أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثامر الحجامي - النوايا الطيبة وحدها لا تكفي














المزيد.....

النوايا الطيبة وحدها لا تكفي


ثامر الحجامي
كاتب

(Thamer Alhechami)


الحوار المتمدن-العدد: 6100 - 2018 / 12 / 31 - 19:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جاء أعرابي الى رسول الله ( صلوات الله عليه وآله ) معلنا إسلامه، معاهدا إياه على الطاعة والنصرة، طالبا أن يسمح له بالخروج للقتال والجهاد معه، وبعد الإنتصار في غزوة خيبر تقاسم المسلمون الغنائم، فرفض هذا الأعرابي أخذ نصيبه مِنها، وعندما سأله الرسول عن السبب أجاب بأنه لم يخرج من أجل الغنائم وإنما طلبا للشهادة.
رد النبي عليه قائلا : " إن تصدق مع الله يصدقك الله "، أي إن كنت صادقا مع ربك فيما تتمنى، وإتبعت أمنياتك بعمل يثبت ذلك، فإن الله سيعطيك منيتك بمشيئته، وفعلا خرج الأعرابي الى القتال مرة أخرى فقاتل وأستشهد، فأتوا به الى الرسول الأكرم فقال عنه : صدق الله فصدقه، فصلى عليه وشيعه ودعا له، بعد أن قدم مثالا واضحا على صدق النية المقترن بالعمل الصادق، فنال ما يريد.
إتفق أغلب العراقيون على شخصية رئيس مجلس الوزراء، بأنه إنسان طيب ترابي، يتمتع بشخصية محببة، بعيدة عن التكبر وأجواء الفخامة التي يوفرها منصبه، يحاول أن يكون قريبا من الطبقة الفقيرة، ويكسر الحواجز التي تمنعه من التواصل مع البسطاء، وهذا ما شهدناه عند خروجه في ساعات الفجر الأولى وهو يزور علوة الرشيد لبيع الفواكه والخضر، أو عند زيارته لمنطقة الحسينية وجلوسه منفردا في خيمة المحتجين المطالبين بتوفير الخدمات، بل إن البعض أعاب عليه تسجيله الملاحظات بنفسه في دفتر خاص به! معتبرين الأمر مخالفا للبروتوكولات الرسمية.
عبد المهدي أعطى نموذجا مخالفا، لما إعتاد العراقيون مشاهدته في مواكب المسؤولين، التي تتكون من عشرات السيارات المصفحة ومئات الحراس المدججين بالسلاح، وعشرات الأشخاص الذين يرتدون البزات الرسمية ويضعون النظارات السوداء يتلفتون يمينا وشمالا، يبعدون من يحاول الإقتراب من دولة الرئيس، الذي يعتلي المنصة محدثا الحاضرين بإنجازات وهمية، أو متبجحا بزيادة ثلاثة آلاف دينار على مبلغ الحصة التموينية، أو مدعيا أن " البعض " يحاول عرقلة مسيرته الجهادية.
غير السيد عبد المهدي من أسلوب رئيس مجلس الوزراء شعبيا وإعلاميا، وهذا ما يلاحظ من تعامله مع شرائح المجتمع المختلفة، أو من خلال خطابه الإعلامي البعيد عن التشنجات، الدقيق في ألفاظه وطرحه للقضايا العراقية، وهو بذلك يعطي برهانا عن صدق النوايا التي يتبناها عبد المهدي، في إدارته لمجلس الوزراء، محاولا إعطاء صورة مختلفة عن المراحل السابقة، بعيدا عن الشخصية الأرستقراطية التي كان يعتقد البعض أنها ستكون صفة رئيس مجلس الوزراء الجديد، سيما إنه عاش بيئة إجتماعية، وظروف حياته وعمله السياسي السابق، تجعله يتصرف كسابقيه.
كل ذلك لا يعني الشارع العراقي، الذي ينتظر يدا قوية تنتشله مما هو فيه، من مشاكل إقتصادية وبطالة في صفوف شبابه، وتدهور في مستوى الخدمات المقدمة ، وقرارات حازمة تلامس إحتياجاته المهمة، التي عجزت عن الإيفاء بها الحكومات السابقة، لاسيما في قطاع الكهرباء والخدمات، وشخصية شجاعة تحطم قلاع الفساد، تقطع أيادي المفسدين الذي نهبوا وأهدروا أموال البلاد وأفقروا العباد، لا تساوم على مصالح الوطن، وترهن ثرواته وفقا لمصالحها الحزبية، بعيدة عن الإملاءات الخارجية التي تهدد وحدة الوطن وتفرق بين أبنائه.
ما لم يتحقق أنجاز على الأرض يلامس طموح المواطن، فستبقى النوايا الطيبة حبيسة في صدور أصحابها، لا تغني ولا تسمن من جوع، وعلى عبد المهدي أن يثبت صدق نواياه، ويحولها الى مشاريع نجاح على أرض الواقع.



#ثامر_الحجامي (هاشتاغ)       Thamer_Alhechami#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنقذوا البصرة من الغرق !
- الناقة التي تحمل ذهبا
- الخروج من النفق المظلم
- هولاكو لم يدخل بغداد
- أمطار سياسية
- الإمتحان الصعب
- لسنا بحاجة الى فتوى
- عيد من وهم
- العراق يدشن طريق الحرير
- عقد شرعي بدلا من الزواج الكاثوليكي
- متى نفرح بالمطر ؟
- حكومة عبد المهدي وتحدي المليشيات
- حكومة حسنة ملص !
- ليلة القبض على حزب الدعوة
- كل الأعوام تختلف إلا في العراق متشابهة
- هذه المرة تختلف
- محمد باقر الحكيم عدو حزب الدعوة
- ليلة الولادة أم الإجهاض !
- العرب والصراع الروماني الساساني


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثامر الحجامي - النوايا الطيبة وحدها لا تكفي