أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثامر الحجامي - لسنا بحاجة الى فتوى














المزيد.....

لسنا بحاجة الى فتوى


ثامر الحجامي
كاتب

(Thamer Alhechami)


الحوار المتمدن-العدد: 6068 - 2018 / 11 / 29 - 18:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إجتاحت سيول الإرهاب أرض العراق، فجرفت خيراته وأغرقت بيوت أهله ودمرت مدنه العامرة، وأمطرت الغيوم السوداء وابلا من رصاص الموت، وحمم القتل والتهجير والتنكيل، وقلعت أعاصير الخوف أشجاره الخضراء، وسالت في أوديته الدماء، وتعالت صرخات الرعب، وسمعت السماء صرخات الأطفال والنساء.
جاء صوت هادر من النجف، مزيلا من القلوب الخوف، بعد إن كانت ترتجف، شاحذا الهمم، معلنا النفير العام لإنقاذ الغرقى ولم الشتات، فصحا الجميع من السبات، وإنتبهوا لما حل بهم وما سيجري عليهم، إن لم يتعاونوا على صد السيل القادم إليهم، فإنفجر بركان الرجولة، ونبض عرق البطولة، وإصطفت قوى الخير في إغلاق منابع الشر، وصدت سواتر الحق سيول الخداع والمكر، وفتحت القلوب لتكون مأوى للمشردين، وتسابقت للشهادة أقدام المجاهدين، فإنقشعت غمائم الموت، وأعلن النصر على طوفان الإرهاب والقتل والغدر.
ملحمة كبرى دامت أربع سنين، سطر فيها العراقيون بطولات لم يعرف التاريخ لها نظيرا، تعلم العالم دروسا في الشجاعة والإباء والصمود ، وشهدت الأمة ملحمة في التعاون والتراحم لم يذكرها التاريخ من قبل، فكانت بيوت أهل الجنوب مفتوحة على مصراعيها لأبناء الشمال، والفقراء يقطعون اللقمة من أفواههم ليرسلوها الى المقاتلين على السواتر، ومواكب الدعم والخدمة تسابق المجاهدين في خدمة سكان المناطق المحررة، وتشكلت جماعات وفرق لتقديم أنواع الخدمات، والقيام بشتى المهمات، وصار المجتمع العراقي موحدا متماسكا بوجه الخطر الداهم حتى زال وولى الى غير رجعة.
يتعرض العراق الى سيول من الأمطار والفياضانات، لم يشهدها خلال السنين الماضية، أدت الى غرق مدن بأكملها مثلما حصل في محافظات ديالى والموصل وواسط، راح فيها بعض الضحايا، إضافة الى تهديم المنازل، وجلاء كثير من الأهالي الذين أصبحوا بلا مأوى يسكنون العراء، وسط الأمطار والرياح العاتية، وبحيرات من مياه الأمطار التي تحيط بهم، وسط جهود كبيرة تقوم بها الحكومات المحلية، في المناطق التي تعرضت الى الفياضانات، إضافة الى دعم الحكومة المركزية، ولكن ما ينقصها هو غياب التفاعل الشعبي أو ضعفه مع هذه الأحداث التي ربما ستتكرر في الأيام القادمة.
على الفعاليات الاجتماعية، ومواكب الدعم والخدمة، ومنظمات المجتمع المدني، وشرائح المجتمع العراقي كافة، أن تتفاعل مع ما حصل في الشرقاط وبدرة والكوت، وبعض مناطق ديالى وكركوك، من غرق للبيوت وتشريد للأهالي بسبب الأمطار والسيول، وأن تهرع لنجدتهم، والمساهمة في تخفيف ما يتعرضون له، فلا يمكن أن تنتهي التجربة التي أعادت العراق للحياة بعد أن تناهشته غربان الموت، ولن يحتاج العراقيون لفتوى أخرى من أجل خدمة وطنهم وأهله.



#ثامر_الحجامي (هاشتاغ)       Thamer_Alhechami#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيد من وهم
- العراق يدشن طريق الحرير
- عقد شرعي بدلا من الزواج الكاثوليكي
- متى نفرح بالمطر ؟
- حكومة عبد المهدي وتحدي المليشيات
- حكومة حسنة ملص !
- ليلة القبض على حزب الدعوة
- كل الأعوام تختلف إلا في العراق متشابهة
- هذه المرة تختلف
- محمد باقر الحكيم عدو حزب الدعوة
- ليلة الولادة أم الإجهاض !
- العرب والصراع الروماني الساساني


المزيد.....




- زيلينسكي يعلن عن ترشيحات لـ-أكبر تعديل وزاري- تشهده أوكرانيا ...
- ترامب يوضح آخر التطورات بشأن -مفاوضات غزة-
- بعد معركة طويلة.. والدة الناشط علاء عبد الفتاح تنهي إضرابها ...
- إسبانيا تفكك شبكة دولية لتهريب المخدرات بين مدريد وأنقرة
- نشطاء: الدعم السريع قتل حوالي 300 بشمال كردفان منذ السبت
- جيش لبنان يعلن تفكيك أحد أضخم معامل الكبتاغون قرب حدود سوريا ...
- 9 قتلى وعشرات المصابين بحريق مركز رعاية مسنين في أميركا
- مليشيا -الشفتة- الإثيوبية تهاجم وتنهب 3 قرى سودانية حدودية
- خبير عسكري: المقاومة أجبرت الاحتلال على التحول من الهجوم للد ...
- بين -المهمة المستحيلة- و-فورمولا 1?.. توم كروز وبراد بيت في ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثامر الحجامي - لسنا بحاجة الى فتوى