أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - الشهيد كسيلة - الأنساب والاستعراب














المزيد.....

الأنساب والاستعراب


الشهيد كسيلة

الحوار المتمدن-العدد: 5053 - 2016 / 1 / 23 - 11:33
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


لا ادري لماذا كلما قادني سفر من أسفاري لعبور بلاد الشاوية - قلب نوميديا التاريخية- ونزلت في إحدى حواضرها ودخلت مقاهيها وغشيت عامتها في أسواقهم ، إلا وتذكرت قولة خليفة بني أمية هشام بن عبد الملك عندما وصله خبر ثأر الأمازيغ لكرامتهم من زعران الجيش الأموي ومن واليه المتغطرس الأخرق عبيد الله بن الحبحاب في قضية "تخميس البربر" وما تسميه المصادر الأموية بموقعة الأشراف.
المقولة هي : "والله لأغضبن لهم غضبة عربية ولأبعثن لهم جيشا أوله عندهم وآخره عندي ثم لا تركت حصن بربري إلا جعلت جانبه خيمة قيسي او يميني" والذي يهمني هنا أكثر في المقولة الطائشة هذه هو جزؤها الأخير "لا تركتُ حصن بربري إلا جعلت جانبه خيمة قيسي أو يميني" .
بعد مئات السنين تأتي "الثورة الزراعية" وحركة السكان التي لا ضابط لها بعد رحيل الاستعمار وكذا مشاريع الإسكان لتقوم هذه العوامل كلها وبرعاية من دولة الاستقلال بتنفيذ تهديد خليفة بني أمية وهو أنها جعلت لكل أمازيغي محافظ في مدن الشاوية جارا مستعربا مستعليا عنصريا محتقرا للامازيغية كلغة لا يعترف بها ويقوم بتنشئة أبنائه على معاداتها وإهانتها وإهانة كل من يتلفظ بكلمة منها إلى درجة أن أحد معارفي روى لي قصة معبّرة جدا على ما أقول وهي أنّ عائلة مستعربة عاد أحد أبنائها من المدرسة ذات يوم وهو تلميذ في الابتدائي وتلفظ بكلمة شاوية تعلمها من زملائه وهي امان "الماء" فصرخت أمه في وجهه وشتمت بعبارات مهينة الامازيغ إلى حدّ ترويع ابنها مهددة إياه بكل العبارات الزجرية إن هو على صلة بكل طفل يتكلم الشاوية.
هؤلاء المستعربون تقمصوا هوية أعرابية ويشيعون في أوساط العامّة أنهم ينحدرون من شخصين هما هلال وإدريس وبعضهم من باقي الصحابة .. غير أنه لن تجد فيهم من يقول أنه انحدر من أبي لهب وزوجته حمالة الحطب ... وكأن السلالة البشرية انقرضت نهائيا في شمال أفريقيا ولم يبق إلا إدريس وهلال اللذين أنقذا البشرية من الانقراض في هذه البلاد .... لقد أباح هؤلاء المستعربون لأنفسهم احتكار التراث الإسلامي للمباهاة به والتسلّط على العامّة فَهُم القرآن والإسلام والصحابة والشعر والنثر العربي وهم السيف الأموي والفتح العربي ولغتهم هي اللغة الرسمية في الحكومة الإلهية إنها لغة الجنة بِحُورها وولدانها ... فيا سبحان الله ولا حول ولا قوة إلا بالله.
إلى الجيل الجديد من المحافظين على اللغة الأمازيغية أمامكم مسيرة طويلة لاسترجاع ذاتكم وفكّ البلاد من قيود الشراذم المستعربة والمستقورة ومجالكم هو الساحة الثقافية : تسلّحوا باتقان اللغات الحية واجعلوها في خدمة هويتكم ولغتكم الامازيغية ، التاريخ تاريخكم والهوية لكم والجغرافيا ناطقة بلغتكم فاجهروا بها في كل مكان ، فهؤلاء ليسوا قوة ولكنهم مع القوة وعبيد للقوة وبهذا المنطق سيكونون عبيدا لكم اذا أصبحتم قوة ذات يوم ذات شهر ذات سنة بل دائما.



#الشهيد_كسيلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اقتصاد الدولة الاسلامية : الغزو والنهب !
- الاستشياخ وقال ابو هريرة
- القرآن رسالة وليس لغة
- الهوية والعرق والأنساب
- الشاوية والتناحر القبلي
- عصيد وعصاد : الأمازيغية بين الاثنين مفارقة أم مطابقة
- هل يمكن إدراج مقياس الأمازيغية في مقررات جامعات بلدان شمال أ ...
- إلى إخواني:المستعرب والعروبي والأعرابي A mes confrères : l’a ...
- خطبة عصماء في جمعة غرّاء
- رئاسيات الجزائر : لعبة الثلاث ورقات اسمها انتخابات
- قصة الملك الامازيغي آكسل (كسيلة)
- لم نخترع إلا العشيرة والأنبياء
- التعريب في بلدان شمال افريقيا (2)
- التعريب في بلدان شمال افريقيا
- شهادة اسمها -الجنوب-
- الاستعمار الديني (..........) حلقات استعمار لا نهاية له
- الطغمة البعثية - الوهابية والأديب العالمي كاتب ياسين
- التميمي والامازيغية
- صدى البرباغاندا المخزنية
- حقيقة بني هلال في شمال افريقيا


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - الشهيد كسيلة - الأنساب والاستعراب