أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد صبحي النبعوني - رسالة إلى ولدي














المزيد.....

رسالة إلى ولدي


أحمد صبحي النبعوني

الحوار المتمدن-العدد: 5576 - 2017 / 7 / 9 - 04:38
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة من وحي واقعنا المر في هذا الزمان الغابر

ولدي الغالي الدكتور أمجد
أكتب لك اليوم لأنني أشعر بدنو أجلي وأنت بعيد عني منذ بضعة سنوات ... وأنا أعد أيام غيابك عني بدقة بالغة علما أن ذاكرتي في الأمور الاخرة أصبحت مهترئة ... ولدي الغالي كم تمنيت وأنا في هذا العمر أن أجدك بجانبي كل يوم ولو للحظات سريعة ، لقد كبرت يا ولدي وأخذت يدي ترتجف وأنا امسك بملعقة الطعام فتتسخ ثيابي من ذلك فيحتج من تصرفي هذا بقية أخوتك في البيت ، ولم أعد استطع ان ارتدي لباسي بمفردي أصبحت أحتاج إلى مساعدة في ذلك .ولم أعد أحتمل سخونة الماء في الحمام أنها تضايقني كثيرا فأختلق الأعذار لتأجيل موعد الحمام الأمر الذي يغضب والدتك مني . هل تتذكر يا ولدي الدكتور عندما كنت طفلا كم عانينا معك أنت بالذات لأنك كنت تكره الحمام والماء الساخن وتفر هاربا إلى الشارع وأنا أركض خلفك حتى تذهب إلى مدرستك في اليوم التالي وأنت بكامل نظافتك . ولدي الغالي في هذه الأيام ظهرت أجهزة جديدة وصغيرة بيد الناس طوال اليوم وأعينهم محدقة بها وأصابعهم تداعب لوحتها ، أتوقع أنها أجهزة هاتف صغيرة ولكن كيف تتحول إلى تلفاز أو راديو أو كامرة تصوير بمجرد لمسة أصبع ...لم تستهويني هذه الأجهزة ولم أستطع التعلم على استعمالها ، وأنا أخذت أكرهها جدا لأن جميع أخوتك وحتى والدتك أيضا يقضون طوال سهرتنا لا يتكلمون معي ولا يستمعون إلي فقط يحدقون بهذه الأجهزة . لا أحد يمنحني الوقت الكافي حتى أستطيع أن اتذكر بعض الأمور التي حدثت معي في الليلة الماضية ، أضف إلى ذلك فبعد الشلل الذي أصابني في السنة الماضية أخذت أشتكي من قدمي اليسرى أثناء المشي وأشعر بألم بالغ في ركبتي ولم أعد قادر على الذهاب إلى السوق لأجلب لكم حاجات البيت من خضار وخبز وغيرها .
ولدي الغالي لا أرغب أن تشعر بالحزن من رسالتي هذه فهذه هي طبيعة الحياة لكني أحتاج إليك بجانبي يا ولدي فأنت كبيري وأنت دائما كنت الفرحة الكبرى لعيوني وأنا أشاهدك تتفوق على رفاقك في المدرسة وتنال أعلى الدرجات بتفوقك الدراسي وها هي السنة السادسة أنتهت وأنا لم أشاهدك ولم أقبلك قبلة الأب المشتاق لفلذة كبده الذي أصبح طبيبا مشهورا أفتخر به .
ولدي الغالي ربما لن يسعفك الوقت لتنظر ألي النظرة الأخيرة قبل وفاتي لأن المسافة طويلة بيننا لذلك أرجو أن تزورنا في أقرب فرصة لك ...
قبلاتي لزوجتك وأولادك جميعهم
والدك المشتاق



#أحمد_صبحي_النبعوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زنابق الشتاء
- لحن الراعي
- قدر الغريب
- رحم الله هؤلاء الآباء
- دستور يا شيخنا الكبير
- رقص السماح
- ليل وغربة وحب مؤجل
- عبث الانتظار
- رباعيات الغياب
- هدية عيد الأم
- من قال ذلك
- نظرية فراغ
- مذكرات من بيت خشبي
- تجليات من وحي الأنتظار
- هواجس الليل
- شجرة توت
- حصاد السنابل
- أحلام مستغانمي ....ما بين فخامة المفردات والشخصية غير المتوا ...
- حافية القلب
- كل حلم جميل


المزيد.....




- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...
- رواية -خاتم سليمى- لريما بالي.. فصول متقلبة عن الحب وحلب


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد صبحي النبعوني - رسالة إلى ولدي