أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عساسي عبدالحميد - ليليان؛ امرأة من نينوى تتحدث عن يسوع المتواضع.














المزيد.....

ليليان؛ امرأة من نينوى تتحدث عن يسوع المتواضع.


عساسي عبدالحميد

الحوار المتمدن-العدد: 6096 - 2018 / 12 / 27 - 16:42
المحور: الادب والفن
    


كنت في ميعة الصبا عندما رافقت جدتي لزيارة الهيكل في عيد الفصح ؛ سرنا في قافلة الميديين نحو مصر عبر أورشليم ؛ وكان كل الشعب في نينوى يتحدث عن نبي قام في اليهودية اسمه يسوع الناصري ...
.
لقد شاهدت يسوع الناصري مع الجموع وهو يدخل مع تلامذته أورشليم ؛ وكانت الجموع تهتف باسمه في مشهد عظيم؛ فالشعب قد سئم من جور الرومان ومن رياء كهنة السنهدريم .
.
كان وجه يسوع مشرقا كنور الفجر الذي يضع قبلة دافئة على تلة منسية؛ وكانت عيناه ضاحكتين كقمر بهي في ليل ساكن؛ أما ابتسامته فقد كانت شافية كالبلسم على جريح متعب .
.
يقول أعدائه أنه كان متعجرفا يزدري الشريعة و يتمنى خراب الهيكل ؛ لكنه في الحقيقة كان وديعا ومتواضع القلب ينحني ليحمل نير المتعبين والثقيلي الأحمال .
.
والحق الحق أقول؛ أن يسوع الناصري ولد متواضعا ؛ فقد كان مهده مذودا في حظيرة البقر في بيت لحم ولحافه تبنا و قشا يابسا ؛ و رغم هذا جاءه زوار من الشرق ليسجدوا له و يطرحوا امامه ذهبا ومرا ولبانا ...
.
يسوع تواضع امام يوحنا المعمدان ليغطس في نهر الأردن كباقي الشعب ؛ قبل ان يقدمه المعمدان كحمل الله الوديع .
يسوع هذا الاتي من ناصرة الجليل دخل اورشليم متواضعا راكبا على جحش ؛ فهتف له الشعب الهوشعهنا وفرش له الثوب و سعف النخل كملك ظافر والحق انه كان أكثر من ملك.
.
يسوع مات متواضعا على خشبة الصليب بين لصين وكان يغفر للمسيئين اليه ؛ لكنه بالموت غلب الموت و اعطى اتباعه قيامة جديدة ليكونوا كاملين مثلما هو ابونا السماوي كامل ..
.
يقول أعدائه انه كان آفاقا يطرق أبواب الولائم؛ وأنه كان يزدري العمل و يحرض الناس على ترك أشغالهم واتباعه ؛ فقد ترك النجارة ورمى بالمنشار و الازميل و حرض صيادي الجليل على ترك قواربهم و شباكهم و اتباعه؛ و سحر متى العشار بكلمة واحدة: اتبعني " ....
.
والحق الحق اقول ان يسوع كان محبا للعمل ؛ لكنه كان عليه هو بالذات ان يترك حرفة النجارة ليتفرغ لبناء المملكة العظمى؛ وكان حريا بمن يريدون ان يكونوا بجنبه أن يتركوا شباك الصيد وقواربهم على شاطئ طبرية وسجلات التعشير والمحاريث ليكونوا سواري و اساسات بنيان المملكة العظمى ..
.
ألم تكن امثلة يسوع تتحدث عن الزارع المجد الذي يودع بذوره قلب الأرض لينتظر سنابل الصيف الممتلئة؟ ؛ و عن الكرام المعتني بدواليه ليجني الغلال ؟؟؛ الم يثني يسوع على الراعي الحريص على حملانه في المرعى و الحظيرة؛ والبناءون الذين يضعون اساس البيت على صخر قوي ثابت ؛...لقد مجد يسوع كل هؤلاء و باركهم باسم الآب.
.
كان يسوع عاشقا لسنابل الحقل المتمايلة على عزف الريح ؛ و عناقيد العنب المتدلية في الكرم كثريات القصور ؛ و عاشقا للمعصرة واغاني الكرامين؛ وللحملان الوديعة على جنبات المروج قرب الجداول المترنمة.
.
ان ذكرى يسوع المتواضع ما زالت تملئ قلبي بعبقها الغير المنسي ؛ فما زال الى اليوم يحمل طستا ومنشفة ليغسل ارجلنا جميعا برفق متناه من غبار الطريق القديم كما تغسل الأم الرءوم أرجل صغارها على العائدين مع الغروب من الحقول .
.
وحتى الساعة ما زال الناصري العجيب يلمس بيديه الحانيتين أعيننا لنرى الحياة بنور الرب؛ و يحيينا نحن الأموات لنكون معه في ملخوت الشماييم ؛ ويبرئنا نحن المفلوجون لنحمل فراشنا و نمشي معهه بثبات على طريق الحق والحياة ؛ وما زال يملئ خوابينا بخمرة قانا المعتقة المنعشة لكي نفرح ونرتل تنريمته العذبة الرقيقة..
.
انه يسوع المتواضع الذي رسم على شفاهنا انشودة الحياة الخالدة؛ لنرددها على ايقاعاته الرفيعة مع جداول الربيع المترنمة وصيفنا المغدق؛ و خريفنا المتأمل و شتائنا الحالم ..يسوع الذي بكى بحرقة على ابواب أورشليم متمنيا لو يضم جميع الناس كما تضم الدجاجة صيصانها ...
انه يسوع الآتي من ناصرة الجليل الذي فجر لنا ينبوع الحياة ومنحنا خبز السماء حتى لا نعطش او نجوع؛ و قد صنع كل هذا بتواضع يفوق حد الوصف .



#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خاشقجي ؛ كان يخطط لربيع سعودي.
- ولي العهد السعودي يقدم العزاء لابن خاشقجي ,
- خطة جر السعودية وايران للاقتتال
- فروة الدب الداشر.
- من دخل قنصلية ابن سلمان فهو آمن .
- من وراء اغتيال جمال قاشقجي؟؟ = ج 2 =
- من وراء اغتيال جمال قاشقجي؟
- اختطاف المعارض السعودي جمال الخاشقجي .
- استير ؛ أخت يهوذا الأسخريوطي....
- نبوءة ابيض الحاجبين .
- لطميات البصرة في ليل حارق.
- حثالة الآلهة
- صلاة مجدي عبدالغني في روسيا.
- غضبة حاكم قمعستان
- أقباط في طور الذوبان .
- رفقة ؛ ابنة زكا العشار؛ وذكرى الجميزة.
- أقباط مصر المضطهدين .
- الأقباط خطر على الأمن القومي المصري
- صفية بنت حيي اليهودية و دميانة بنت جرجس القبطية
- طائرة محمد صلاح روسيا 2018....


المزيد.....




- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...
- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...
- فنانون سوريون ينعون ضحايا تفجير كنيسة مار إلياس
- المفكر الإيراني حميد دباشي.. التصورات الغربية عن الهوية الإي ...
- فيلم -باليرينا-.. درس جديد في تصميم الأكشن على طريقة -جون وي ...
- التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عساسي عبدالحميد - ليليان؛ امرأة من نينوى تتحدث عن يسوع المتواضع.