أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثامر الحجامي - أنقذوا البصرة من الغرق !














المزيد.....

أنقذوا البصرة من الغرق !


ثامر الحجامي
كاتب

(Thamer Alhechami)


الحوار المتمدن-العدد: 6091 - 2018 / 12 / 22 - 20:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يحكي لنا التاريخ عن مدينة إسطورية تدعى " أتلانتس "، يحكمها الملك الأغريقي " نبتون " وزوجته "كليتو"، الذي أنجب منها عشرة أبناء متقاربين في السن، ومن يحمل إسم أتلانتس من هؤلاء الأبناء العشرة، يصبح ملك الجزيرة الموجودة في المنتصف، بينما الأخوة التسعة؛ يكونون حكاما على الجزر التسعة الأخرى، التي تحيط بالجزيرة على شكل دائرة.
كان ملوك أتلانتس وشعبها من سلالة واحدة، يعيشون في مملكة غنية ورائعة، لكن دوام الحال من المحال، فالسعادة والرخاء بدأت تتحول الى بؤس وشقاء، بسبب حدوث وقائع فساد ضخمة عانى منها الناس، بعد نهاية العصر الذهبي للمدينة، وبسبب كثرة الفساد الذي ولد التناحر والصراع بين أبناء المملكة، فقد هجم الأثينيون عليها وأصبحت تحت حكمهم في نهاية المطاف.
يبدو إن عقوبة هذه المدينة، لم تتوقف عند هذا الحد فحسب، فقد قررت آلهة مدينة أتلانتس معاقبتهم على ما إرتكبوه من مفاسد، فأوقعت فيهم الكارثة ! وأغرقت المدينة في المحيط، جاعلة إياه أثرا بعد عين، بل لم يبق لها أثر حتى، جزاء لهم على أفعالهم.
البصرة ليست مدينة عادية، فحجم الثروات النفطية التي تمتكلها هو الأكبر في العراق، بل ربما في المنطقة الإقليمية كلها، فيها الموانئ البحرية التي تمثل خط تجارة طريق الحرير في الماضي وربما في المستقبل، رغم إن أهم موانئها لم ينجز الى الآن، بسبب إرادات داخلية ودولية، تحادد دولا مهمة في المنطقة هما الكويت وإيران، وتمثل معبرا تجاريا مهما مع هذه الدول، إضافة الى إمتلاك البصرة الثروات الغازية، وتنوعها السكاني المشابه لتنوع المجتمع العراقي.
تناوب الأخوة على حكم البصرة، بدءا من حزب الفضيلة ثم حزب الدعوة تبعهم المجلس الأعلى، ومن ثم تيار الحكمة الذي رشح محافظا قال عنه إنه مستقل، ما لبث إن تحول الى إئتلاف النصر الذي رشح معه في الانتخابات البرلمانية، حاصلا على مقعد نيابي، لكنه رغم خروج المظاهرات المطالبة بالخدمات، وعلى إثرها إحرق منزله، ما زال مصرا على التمسك بمنصبه، متجاهلا حجم المشاكل الكبيرة التي تضرب بالبصرة، والتي وقف عاجزا أمامها، متخذا موقف المتفرج.
كان المتوقع للبصرة أن تكون مدينة الرخاء والجمال، وأن تضاهي في عمرانها وتطورها أرقى المدن في المنطقة، لكن أيام الوفرة المالية مرت على هذه المدينة ولم تر منها شيئا، فحين كان محافظها من كتلة الحكومة المركزية، توفرت لها أموال كثيرة لم تستفد منها، وأغلب المشاريع التي تم إنشائها لم تلبي طموح المواطن، أو إنها إندثرت بسبب الفساد المالي والإداري، وحين أتى محافظ من كتلة تختلف عطلت أهم المشاريع، وهو مشروع البتردولار ومشروع البصرة عاصمة العراق الإقتصادية.
أغلب البصريين أضاع البوصلة، وعصفت به رياح الخلافات السياسية، أو تم تجنيده من قبل الأحزاب الحاكمة، وصاروا نارا للصراع بينها تشعلهم متى ما أرادت، فصارت البصرة ملعبا للقتال وساحة للحرب، وممرا للأجندات الخارجية التي تريد الفوضى، الجميع يريد كسر الجميع، بعيدا عن مصلحة البصرة وأهلها، ودون التفكير في عواقب ما سيحدث إذا إستمر الصراع على حاله.
لا بد لأهل البصرة من إيجاد حلول لما تعانيه المحافظة، والتفاعل مع المبادرات الوطنية الهادفة الى حل مشاكل البصرة، بعيدا عن التخندقات السياسية، وصفقات الغرف المظلمة، والأجندات الخارجية، والمشاركة في تعديل المسار وتصحيح أوضاع البصرة، قبل أن تصبح مثل أتلانتس وتغرق في مياه الخليج.



#ثامر_الحجامي (هاشتاغ)       Thamer_Alhechami#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الناقة التي تحمل ذهبا
- الخروج من النفق المظلم
- هولاكو لم يدخل بغداد
- أمطار سياسية
- الإمتحان الصعب
- لسنا بحاجة الى فتوى
- عيد من وهم
- العراق يدشن طريق الحرير
- عقد شرعي بدلا من الزواج الكاثوليكي
- متى نفرح بالمطر ؟
- حكومة عبد المهدي وتحدي المليشيات
- حكومة حسنة ملص !
- ليلة القبض على حزب الدعوة
- كل الأعوام تختلف إلا في العراق متشابهة
- هذه المرة تختلف
- محمد باقر الحكيم عدو حزب الدعوة
- ليلة الولادة أم الإجهاض !
- العرب والصراع الروماني الساساني


المزيد.....




- هل ستقصف إيران مجددًا؟ شاهد كيف رد ترامب على سؤال صحفية بشأن ...
- -مستعدون لجولة مفاوضات جديدة مع كييف-.. بوتين: زيادة إنفاق ا ...
- وسط مشاعر الخوف والحزن.. مطالبات بالكشف عن مصير نساء علويات ...
- إيران تدافع عن -حقها المشروع- في الرد على الضربات وتصف نواي ...
- المخدرات في أكياس الطحين.. الرصاص يسبق الخبز في قطاع غزة
- المحكمة العليا الأمريكية تقيد صلاحيات القضاء الفيدرالي في ان ...
- نتنياهو يفقد الزخم وإنجازات الحرب لا تسعفه
- عشرات الآلاف في مظاهرات عدة باليمن وموريتانيا والمغرب نصرة ل ...
- اتفاق سلام ينهي صراع 30 عاما بين رواندا والكونغو الديمقراطية ...
- الأوروبيون بين المطاوعة داخل حلف الناتو والبحث عن بدائل خارج ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثامر الحجامي - أنقذوا البصرة من الغرق !