أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثامر الحجامي - الخروج من النفق المظلم














المزيد.....

الخروج من النفق المظلم


ثامر الحجامي
كاتب

(Thamer Alhechami)


الحوار المتمدن-العدد: 6085 - 2018 / 12 / 16 - 00:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إحتفل العراقيون بمرور عام على نصرهم الكبير، بعد أن خاضوا حربا مريرة إستمرت أربع سنوات، قدموا فيها دماء طاهرة ملأ عبيطها صحراء الأنبار، وجبال مكحول وحمرين وأودية حوران وكركوك وهضاب ديالى والموصل وجبال سنجار، وشوارع تكريت والفلوجة وتلعفر، فكانت معركة لم يشهد التاريخ لها مثيلا.
إجتمعت عوامل عدة؛ خارجية وداخلية، في أن يكون العراق جزءا من منظومة التغيير الجيوسياسية في الشرق الأوسط، الذي عصف به أعصار سياسي - إرهابي أدى الى تغيرات كبرى، في شكل الأنظمة السياسية الحاكمة في هذه المنطقة، صاحبها ظهور حركات متطرفة، إستخدمت العنف والإرهاب في فرض سيطرتها وبسط نفوذها، في بعض الدول التي أصابها التغيير، فكان نتيجة ذلك فوضى ودمار وقتل وتشريد، وعدم الإستقرار الى يومنا هذا.
دخل العراق دوامة الإرهاب منذ وقت مبكر، فالتغيير السياسي بعد عام 2003 والطبيعة الإجتماعية المتنوعة، والفشل في إدارة الدولة العراقية، والتعامل مع الظروف السياسية العاصفة التي كانت تحيط بها، إضافة الى إن العراق أصبح مسرحا للصراع الدولي، كل هذه العوامل وفرت أرضا خصبة لزراعة التطرف والصراعات الطائفية، التي كان يخمد جمرها في فترة، ثم يتطاير شررها في فترة أخرى، وصولا لعام 2014 ودخول العراق في نفق مظلم لا تعرف نهايته، بعد أن إجتاحته رياح سوداء عاتية.
ضربت صواعق الإرهاب بكل قوة، فأصبحت مدن كبرى تحت سيطرة زمر داعش، فالموصل صارت عاصمة لدولتهم الإسلامية المزعومة، تبعتها مدن صلاح الدين والرمادي، وقسم من مناطق ديالى وكركوك، وأصبح الإرهابيون على أطراف بغداد مهددين قلبها في أي لحظة، وإستعانت هذه المجاميع الإرهابية بدعم خارجي وفر لها الأموال والأسلحة والدعم الإعلامي، فيما وفرت لها البيئة الحاضنة - المهيأة سلفا - آلاف المقاتلين المتمرسين ودعم لوجستي منقطع النظير.
منظومة سياسية متصارعة فيما بينها، مؤسسة عسكرية مفككة، تركت أسلحتها نهبا لعصابات داعش، منظومة دولية إما داعمة للإرهاب، أو غضت الطرف عما يجري، تمهيدا للتغييرات السياسية التي ستحدث، شعب فقد الثقة بالمتصدين وربما حتى في نفسه، فلم يحرك ساكنا تجاه الخطر المحدق به، فكان الأمر يحتاج الى صدمة كبرى، تجعل الجميع يفيقون من الغفلة التي هم فيها وينتبهون لأنفسهم، يتداركون أوضاعهم يلملمون شتاتهم، على أمل تقليل الأضرار الحاصلة الى أقل ما يمكن.
جاءت اللحظة الحاسمة التي إستنفرت الطاقات الكامنة، وجعلت الجماهير تنفض الغبار عنها وتقف بوجه الإعصار القادم، تتحد فيما بينها بعيدا عن الحسابات الطائفية والقومية، ترد الشر القادم بكل قوة وتنازله منازلة كبرى، كانت هي الأشرس والأصعب على مر التاريخ، بأهدافها وإمكاناتها المادية والمعنوية، وحجم الجرائم التي إرتكبتها بين قتل وتهجير وتهديم وسبي وقطع رؤوس، لكن إرادة العراقيين قالت قولتها، وأنتصر العراقيون على أعداء الحياة والحرية والسلام، وسطرت القوات العراقية والحشد الشعبي بطولات قل نظيرها، لم يشهد العالم مثيلا لها في الإيثار والفداء والتضحية.
عوامل عدة إجتمعت؛ جعلت النصر العراقي باهرا على عصابات داعش، وحررت أراضيه ومدنه، كان في مقدمتها فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقها السيد السيستاني، والتلبية الكبيرة لها من العراقيين بأعداد مليونية، من مختلف الطوائف والمكونات، وتغير الروح المعنوية والأسلوب القتالي للقوات العسكرية العراقية بمختلف فصائلها، والإشراف المباشر من قبل قيادات جديدة متمرسة على مجرى العمليات على الأرض، والطابع الإنساني الذي حملته معارك التحرير.
لا ننسى أن الدور الأبرز كان للشعب العراقي، الذي توحد بكافة مكوناته وطوائفه، مؤمنا بالقضية التي يقاتل من أجلها، موفرا كافة وسائل الدعم للقوات المقاتلة، وللعوائل النازحة التي شردها الارهاب، فتجسدت ملحمة كبرى أجهضت مخططات عالمية، وجعلت العراق موطنا للشمس وبلادا للحرية.



#ثامر_الحجامي (هاشتاغ)       Thamer_Alhechami#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هولاكو لم يدخل بغداد
- أمطار سياسية
- الإمتحان الصعب
- لسنا بحاجة الى فتوى
- عيد من وهم
- العراق يدشن طريق الحرير
- عقد شرعي بدلا من الزواج الكاثوليكي
- متى نفرح بالمطر ؟
- حكومة عبد المهدي وتحدي المليشيات
- حكومة حسنة ملص !
- ليلة القبض على حزب الدعوة
- كل الأعوام تختلف إلا في العراق متشابهة
- هذه المرة تختلف
- محمد باقر الحكيم عدو حزب الدعوة
- ليلة الولادة أم الإجهاض !
- العرب والصراع الروماني الساساني


المزيد.....




- روسيا تحشد 110 آلاف جندي قرب مدينة أوكرانية استراتيجية وفقا ...
- رأي.. عمر حرقوص يكتب: لبنان المتحارب بين -أهلَين-.. صواريخ - ...
- بي بي سي داخل مبنى التلفزيون الحكومي الإيراني الذي تعرض لقصف ...
- إيران تُشيّع جثامين قادة عسكريين وعلماء نوويين قتلوا في المو ...
- السودان: البرهان يستجيب لهدنة إنسانية في الفاشر لمدة أسبوع
- تحوّل في خيارات التعليم بالصين: الشباب يصطفّون للانضمام إلى ...
- النمسا: عواصف قوية وبَرَد كثيف يشلّان مهرجانًا شهيرًا
- عراقجي يقول إن الإيرانيين -لم يستسلموا- والحوثيون يعلنون إطل ...
- صحف عالمية: إسرائيل تفشل إستراتيجيا بغزة وداخليا بعد حرب إير ...
- إعلام إسرائيلي: ما ندفعه من أثمان بغزة لا يستوعبه عقل وجنودن ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثامر الحجامي - الخروج من النفق المظلم