أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عساسي عبدالحميد - أقباط مصر المضطهدين .















المزيد.....

أقباط مصر المضطهدين .


عساسي عبدالحميد

الحوار المتمدن-العدد: 5881 - 2018 / 5 / 23 - 14:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما " تفجر كنيسة بأقباطها في غرة عيد مجيد؛ وتتلطخ سواريها و سقفها وأيقوناتها بدماء المصلين الأقباط الأبرياء.
.
عندما تختطف فتاة قبطية في عمر الزهور؛ و يتم تخديرها والتلاعب بعقلها؛ لتظهر فيما بعد متحجبة باسم جديد على قناة؛ وهي تشهر إسلامها متجردة من مشاعرها اتجاه قلب أمها المفجوع؛ ومتنكرة لأختها الحزينة التي اقتسمت معها لسنين غرفتها؛ و شاركتها لعبها وعرائسها؛ ورددتا معا ترانيم جميلة من قبيل يا من افتديتني ..... يا رب يا واحة وراحة ..... مبارك شعبي مصر و غيرها من الترانيم العذبة الرقيقة .
.
عندما يذبح قس في الشارع العام على إيقاع التكبير؛ ومت يا عدو الله؛ لا لشيء إلا أنه استفز المسلم القاتل بصليبه ولباسه الكهنوتي ؛ ثم بعدها يتم استخراج شهادة تفيد بعدم أهلية الجاني العقلية.
.
عندما ( ينتحر ) مجند قبطي داخل ثكنة بطلقة من طرف مسلم وتستخرج له هو الآخر شهادة الاختلال لتبرئته....
وسواء كان الضحية قسا أو مجندا أو صيدليا أو تاجرا ....فإنه حسب الشريعة الإسلامية لا يقتل مسلم بدم كافر ؛ فإن كان القتل خطأ فإنه يدفع نصف الدية؛ وان كان عمدا فيتم تغليظ الدية دون اللجوء إلى قتل القاتل ؛ أما اليوم وفي عصر السيسي الزاهر يتم استخراج شهادات الاختلال العقلي لتبرئة القاتل؛ وهذا لعمري اجتهاد عبقري فاق اجتهاد السلف الصالح؛ ويحسب للدولة السلفية التي يرأسها اليوم رئيس سلفي اسمه الحاج عب فتاح.
.
عندما نسمع شيخا أزهريا ينعت القبطي بفكاك المسلم من النار؛ و يدعو لهدم كنائس مصر مستشهدا بكتاب ( الحجة الباهرة في هدم كنائس مصر والقاهرة) وهو كتاب لشيخ الأزهر أحمد الدمنهوري الذي كانت مشيخته ما بين 1767 و 1776 .
.
عندما نسمع شيخ الأزهر وهو يصف عناصر تنظيم داعش بالتوحيديين الذين يحرم علينا تكفيرهم لأنهم يتخذون من مكة قبلة لصلاتهم .
عندما نرى ونسمع عن رجال أعمال و أصحاب شركات مثل المليونير محمد حسن خميس يرفض رفضا قاطعا تشغيل القبطي داخل شركاته في حين نجد رجل الأعمال نجيب ساويرس عنده 90 في المائة من المستخدمين مسلمين ؛ و عندما نسمع أيضا أن مدربين و رؤساء أندية رياضية تركبهم العفاريت عندما يتفحصون طلب طفل قبطي موهوب اسمه مينا أو جرجس يرغب بالانضمام للنادي أسوة بأصدقائه المسلمين في الحي أو المدرسة .
.
عندما يسمع كل العالم أنه قد تم تعرية سيدة قبطية وتوظيفها على صيحات المكبرين بين دروب و أزقة القرية؛ و تعلم فيما بعد أن كل هؤلاء المجرمين كانوا في الساعات الأولى عند مكاتب التصويت لمنح صوتهم للسيسي.
عندما نسمع ونرى كل هذا الكم من الجرائم ؛ تتردد على مسامعنا كلمات من قبيل : أبواب الجحيم لن تقدر عليها ..... مصر للمسيح ... وهي كلمات تخرج من باب التعزية ليحث فيها الأقباط بعضهم البعض على الإيمان والصمود و الصبر على حمل الصليب عبر درب جلجلة رهيب؛ صليب يحمله أقباط مصر قرابة 15 قرنا.
.
مصر للمسيح هي بالذات الكلمة التي كانت تستفز الشيخ متولي الشعرواي و تجعله يزبد ويلعن...و مصر للمسيح كان الشعراوي يرد عليها بكلمة مصر لله الواحد القهار و كنانة الله على أرضه ؛ وكان يقول ما دام النصارى لديهم مشروع تنصيري بمصر ؛ فمن واجبنا الشرعي كعلماء ورجال دين أن نتصدى لمشروعهم بمشروع جهادي ولن يكون مشروعنا أقل من الاستئصال؛
.
وبالفعل انخرط الشيخ الشعراوي سنة 1970 إلى جانب عناصر و قيادات أمنية مصرية وعلماء دين و مسؤولين بقطاعات ووزارت في مشروع كانت تموله السعودية؛ والمشروع يقضي بافراغ مصر من أقباطها؛ حينها أقنع الشعراوي أمراء ومشايخ السعودية بخطورة الكنيسة المصرية التي تعمل في صمت على الأمن الروحي لمصر وبلاد الحرمين.
.
1970 هي نفس السنة التي تم تعيين فيها الشيخ الشعراوي في منصب أستاذ زائر بكلية الشريعة التابعة لجامعة الملك عبد العزيز و هي نفس السنة التي قال فيها أنور السادات على هامش المؤتمر الاسلامي بجدة السعودية قولته المأثورة ( لن يبقى في مصر من المسيحيين غير ماسحي الأحذية )
.
أبواب الجحيم لن تقدر عليها ....مصر للمسيح ؛ جيد أن نرفع هكذا شعار من الباب التعزية والدعوة للصبر و أن تكون لنا قدرة على المسامحة ما استطعنا الى ذلك سبيلا ...السيد المسيح أمرنا بالعفو عن الأخ المسيء إلينا إن أخطأ ولطمنا في ساعة غضب ؛ أو سرق منا كسرة خبز تحت غائلة الجوع والحاجة ؛ لكنه لم يأمرنا بالانبطاح لعصابة تعمل ليل نهار على فنائنا و اذلالنا ...السيد المسيح سامح الخاطئة والعشار؛ لكنه كان متشددا مع الكتبة والفريسيين رأس الشر؛ و قلب موائد الصيارفة وباعة الحمام في الهيكل....
.
أيها القبطي؛ ثق بأن عقيدتك صحيحة وهي المنتصرة في النهاية لأنها تدعو للمحبة و سيف المحبة قاتل لأنه ينحر الشياطين ويدحر كل روح شريرة ..
تذكر أن نبي الاسلام كان يحتضر على ركبة عائشة وكانت تمضغ السواك وتبلله بريقها لتضعه بين شدقيه لتخفيف عنه سكرات الموت ؛ و حتى في حضرة الموت الرهيبة وهو يغرغر لعن اليهود والنصارى؛ نعم كانت آخر كلماته لعنة لأنه لعان ..
أيها القبطي تذكر أن السيد المسيح وهو على الصليب غفر لصالبيه ...
تذكر أن نبي الاسلام نكح اليهودية صفية بنت حيي بن الأخطب وهو في الطريق الى يثرب ودماء أبيها وزوجها و عشيرتها لم تجف على اثر مذبحة ارتكبها نبي الاسلام و يفسرها الأزهر بأنها كانت بوحي من السماء...
تذكر أن المسيح أحيا طفلة صغيرة من الموت بلمسة سماوية حانية ؛ و ان نبي الأسلام أنزل طفلة صغيرة من فوق الأرجوحة ليذهب بها الى فراش النبوة الدافئ ؛ لتنام بين فخذيه وتعبث بخصيتيه الشريفتين كما يلعب طفل بريء بنواقيس العيد.
.
عندما يصرح برلمانيو حزب النور بأنهم لن يسمحوا للأقباط بالتوغل داخل مؤسسات الدولة ؛نعم هؤلاء السلفيون الذين وصفهم السيسي ذات يوم بالوطنيين والمخلصين . و عندما يمنع القبطي من ممارسة كرة القدم؛ و عندما يصير القبطي ماسح أحذية في أرض أجداده و مصفح خيل جيش المسلمين ؛ وعندما يصير القبطي مخصيا يحمل طست الماء في حمامات حريم السلطان ؛ فاعلم أن مصر صارت بالفعل دار من ديار الاسلام(...).
.
مصر اليوم أشبه بفتاة بارعة الجمال لكنها مسكونة بروحين شريرتين؛ شبح الاسلامونازيا الذي أتت به الطفرة النفطية؛ و الثانية شبح العربومانيا الذي جاء به عبد الناصر والقوميون العرب ؛ لقد تم استلاب ملايين المصريين كما تستلب قاصر قبطية لتتنكر لأسرتها وعقيدتها ؛ فتخلى المصريون عن ثقافة الهرم لصالح ثقافة الحرم وصنم العروبة المفلس .
.
قوة مصر تكمن في ثلاثة محاور ( ثقافة الهرم – منابع النيل – الكنيسة المصرية ) وتجريد مصر من مصادر قوتها جريمة لا تغتفر ،لأنها مصادر حضارية وإنسانية نبيلة.



#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأقباط خطر على الأمن القومي المصري
- صفية بنت حيي اليهودية و دميانة بنت جرجس القبطية
- طائرة محمد صلاح روسيا 2018....
- جزية السعودية .
- الوهابية ؛ وحش يتقنع .
- إسرائيل في خطر.
- سلمان النكيحان يخاطب دونالد ترامب
- ايران 2018 على أجندة المافيا الدولية.
- دار المخزن عالية؛ فيها خوخة ودالية...
- آلهة قريش على حافة الانتحار.
- مملكة بني هاشم ؛ هل من دور مستقبلي؟؟
- الحجة الباهرة في ذبح أقباط مصر والقاهرة.
- نار زرادشت الفارسية ؛ وأصنام قريش الوهابية.
- نبوءة القذافي ومصير قطر .
- الأكراد ولعنة الجغرافيا.
- هلال أبي لؤلؤة المجوسي.
- ((رفح – العريش ))؛الجيب الملعون.
- ميانمار؛ مقصلة الموت
- شيخ الأزهر الروهينغي .
- أقباط حكماء كالحيات؛ ودعاء كالبلابل .


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عساسي عبدالحميد - أقباط مصر المضطهدين .