أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - السواد والاضطراب في -العدم- السيد عبد الغني














المزيد.....

السواد والاضطراب في -العدم- السيد عبد الغني


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6092 - 2018 / 12 / 23 - 15:15
المحور: الادب والفن
    


السواد والاضطراب في
"العدم"
السيد عبد الغني
في عصر النت والسرعة اصبح المتلقي بحاجة إلى النص السلس والممتع، حتى وإن أراد أن يقدم فكرة قاسية/مؤلمة، فعليه أن يجد طريقة/اسلوب/شكل يخفف من حدة السواد والألم على المتلقي حتى يتم التمتع به ومن ثم تدخل/تصل الفكرة التي يطرحها الكاتب.
نص "العدم" نص صعب، وفيه من القسوة الشيء الكثير، حتى أن الكاتب لم يستخدم مخففات تتناسب وحجم السواد في النص، وهذا يزيد من ارهاق المتلقي وينعكس على تلقيه للنص وما فيه من أفكار، ونحن هنا لا نطرح أن يكون النص بسيط، بل جميل، فالجمال ـ إن كان من خلال اللغة، أو حضور المرأة أو الطبيعة، أو الكتابة/القراءة، أو من خلال الثورة/التمرد لم تكن مؤثر كما يجب في نص "العدم".
فاتحة النص لها أثرها على المتلقي، إن كان سلبا أو ايجابا، يقول الكاتب:
"ركوب الجثمانية لصفحة الأرض ،
طعام الضوء
يؤيده شبع الكتابة
وفم ممزق للقدر ،
العدم المحروم من مقالات الباطن
هو الظل الذى يحتوى على الانتصار
والذي يهجو الموت
هو الظل العاري"
الألفاظ السوداء حاضرة وطبيعة تركيب الفقرات أيضا يعطي القارئ فكرة القسوة التي أرادها الكاتب، فالألفاظ البيضاء جاءت بصورة مشوهه، كما هو الحال في " ركوب الجثمانية، وفم ممزق للقدر، المحروم من مقالات الباطن، الظل ...والذي يهجو الموت"، كل هذا يؤكد حالة على القسوة عند الكاتب، لكن المخففات جاءت مشوه أو فيها شيء من السواد.
يأتنا صوت جديد يتكلم بهذا الشكل:
"يقول العدم
لم قتلتني يا وجود
وانا ترهات عتمة وعفن
دائما سأقتل
من غد الرؤية ،
صاحبتني طوال وجودي
الا لحظة الكتابة
والولادة
انت شخصي المتطور المنهك ،
انت تأويل لحادثة التلاشي
كبرهان لكل شائعة عدم الوجود ،
ولدت منك
مقبرة ترى ضوء لا تخاف منه من العلوية ولدت منك
مقبرة ترى ضوء لا تخاف منه من العلوية "

أنسنة ما هو غير إنساني يثير المتلقي ويجعله يتوقف عند هذا الشكل غير المألوف، وهذا يحسب للكاتب، لكن متن النص يؤكد على حالة الصراع التي يمر بها العدم/الكاتب، فهو يجمع البياض والسواد معا، مما يجعل هذا البياض غير نقي، فعندما يتبع الولاد الموت، فهي يعني عبثية الولادة،
"ولدت منك
مقبرة ترى ضوء لا تخاف منه من العلوية"
وإذا ما أخذنا بداية الفقرة:
"لم قتلتني يا وجود" نكون بين عالم قاتم وغارق في الألم، وهذا يتعب المتلقي.
الكاتب يحاول ان يخفف من حدة السواد من خلال طرح أسئلة:
"ما هو العدم؟" لكن فحوى السؤال "العدم" تشير إلى فكرة صعبة، وبحاجة إلى تفكير عميق أقرب إلى فلسفة منه إلى التفكير العادي/الطبيعي.
تأتي الاجابة مباشرة من خلال:
"هو ظل لباطني،"
لكن ما تبع الاجابة من فقرات هو القاسي:
"لم ابتهج عندما اقتلك في بداية الليل
وارش عليك مواتات متكلمة،"
فلفظ القتل أشد وقعا من لفظ الموت، لأن الأول فيه ما يمس الإنسان، ولفظ "موت" يشير إلى ما هو طبيعي/عادي.
صيغة النداء تجذب انتباه المتلقي وتجعله يقف عند المنادى عليه:
"يا عدم
اتك وجداني
وشهوتك محالي
وسكونك إهانة لك
وتوليدك للخوف ابتدائي
صاحبتني في كل حدث
ودفنوك معي في القبر
وتحللت في التراب"
إذا ما توقفنا عند اللغة المستخدمة سنجدها "لغة متوحشة" على رأي الشاعر "جميل دويكات" لغة تشير إلى حالة القسوة والسواد الطاغية في النص، وهذا ما يجعل من النص "ظلامات فوقها ظلمات"، ومن ثمة يجعل المتلقي يشعر بحالة السواد والألم، استخدام:
"ودفنوك معي في القبر
وتحللت في التراب"

وكأن هناك اصرار عند الكاتب على الدخول في تفاصيل السواد، وليس المرور عليه مرور الكرام.
وحالة الاضطراب نجدها في طريقة تقديم الفقرات كما هو الحال عندما قال:
"هل كل هذه العتمة في الليل
هي ظلال أبنائك؟ ،
أحيانا احسك
اندراج لاضطراب
ارسالات العزلة
لان حجمك أكبر مني
هل تلد المعاني التي اكرهها منقودة
وتشبكها بمحاور الرموز؟ ،
في الداخل
المليء يتجاوزه
الا بك يا عدم،"
فيبدو وكأن السؤال لا معنى له، لأن العتمة تكون في الليل، وهذا الأمر ليس بحاجة إلى سؤال، ونجد حالة الاضراب أيضا من خلال اندراج الاضطراب، لأن حجمك أكبر مني، وحتى نهاية المقطع، كل هذا يشير إلى حالة عدم التوازن عند الكاتب، فبعض الفقرات غير مفهومة، وتبدو أقرب إلى الطلاسم، فلا يمكننا فكها أن تحليلها. وهذا بطبيعة الحال يرهق، حيث ان حالة الضياع والاضراب ستنعكس على المتلقي الذي يطمح لإيجاد ما يفرحه، لا ما يزيده أزمة وتيه.
ونجد ذروة الاضطراب وتيه واللخبطة في هذا المقطع:
" الوجود إن و لو
والعدم قد ومن وإلى وفي
العدم هو لم الكلية
ولا الكلية
ومنه كل غير
لكنه ليس غير لأي شيء ،
العدم هو انا الحقيقية
وليس أنا بعده
او قبله ،
انا مغترب المنشأ
وطويل البرزخ
بين ترك اللابداية وترك اللانهاية
انا من ترك اللابداية
والبداية تتحدد في كل حدث ايجادي"
اعتقد أن بداية الفقيرة بحاجة إلى منجمين ليعرفوا ما يريده الكاتب، فهناك حروف لا جامع ولا واصل بينها، لكنها بطريقة التي جاءت بها تؤكد على حالة عدم الاتزان، وكأن كاتبها ينتقم من نفسه ومن الآخرين، بحيث لم يترك شيء سالم/كما هو، فهو يحطم حتى الحروف ويضعها في غير مكانها.
بقية النص على هذه الشاكلة، وهو بالتأكيد نص عبث، وقراءته تزعج المتلقي وتجعله يزداد بؤسا على ما فيه من بؤس.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأسئلة في رواية -أهل الجبل- إبراهيم جوهر
- جواد العقاد البياض السواد في قصيدة -صوتك-
- ندوة بابيه في نابلس
- شعرية المكان في ديوان محمود درويش -خليل قطناني-
- الحركة في قصة -يوم طويل- باسمة العنزي
- الوشاح الأسود -محمد هاني أبو زياد-
- تمزيق شكل الراوية في -يوميات صعلوك- حسين علي يونس
- التقديم الجميل عند مبين كيوان
- الهدوء عن فاتن بابللي
- السهولة والسخرية في قصيدة -شكوى إلى الوزارة- خالد نزال
- باسم الهيجاوي -أما قبل ..-
- الحرب في كتاب -وجوه الظلال- جورجين أيوب
- مناقشة رواية الباطن للروائي الفلسطيني صافي صافي
- خليل قطناني الأسئلة في قصيدة -رسالة إلى ابن حمديس-
- قصة الومضة والتكثيف -قصة طويلة- جروان لمعاني
- رحلة في الذاكرة -نايف حواتمة-
- الباطن صافي صافي
- النظام التقليدي والكتب
- الفساد في القانون أم فيمن وضع القانون
- سورية الجديدة


المزيد.....




- بالأرقام.. 4 أفلام مصرية تنافس من حيث الإيرادات في موسم عيد ...
- الموسيقى الحزينة قد تفيد صحتك.. ألبوم تايلور سويفت الجديد مث ...
- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- صدور ديوان الغُرنوقُ الدَّنِف للشاعر الراحل عبداللطيف خطاب
- صدر حديثاً رواية - هذا أوان الحبّ- للأديبة الفلسطينية: إسرا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - السواد والاضطراب في -العدم- السيد عبد الغني