أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عساسي عبدالحميد - استير ؛ أخت يهوذا الأسخريوطي....














المزيد.....

استير ؛ أخت يهوذا الأسخريوطي....


عساسي عبدالحميد

الحوار المتمدن-العدد: 5966 - 2018 / 8 / 17 - 14:56
المحور: الادب والفن
    


ن أردتم أن أحدثكم عن أخي يهوذا؛ ذاك الذي رسم قبلة حارة على وجنة يسوع في الجثسيماني؛ فدعوني هنيهة ألملم شتات أفكاري؛ و أسترجع بعضا من أنفاسي؛ لأن الحزن ما زال يسكنني و يقطع أوصال قلبي كسكين حادة كلما تذكرت أخي الحبيب ؛ أو كلما مررت من وادي هنوم الرهيب قرب حقل دما حيث رمى يهوذا بنفسه من مرتفع شاهق بعد أن طرح الثلاثين من الفضة في الهيكل.
.
كان أخي يهوذا في صغره يحضر لي قصب الخيزران لأصنع منها عرائس البوريم؛ و يصنع لي أيضا تيجانا من زنابق الحقل وأزاهر شارون ؛وكان يلاعبنا نحن إخوته و يردد على مسامعنا المزامير بصوت جميل ؛ و يقص علينا ملاحم الملك داوود و قورش العظيم وموسى النبي .
.
كان أخي مطيعا و خدوما لوالديه؛ وما زلت أذكر وهو يساعد أبي في بناء خيمة عيد المظال؛ أو عندما كنا نرافقه لكرمنا بوادي الصفصاف في موسم القطاف وعصر العنب ؛ وكنت افتخر بذلك وسط بنات قريوت و سائر اليهودية خاصة بعد ان صار أخي من أتباع يسوع الناصري.
.
نعم ؛لقد تبع أخي يهوذا يسوع بحماس منقطع النظير؛ تماما كما فعل بطرس و يوحنا و توما و غيره من شباب اليهودية والجليل الذي حملوا كلمة يسوع الى أمم المسكونة بينما كان قدر أخي يهودا أقسى من تجرع السم ..
.
لقد حرمت على نفسي حضور الفصح في أورشليم و الذهاب الى الهيكل لأن الشعب يشير إلي قائلا؛ هذه أخت من سلم يسوع الناصري لكي يصلب على تلة الجلجثة ؛ لقد صرت أشبه بثامار ابنة داوود التي وضعت رماد العار فوق رأسها ؛ بل مصيبة ثامار أهون من مصيبتي أنا.
.
كنت أنا و أمي مع الجموع الهاتفة بالهوشعنا على أبواب أورشليم في الفصح الأخير ليسوع؛ حيث فرشنا له سعف النخيل و اطراف أثوابنا؛ يومها استقبلناه كملك محرر مخلص؛ وكنت فرحة بأخي وهو في موكب يسوع وهو يدخل أورشليم؛ و الحق أقول أني كنت أطيل النظر في أخي يهوذا أكثر من إطالتي في الناصري وهو راكب على جحش ابن أتان و الجموع تهتف هوشعنا لابن داوود.
.
كان أخي يثق بيسوع؛ ويقول لي دائما إن هذا الآتي من ناصرة الجليل سيعيد المجد لمملكة داوود ؛ فهذا الذي يرتعد الموت من أمامه؛ وتفر الأسقام و الأرواح الشريرة من نظراته؛ قادر على دحر روما وكل أعداء اسرائيل .
.
كان أخي يريد مواجهة صريحة بين يسوع و أعدائه ؛ و لهذا رسم قبلة على خد معلمه ظنا منه أن يسوع سيقضي على قادة روما و شيوخ السنهدريم بكلمة واحدة؛ أو بسوط ناري قاصم من السماء .
.
و الحق الحق أقول؛ لقد انتصر الناصري على روما و السنهدريم حتى وهو على الصليب متوجا بشوك السدر والعوسج ؛يومها تمخضت الأرض بموتاها و اكفهرت السماء و أبرقت و تمزق ستار الهيكل.
لقد صار اليوم ليسوع جيش سيجتاز به نهر الأردن و اسوار اريحا؛ وسيعبر تلال فيلادلفيا وما وراء أنطاكيا؛ لينتصر على جميع الجبابرة والقياصرة بقوة الكلمة الحية..
.
صدقوني لم يكن أخي يهوذا شريرا أو قاطع طريق ؛ بل كان محبا ليسوع و عاشقا لليهودية وعطوفا على بني جلدته.
.
واليوم وقد مرت سنون عديدة على حادثة الجثسيماني ؛ وكلما ذكرتني نسوة قريوت بقبلة أخي على خد يسوع إلا هرعت وانزويت لوحدي؛ لأبكي بكاء حارا مريرا و أسكب دموعا حارقة على أخي الحبيب يهوذا. ....



#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نبوءة ابيض الحاجبين .
- لطميات البصرة في ليل حارق.
- حثالة الآلهة
- صلاة مجدي عبدالغني في روسيا.
- غضبة حاكم قمعستان
- أقباط في طور الذوبان .
- رفقة ؛ ابنة زكا العشار؛ وذكرى الجميزة.
- أقباط مصر المضطهدين .
- الأقباط خطر على الأمن القومي المصري
- صفية بنت حيي اليهودية و دميانة بنت جرجس القبطية
- طائرة محمد صلاح روسيا 2018....
- جزية السعودية .
- الوهابية ؛ وحش يتقنع .
- إسرائيل في خطر.
- سلمان النكيحان يخاطب دونالد ترامب
- ايران 2018 على أجندة المافيا الدولية.
- دار المخزن عالية؛ فيها خوخة ودالية...
- آلهة قريش على حافة الانتحار.
- مملكة بني هاشم ؛ هل من دور مستقبلي؟؟
- الحجة الباهرة في ذبح أقباط مصر والقاهرة.


المزيد.....




- استبدال بوستر مهرجان -القاهرة السينمائي-.. ما علاقة قمة شرم ...
- سماع الأطفال الخدج أصوات أمهاتهم يسهم في تعزيز تطور المسارات ...
- -الريشة السوداء- لمحمد فتح الله.. عن فيليس ويتلي القصيدة الت ...
- العراق يستعيد 185 لوحا أثريا من بريطانيا
- ملتقى السرد العربي في الكويت يناقش تحديات القصة القصيرة
- الخلافات تهدد -شمس الزناتي 2-.. سلامة يلوّح بالقضاء وطاقم ال ...
- لماذا قد لا تشاهدون نسخة حية من فيلم -صائدو شياطين الكيبوب- ...
- محمد المعزوز يوقع روايته -أول النسيان- في أصيلة
- مهرجان كتارا الـ11 يواصل فعالياته بمشاركة نخبة من الروائيين ...
- مهرجان كتارا الـ11 يواصل فعالياته بمشاركة نخبة من الروائيين ...


المزيد.....

- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عساسي عبدالحميد - استير ؛ أخت يهوذا الأسخريوطي....