أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد صبحي النبعوني - الرائحة ... ذاكرة لا تموت














المزيد.....

الرائحة ... ذاكرة لا تموت


أحمد صبحي النبعوني

الحوار المتمدن-العدد: 6111 - 2019 / 1 / 11 - 18:25
المحور: الادب والفن
    


الرائحة .. ذاكرة لا تموت

فرن سليمو و حج إبراهيم ومحمد علي عكيد وجرجس ، رائحة الخبز في الصباح تشم من أول الشارع هناك حيث تقبع عامودا على اطراف برية ماردين ، رائحة لا تغادر انفنا حتى وان كنا في الغربة ، أيام جميلة وانتظار أمام الفرن لنحصل على الخبز ذو الرائحة الفريدة...
هل يعقل أن يختزل الوطن في رائحة خبز الصباح ؟ للصبح في الوطن نكهة أخرى ، لا يدركها إلا من ذاق طعم صباحات بعيدا عن الأرض الأم .

(( أحب الحب والحياة ورائحة الأشياء الطيبة))
هكذا قال روك دالون- شاعر سلفادوري

تنعش بعض الروائح الذاكرة لتعيد لحظات كنا اعتقدنا أنا نسيناها....
للأنف ذاكرة لا تنسى روائح من نحب من الناس والأشياء وللطرقات رائحة، للمدارس رائحة، للمدن رائحة، للكتب والأوراق رائحة، ولحقيبة المدرسة والممحاة رائحة لا تنسى.
للأماكن رائحة تشبه الزمن الذي أتت منه، تعلق في ثناياها ولا تفارقها أبدًا، فكلمة "عبق التاريخ" لم تأتِ من فراغ، فعندما نزور الأماكن الأثرية نشتم رائحة الزمن على جدرانها، فالأحياء الكلاسيكية تحتفظ بعبق الأصالة ومن خلال روائحها تحكي مبانيها قصص البيوت، لتحرضنا بقوة على السير في شوارعها لتداعب نبضات قلوبنا برفق.
الرائحة إغواء غامض صامت متعلق بالروح، وقد يكون الجذر اللغوي لكلمة الرائحة مشتق من "الروح" لأن الرائحة تهيج أرواحنا وتبعث في أساريرنا مشاعر متباينة بعضها مبهج وبعضها مؤلم.
يقول درويش :
اليــاسميــــــن
رائحـــة الذين نحبهم ولا نعرفهم
رائحـــة الغيـــاب الذي يطول
رائحـــة البحر ورائحـــة الصباح
رائحـــة الأصوات التي نحفظ
رائحـــة الأشياء الجميلة التي لم نجربها.
تبدأ إيزابيل الليندي روايتها ابنة الحظ بعبارة: “الناس كلهم يولدون ولديهم موهبة ما وإليزا سوميرز اكتشفت باكراً أن لديها اثنتين: حاسة شم جيدة، وذاكرة قوية”، هكذا على مدار الرواية يستمر حضور إليزا مُرتبطاً برائحة الفانيليا والسكر وماء الورد.
أما مدينتي عامودا لها عدة روائح تختلف باختلاف الفصول الأربعة .. تبدأ مع فصل الخريف برائحة القش والتبن عندما يعجن مع التراب و الماء ليشكل مزيجا متجانسا قويا يصمد طيلة فصل الشتاء على اسطحة البيوت أو الجدران بعد أن يتشبع من حرارة و قوة الشمس .
‏رائحة الأرض بعد المطر تستحق أن تكون عطراً في شهر ايلول أو تشرين ... في اوربا من الصعب أن تعرف أو تشم مثل هكذا رائحة لأن الأرض لا تعطش هنا يا صديقي فلا قيمة للمطر لأنه يهطل في كل الفصول .
كذلك هو الربيع يختلف تماما عن ربيع بلادي .. مناظر جميلة و خلابة و الوان زاهية و رائعة للورود و الزهور لكن ليس لها رائحة لتميزها عن غيرها ، إنه ربيع العين فقط أما بقية الحواس فلا تعرف معنى الربيع مثلما كان يحدث في ربيع وطني حيث لكل زهرة و وردة وشجرة و عشبة ونبتة رائحة تختلف عن الأخرة ..
رائحة الوطن هي مدادنا، وشواطئه وجباله، واقماره ونجومه، وعيون نسائه هي بعض ابجدياتنا.

وطـن برائحة الشهداء فكيف لا يغار منه الياسمين "🕊✨💕



#أحمد_صبحي_النبعوني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحياة تمنحك الكثير لكن !
- ما هكذا تحضن الراقصة يا استاذ
- هل يعود ثانية ؟
- سؤال في قلب غريب
- عامودة في ذاكرة المغترب
- نافذة الحب والجدار العالي
- ماتوا ومازالوا عبق الأصالة
- سلاسل الانتظار
- موت الغريب
- ماردين عاصمة ثقافية وعالمية
- حق المواطن أولا
- يومي الأول في المدرسة
- احدى مشكلات التربية والتعليم في سورية
- في المقهى
- حب مع محاكمة عاجلة
- ثلج الغريب
- الحوت ابتلع القمر
- الشمس وسن الغزال والسعادة
- طفولة الطين
- رسالة إلى ولدي


المزيد.....




- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...
- في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة
- شارك في -ربيع قرطبة وملوك الطوائف-، ماذا نعرف عن الفنان المغ ...
- اللغة الروسية في متناول العرب
- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد صبحي النبعوني - الرائحة ... ذاكرة لا تموت