أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثامر الحجامي - ليلة القبض على حزب الدعوة














المزيد.....

ليلة القبض على حزب الدعوة


ثامر الحجامي
كاتب

(Thamer Alhechami)


الحوار المتمدن-العدد: 6013 - 2018 / 10 / 4 - 09:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حسين رخيص؛ من لا يعرف قصة ذلك الجنوبي؟، حيث تجسدت فيها معاني الغيرة والإباء والحمية، التي حملتها تلك الشخصية البسيطة، حين لم تتراجع في مواقف العزة والكرامة، ولم ترهب حشود الباطل، وتتنازل عن مبادئها التي تربت عليها.
لقد كان حسين رخيص عريفا في صفوف الجيش، إبان الإحتلال البريطاني للعراق، رجلا جنوبيا من أهل الناصرية ربما لم يكن يجيد القراءة والكتابة، ولكنه حفر إسمه في صفحات التاريخ، وأصبح رمزا للرجولة لأجيال تتوارث قصته البطولية ووقوفه بكل شجاعة ضد الباطل.
لقد شاهد العريف حسين رخيص، ضابط الجيش البريطاني " جيفرسون " وهو يتحرش بإمرأة من أهالي الناصرية ! محاولا الإعتداء عليها برفقة حمايته، عندها إهتز كيان رخيص وغلت الدماء في عروقه، وحضرته حكايات دواوين القصب عن الغيرة، وأهازيج أهل الهور عن الحمية، ودفاع الرجال الأفذاذ عن أعراضهم.
كان يمكن لحسين رخيص أن يطرق برأسه الى الأرض، وكأن شيئا لم يكن، ويحفظ منصبه ومرتبه، ويتعامل مع الحادثة وكأن شيئا لم يكن، فالذي أمامه ضابط في جيش يحكم العالم، ومملكته لا تغيب عنها الشمس، ولكن جن المروءة، وشيطان الغيرة، تغلبا عليه فأخرج مسدسه وأطلق النار على جيفرسون فأرداه قتيلا ولاذ حمايته بالفرار.
أضطر حسين رخيص أن يدفع ثمن غيرته وشجاعته، فتشرد في القرى والمدن، وهرب الى الكويت فترة، لكنه عاد الى الوطن، فألقى الإنكليز القبض عليه وأعدم، لكن أهل الناصرية قاموا بتكريمه بأن نصبوا له تمثالا كبيرا على شاطئ الفرات وهو ممسك بمسدسه وتحت قدمه ممد تمثال جيفرسون، دلالة على غيرة وكبرياء أهل الجنوب التي حطمت غطرسه المستعمر البريطاني.
بعد عام 2003 ودخول قوات الإحتلال الى العراق، توجهوا الى تمثال حسين رخيص، وأقنعوا السكان بإنهم سوف يقومون بصيانته، فأزالوا تمثال جيفرسون وبقى تمثال حسين رخيص وحده واقفا الى يومنا هذا، محاولين طمس تاريخ أمة، وإلغاء هوية شعب، تربى على العزة والكرامة والإباء.
ليس تمثال جيفرسون من أزاله الإحتلال، بل حاولوا تثبيت كيان سياسي في إدارة العراق تابع لهم، ينهل من أفكارهم، ممسكين بخيوطه يحركونها كيفما أرادوا، يدعى الإسلامية وما هو منها، يدعي الزهد والعفاف، وهو يمارس أبشع أشكال الفساد والسرقة، يدعي الحفاظ على وحدة الوطن، وهو يمارس أبشع أساليب التقسيم تحت أعذار طائفية وإجتماعية.
صنع هذا الكيان السياسي حكومتين، واحدة تتصارع عليها الأحزاب المشاركة في العملية السياسية، والتي يتزعمها منذ 15 سنة، وأخرى حكومة ظل خالصة له لا يستطيع أحد الاقتراب منها، تسيطر على أموال العراق وإعلامه وأمنه وأغلب مفاصل المهمة، تحتوي على أعداد كبيرة من وكلاء الوزارات والمستشارين والمدراء العامين، يصل عددهم الى 3 آلاف شخص.
شهدت ليلة الثاني من أكتوبر، حدثا كبيرا في تاريخ العملية السياسية في العراق، حيث انتهت معها حقبة الدعوة لثلاث دورات متتالية، شهد العراق فيها، حوادث لم يشهدها العالم مجتمعا، تسلم زمام الأمر هذه المرة أحد أحفاد حسين رخيص وأبن مدينته، فهل سيسدد المسدس الى رأس جيفرسون؟.



#ثامر_الحجامي (هاشتاغ)       Thamer_Alhechami#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل الأعوام تختلف إلا في العراق متشابهة
- هذه المرة تختلف
- محمد باقر الحكيم عدو حزب الدعوة
- ليلة الولادة أم الإجهاض !
- العرب والصراع الروماني الساساني


المزيد.....




- كوريا الشمالية تُعلّق على ضربات أمريكا لمنشآت نووية إيرانية ...
- شاهد.. طاقم CNN يضطر للإخلاء أثناء البث المباشر تزامنًا مع إ ...
- رحلة اللقالق تحت المجهر: رومانيا تطلق مشروعًا علميًا فريدًا ...
- أهداف الناتو الجديدة أعباء وتحديات جديدة للجيش الألماني
- خبراء يحذرون من -سلبيات- العمل قبل السابعة صباحاً!
- 7 بدائل طبيعية للسكر تقلل استهلاكك دون التخلي عن حلاوة المذا ...
- قائد الجيش الإيراني: نقاتل اليوم من أجل النصر
- شمخاني يؤكد: اليورانيوم الإيراني المخصب لا يزال موجودا
- عراقجي يجري في موسكو محادثات -جادة ومهمة- مع بوتين
- واشنطن تحذر رعاياها بالداخل والخارج وتقلص بعثتيها في لبنان و ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثامر الحجامي - ليلة القبض على حزب الدعوة