أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - جواد العقاد البياض السواد في قصيدة -صوتك-














المزيد.....

جواد العقاد البياض السواد في قصيدة -صوتك-


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6089 - 2018 / 12 / 20 - 22:47
المحور: الادب والفن
    


جواد العقاد
البياض السواد في قصيدة
"صوتك"
أسأل أحياناً لماذا الشاعر العربي لا يستطيع أن يتحرر كلياً من الألم/القسوة/السواد عندما يتحدث عن الحب، عن الحبيبة؟، وبعد أن ناقشت الموضوع مع "فراس حج محمد" قال أن هناك علاقة/ارتباط بين العاطفة/الروح والجسد، وأن الحب بشقه الثاني/الجنس يحمل بين ثناياه العنف والقسوة، وقد أضفت أن العقلية العربية ما زالت تحمل في اللاشعور فكرة الألم والقسوة، وهذا ناتج عن فكر تراثي يمتد إلى أيام السومريين والكنعانيين الذي مارسوا طقوس ندب تموز والبعل، كما مارسوا طقوس الفرح والأعياد بعودتهما، فهذا الفعل الديني الفكري ناتج عن ارتباط الإنسان الهلالي بالجغرافيا/بالمكان، الذي يؤثر بطريقة أو بـأخرى في طريقة التفكير، وإذا ما أخذنا واقعنا كعرب عامة وكفلسطينيين خاصة، سنجد واقعنا منذ العهد التركي مرورا بالاحتلال الانجليزي ووصولا إلى الاحتلال الإسرائيلي ونحن نعيش المأساة، فهي حاضرة في وجداننا، حتى بتنا نخاف من الفرح/الضحك، وكأننا أصبحنا والحزن/الخوف/المأساة شيئاً واحداً.
وإذا ما عرفنا أن الشاعر قرأ الأسطورة والملاحم الهلالية، حيث أن له ديوان "على ذمة عشتار" ستسهل علينا هذه المقدمة الدخول إلى قصيدة "صوتك" التي يمتزج فيها الأبيض بالأسود، الرقة مع العنف، وكأن الشاعر يمارس علاقة جنس، فهناك أكثر من إشارة يمكننا أن نسترشد بها مثل "يروي أعشاب، يروض قلبي، يستدرج، نشوة امرأة، جسد، متغطرسٌ في الإيماء، غارق في الحنين" هذا ما جاء في المقطع الأول من القصيدة، لكننا سنتوقف أكثر عند المقطع الأول لنتأكد أكثر إلى هذا (الجنس) في القصيدة:
"صوتُكِ
يروي أعشابَ الفكرةِ الأولى لقصيدةِ حبٍّ
يُروِّضُ قلبي إلى هاويةِ المجاز"
صوتها هو الباعث لفعل الارتواء، وهذا هو الارتواء الأول لقصيدة الحب، وإذا ما أخذنا فعل "يروي" الذي يشير إلى الماء، وما يجمله من معنى للحياة الطبيعية، سنجد هناك خلق طبيعي/عادي ينسجم مع الهدوء الذي حصل بلفظ "يروض" فبعد أن ارتوت الأرض/الأعشاب/الجسد، هدئ/سكن/تروض.
لكن الشاعر يحاول أن يتملص من بوح ما في نفسه، ما يرغب به من جسد الحبيبة، لهذا نجده يبدل ويأخر الألفاظ (الجنسية) من خلال:
"ويستدرجُ النُّعاسَ إلى نشوةِ امرأةٍ
نسيتها على جسد الليل." أعتقد أن هذا الزوغان/الهروب من المصارحة يؤكد على حاجة ورغبة الشاعر إلى فعل (الجنس)، فهو استخدم أفعال "الهدوء والعنف" معاً ، وإذا ما أعدنا صياغة المقطعين الأخرين بطريقة غير التي صاغها الشاعر نكون الفكرة التالية: "يستدرج الليل/إلى جسد امرأة/نسيتها نشوة/ وإذا ما ابدلنا حرف "على" إلى حرف "في" نكون أمام "في النعاس" ووضعناها في المقدمة نكون ويستدرجُ النُّعاسَ إلى نشوةِ امرأةٍ
نسيتها على جسد الليل. أما المقطع التالي:
"في النعاس
يستدرج الليل
إلى جسد امرأة
نسيتها نشوة"
بهذا البناء المخفي يمكننا القول أن الرغبة (الجنسية) هي الحاضرة والمؤثرة في القصيدة.
وأعتقد أن هذه الفقرة:
"متغطرسٌ في الإيماء،
غارقٌ في الحنين. " تشير إلى ما في العقل الباطن عند الشاعر، وكأنه يعترف بأن هناك غطرسة في الإيماء الذي استخدمه في القصيدة، مع أنه غارق في الحنين/الحاجة الجسدية والعاطفية، إلا تبدو العبارة بهذا الشكل!.
المقطع الثاني جاء أهدى من الأول، فبعد أن أفرغ الشاعر رغبه/حاجته الجسدية المفترضة، أخذ يميل أكثر إلى النواحي العاطفية/الروحية، فنجد التغني بجمال الجسد المجرد، وليس الجسد الشهواني كما كان في المقطع الأول، ونجد الموسيقى والأغنيات"، وإذا ما قارنا بين المقطعين سنجد أنهما يتحدثان عن حالتين، الأول عن فعل الجنس وما فيه، والثاني بعد فعل الجنس وما يتبعه من هدوء واسترخاء، رغم بقاء ووجود رغبة في الفعل مرة أخرى، لكن الجسد أخذ حاجته، والرغبة أخذت تخبو:
"كُلُّكِ موسيقى
خصرك يتأله ثم يصير صراطًا مضلًّا لقلبي
قلبُكِ مبللٌ بالأغنيات
ودموعك نشازُ أغنيةٍ تاهت عن طريقي.
أنا طريقُكِ
وطريقتُك في الغناءِ الأبديِّ للحياة."
لا أريد أن أحمل النص فوق طاقته، لكن أعتقد أن الشاعر الذي عشق "عشتار" وكتب عنها يبقى متأثرا بها، وبطقوسها، من هنا يمكننا أن نجد أثر "عشتار" ورمزيتها من خلال لفظ " أغنية، الغناء، دموعك تساوي البكاء، وهذا ما كان متعلق بعشتار في حالة حضورها وفي حالة غيابها.

صوتُكِ
يروي أعشابَ الفكرةِ الأولى لقصيدةِ حبٍّ
يُروِّضُ قلبي إلى هاويةِ المجاز
ويستدرجُ النُّعاسَ إلى نشوةِ امرأةٍ
نسيتها على جسد الليل.
متغطرسٌ في الإيماء،
غارقٌ في الحنين.

كُلُّكِ موسيقى
خصرك يتأله ثم يصير صراطًا مضلًّا لقلبي
قلبُكِ مبللٌ بالأغنيات
ودموعك نشازُ أغنيةٍ تاهت عن طريقي.
أنا طريقُكِ
وطريقتُك في الغناءِ الأبديِّ للحياة



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ندوة بابيه في نابلس
- شعرية المكان في ديوان محمود درويش -خليل قطناني-
- الحركة في قصة -يوم طويل- باسمة العنزي
- الوشاح الأسود -محمد هاني أبو زياد-
- تمزيق شكل الراوية في -يوميات صعلوك- حسين علي يونس
- التقديم الجميل عند مبين كيوان
- الهدوء عن فاتن بابللي
- السهولة والسخرية في قصيدة -شكوى إلى الوزارة- خالد نزال
- باسم الهيجاوي -أما قبل ..-
- الحرب في كتاب -وجوه الظلال- جورجين أيوب
- مناقشة رواية الباطن للروائي الفلسطيني صافي صافي
- خليل قطناني الأسئلة في قصيدة -رسالة إلى ابن حمديس-
- قصة الومضة والتكثيف -قصة طويلة- جروان لمعاني
- رحلة في الذاكرة -نايف حواتمة-
- الباطن صافي صافي
- النظام التقليدي والكتب
- الفساد في القانون أم فيمن وضع القانون
- سورية الجديدة
- واقع روسيا القيصرية في رواية -الآباء والبنون- ايفان تورغينيف
- خلاصة تجربة إبراهيم مالك


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - جواد العقاد البياض السواد في قصيدة -صوتك-