- وإن لكم في التاريخ لعبرة
- ذئاب الكهنوت وضباع السياسة
- من الابارتايد عموما إلى الابارتايد اللغوي
- الضربات الاستباقية الظلامية
- الأنساب والاستعراب
- اقتصاد الدولة الاسلامية : الغزو والنهب !
- الاستشياخ وقال ابو هريرة
- القرآن رسالة وليس لغة
- الهوية والعرق والأنساب
- الشاوية والتناحر القبلي
- عصيد وعصاد : الأمازيغية بين الاثنين مفارقة أم مطابقة
- هل يمكن إدراج مقياس الأمازيغية في مقررات جامعات بلدان شمال أ ...
- إلى إخواني:المستعرب والعروبي والأعرابي A mes confrères : l’a ...
- خطبة عصماء في جمعة غرّاء
- رئاسيات الجزائر : لعبة الثلاث ورقات اسمها انتخابات
- قصة الملك الامازيغي آكسل (كسيلة)
- لم نخترع إلا العشيرة والأنبياء
- التعريب في بلدان شمال افريقيا (2)


المزيد.....




- هذا ما قاله أبو عبيدة.. إسرائيل وحماس تتبادلان الاتهامات بعر ...
- في أول ظهور منذ مارس.. أبو عبيدة يتحدّث عن -معركة استنزاف طو ...
- البرازيل: المحكمة العليا تفرض على الرئيس السابق بولسونارو وض ...
- أكسيوس: إسرائيل تطلب من واشنطن إقناع دول باستقبال مهجّرين من ...
- هل تستحق مشدات الخصر كل هذا العناء؟ إليك 8 آثار جانبية محتمل ...
- روسيا تحكم بالسجن على 135 متظاهرا ضد إسرائيل بداغستان
- واشنطن بوست: الديمقراطيون يجرّبون الشتائم لمواجهة تأثير ترام ...
- أردوغان لبوتين: الاشتباكات في السويداء تشكل تهديدا للمنطقة ك ...
- غاليبولي الإيطالية تستضيف -حنظلة- قبل إبحارها لكسر الحصار عن ...
- صحفي يواجه نائبا جمهوريا بتصريحاته حول إبادة وتجويع المدنيين ...


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - الشهيد كسيلة - تفتيت الأوطان : الفدرالية والحكم الذاتي ... !