أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل جوهر - النمل














المزيد.....

النمل


عادل جوهر

الحوار المتمدن-العدد: 6152 - 2019 / 2 / 21 - 08:21
المحور: الادب والفن
    


لم يكترث فؤاد عند قيامه بقتل مجموعة من النمل، فهو لم يكن يمتلك هذا الحس المرهف أبداً، بل كان شخصاً قاسياً وجافاً في معاملته مع الناس، يحب إيذاء الكائنات الحية، ويحب أكل اللحوم بشدة، حتى أنه في أغلب حواراته كان يستهزئ بالنباتيين، وأحياناً يصل به الأمر إلى تسميتهم بالشواذ..
كان اليوم شديد الرطوبة، وعندما وصلت الساعة إلى الخامسة عصراً، كان فؤاد قد وصل إلى بقية أصدقائه – يتصبب عرقاً ويشعر بضيق شديد..
- السلام عليكم.. جو مقرف بجد
ردوا عليه السلام، وقال أحدهم ضاحكاً: "أخيراً حسيت زي باقي البني آدمين".. ضحك الجميع، ونظر فؤاد إليهم قائلاً: "حد منكم يصلي عشان ربكم يغير الجو ده شويه"..
قال جرجس: تاني يا فؤاد
وقال أحمد: عاد فؤاد إلى كلامه اللا عقلاني مرة أخرى يا جماعه
كان فؤاد يجلس على كرسي من البلاستيك، ويمسك بيده زجاجة ماء معدني باردة تتجمع عليها قطرات من الماء تشبه الندى، قال: طيب يا جدعان صلوا عشان ربنا يسخطني قرد أو يشل لساني.. وبعدين احنا معانا المقدس جرجس والشيخ أحمد.. هههه.. يعني الموضوع خلصان...

زاد فؤاد في الضحك، وقد تغير وجه كلاً من جرجس وأحمد إلى اللون الأحمر، إضافة إلى احمرارهما أساساً بسبب الرطوبة العالية...
قال أحمد: أنا لا أعرف لماذا يترك الله أمثالك على قيد الحياه؟
قال جرجس: ربنا يسامحك.. ربنا يغفرلك
قال فؤاد: أنتم شويه من الناس الغريبه.. بتكفروا بعضكم.. ومع ذلك بتتحدوا ضدي.. يا الله عليكم...
قال صديق آخر: فعلاً إنت تستحق يكون جدك هو "داروين" يا فؤاد.. "داروين" هو السبب في بقاء أمك على قيد الحياه ولولا "الأنسولين" كانت ماتت من "السكري".. ومع ذلك أن مؤمن بوجود خالق بس مش زيكم.. أنا دايماً مؤمن إن الجميع على حق.. لكن لا يحق لأحدهم أن يحاكم الآخر.. وانا دلوقني هحاول أشرحلكم وجهة نظري في مثال بسيط.. كان في تلات عائلات بقالهم زمن بيتقاتلوا على قطعة أرض.. وكل عائله منهم معاها أوراق من جد الجد بتثبت إنها المالكه الحقيقيه للأرض.. مكانوش بيدوا فرصه لبعض للمناقشه أو لمجرد التدقيق في صحة الأوراق.. أو حتى للتفكير هم ليه بيتقاتلوا طول المده دي.. طبعاً التلات عائلات خسروا كتير من أموالهم وذريتهم.. وفي الآخر اكتشفوا إن كل جد من الجدود مسابشي ليهم أي شيء ملموس غير الورق المتشابه زائد شوية قصص بتتناقلها الألسن عبر الأجيال..

قال جرجس: لو سمحت امتنع عن التشبيهات..
قال فؤاد: الشيخ جرجس أصبح سلفي يا جماعه.. هههه..
قال الصديق الآخر: إنت شايف الغلط فين يا فؤاد؟
قال فؤاد: أن شايف إن الكل لازم يسيبه من أوراق الملكيه دي.. ويتفقوا على إنهم يشتغلوا كلهم في قطعة الأرض.. ويحكمهم قانون يطبق على الجميع...



#عادل_جوهر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرجل والبرص
- طريق الجنون
- حياة غادرة
- حلم
- إعدام إبليس
- سحاب الآلهة
- الناتج
- منزلنا من ثلاثة أدوار
- غرغرينا
- ظلال الأجداد
- انتقام
- ثورة البحر
- مجرد كلام
- الدخيل
- ظل الروح
- مستقبل شاب
- القراميط
- ماذا عن الحمار!
- مصادفة
- تراتيل مفقودة


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل جوهر - النمل