أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الشهيد كسيلة - وإن لكم في التاريخ لعبرة














المزيد.....

وإن لكم في التاريخ لعبرة


الشهيد كسيلة

الحوار المتمدن-العدد: 6041 - 2018 / 11 / 1 - 14:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إذا أردت أن تلغي شعبا ما تبدأ بشل ذاكرته التاريخية. ثم تلغي ثقافته وتاريخه، وتجعله يتبنى ثقافة أخرى غير ثقافته، وتخترع له تاريخا آخر غير تاريخه وتجعله يتبناه ويردده... عندئذ ينسى هذا الشعب من هو؟ وماذا كان؟ وبالتالي ينساه العالم... "هوبل"
كلما قرأت هذه العبارات أتساءل هل يعيش السيد هوبل بيننا في مجتمعنا هنا بالجزائر وفي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عموما ، عباراته هذه مطابقة تماما لما حدث ويحدث في الجزائر منذ أكثر من خمسين سنة ، فقد ألغي شعبنا لأنه أصبح يتنكّر لذاته ويدّعي هوية غير هويته وشُلّت ذاكرته التاريخية وأصبح لا يعرف شيئا عن ماضيه البعيد ويعرف كل شيء عن عنترة وبلقيس ويفخر بهما ويتأفّف من تيهيا التي قال فيها ابن خلدون : " تيهيا، فارسة الأمازيغ التي لم يأت بمثلها زمان كانت تركب حصانا و تسعى بين القوم من الأوراس إلى طرابلس تحمل السلاح ... " ويكتب على واجهات دكاكينه أسماء بلقيس وزنوبيا ، ويقرأ أشعار الجاهلية ولا يعرف شيئا عن أفولاي المادوري ويمجّد قاتل مالك بن نويرة ليغتصب زوجته ودمه لم يبرد ويجهل تماما قائد الجيش الموري لوسيوس كوييتوس (Lusius Quietus) ويعرف سيبويه ولا يعرف اكبر نحاة عصره فرونطون السيرتي(Fronton de Cirta) واكثر من هذا يتنكر للغته التاريخية ويأنف أن يتعلمها ابنه .
نعم لقد تم اختراع تاريخ آخر وفرضت لغة بديلة على شعبنا فتبنى ما فرض عليه جيلا بعد جيل ونسي تماما من يكون بل إن بعض الحمقى ربط هويته الحقيقية وتاريخه الحقيقي بالاستعمار لذلك تراه يبحث عن انتماء مصطنع كالطفل الصغير الذي يبحث عمّن يأخذ بيده .
حقا لقد تحرر من مستعمره الحديث (فرنسا) ولكنه عاد إلى مستعمره القديم واستخرجه من ركام القرون العثمانية المظلمة ونفخ الروح في مقابر الغزاة الأمويين ونصب تمثالا للسفاح عقبة وأقام له ضريحا ومركزا ثقافيا ليحتفي به سنويا في ملتقى يستضيف فيه الزائفين المزيفين شهود الزور من مؤرخي التكايا والزوايا المظلمة ...
إن المؤامرة التي تمدّدت تحت رعاية الانقلابات العسكرية كانت محبوكة بإحكام تمّ التنظير لها في عواصم البعث المأفون ليستقبل البلد جيوشا جرارة على غرار الشراذم الأموية ولكنها هذه المرة تستهدف المدرسة لأنها الأداة التي يمكن أن تحقق مقولة هوبل أنها أفواج من معلمي مختلف الأطوار 50 ألف معلم من مختلف الرتب توزَّع على مدارس البلاد يضاف إليها 20 قناة تلفزيونية و50 إذاعة و50 صحيفة و10ات الالاف من المساجد كلها تتكلم وتبث باللغة العربية الفصحى حتى أن المتكلم في الاذاعة والتلفزيون يعتذر لانه تلفّظ بكلمة عامّية - على خلاف ما يحدث في كل الدول التي تتحدث دائما في اذاعاتها وتلفزيوناتها بالعامية - وأشيع يومها بأن الشعب الجزائري "العربي" تمّت فرنسته ولا بد من "مساعدته" لاسترجاع "لغته العربية" ,,,, وما هذه إلا بروباغاندا بعثية لأن المخطّط له هو سحق ومحق اللغة التاريخية للجزائر وهي اللغة الأمازيغية " البربرية " التي حاربها الاستعمار الفرنسي وأبقاها في حالتها الشفوية ، وكان الفزع قد استبدّ بالقوميين أيام ثورة تحرير الجزائر وكانوا يحذّرون في لقاءاتهم السرية من احتمال استفاقة "البربر" وعملهم لاسترجاع كيانهم خاصة وأن كوادر حرب التحرير وجندها هم من المحافظين على اللسان "البربري" وكانوا يخططون للشكل الذي ينبغي أن يكون عليه النظام - وكان الهواري بوخروبة هو مرشح البعث على أن يكون بن بلّة هو الرئيس حتى تهدأ الأوضاع - فتبرع الأزهر بمدرّسين لاقامة معهدين للتعليم الأزهري في أكبر منطقتين محتفظتين باللغة التاريخية للبلد في باتنة وبني دوالة لتعريبها في ضربة استباقية ، ثم تكفّل البعثي مولود قاسم خلال توليه وزارة الشؤون الدينية بتعميم التعليم الأزهري في البلاد حيث سيكون خرّيجو هذا التعليم لاحقا هم دعاة التعريب (محو اللغة الأمازيغية وتحويل الأمازيغ إلى عرب) ومناضلو الإسلام السياسي والمناهضين للحداثة والعصرنة ومنهم ستتكون الحركة الظلامية التي شنّت "ثورة مضادة" على النظام الجمهوري وكادت أن تسقطه وجنّدت أتباعها ومريديها لخوض حرب أهلية مأساوية في 90ينيات القرن الـ 20 .
لقد ذهبت نضالات وتضحيات شعوب المنطقة سدى وتحالف الانقلابيون مع القيادات التقليدية الظلامية لجمهور العامّة ومعهم الإقطاعيون التقليديون وأطاحوا بمشروع التحديث في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا واتضح أن القومية العربية والإسلام السياسي وجهان لعملة واحدة وما مشروع الوحدة العربية المزعوم إلا بعث للإمبراطورية الأموية لإبادة الأقليات اللغوية التي نجت من السيف الأموي فهل يمكن أن نعتبر من دروس التاريخ ونوقف الزيف والتزييف ؟



#الشهيد_كسيلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذئاب الكهنوت وضباع السياسة
- من الابارتايد عموما إلى الابارتايد اللغوي
- الضربات الاستباقية الظلامية
- الأنساب والاستعراب
- اقتصاد الدولة الاسلامية : الغزو والنهب !
- الاستشياخ وقال ابو هريرة
- القرآن رسالة وليس لغة
- الهوية والعرق والأنساب
- الشاوية والتناحر القبلي
- عصيد وعصاد : الأمازيغية بين الاثنين مفارقة أم مطابقة
- هل يمكن إدراج مقياس الأمازيغية في مقررات جامعات بلدان شمال أ ...
- إلى إخواني:المستعرب والعروبي والأعرابي A mes confrères : l’a ...
- خطبة عصماء في جمعة غرّاء
- رئاسيات الجزائر : لعبة الثلاث ورقات اسمها انتخابات
- قصة الملك الامازيغي آكسل (كسيلة)
- لم نخترع إلا العشيرة والأنبياء
- التعريب في بلدان شمال افريقيا (2)
- التعريب في بلدان شمال افريقيا
- شهادة اسمها -الجنوب-
- الاستعمار الديني (..........) حلقات استعمار لا نهاية له


المزيد.....




- السيسي يكشف عن أرقام مهولة تحتاجها مصر من قطاع المعلومات
- -عار عليكم-.. مظاهرة داعمة لغزة أمام حفل عشاء مراسلي البيت ا ...
- غزة تلقي بطلالها على خطاب العشاء السنوي لمراسلي البيت الأبيض ...
- نصرة لغزة.. تونسيون يطردون سفير إيطاليا من معرض الكتاب (فيدي ...
- وزير الخارجية الفرنسي في لبنان لاحتواء التصعيد على الحدود مع ...
- مقتل شخص بحادث إطلاق للنار غربي ألمانيا
- أول ظهور لبن غفير بعد خروجه من المستشفى (فيديو)
- من هم المتظاهرون في الجامعات الأمريكية دعما للفلسطينيين وما ...
- إصابة جندي إسرائيلي بصاروخ من لبنان ومساع فرنسية لخفض التصعي ...
- كاميرا الجزيرة ترصد آخر تطورات اعتصام طلاب جامعة كولومبيا بش ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الشهيد كسيلة - وإن لكم في التاريخ لعبرة