أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - السهولة والسخرية في قصيدة -شكوى إلى الوزارة- خالد نزال














المزيد.....

السهولة والسخرية في قصيدة -شكوى إلى الوزارة- خالد نزال


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6081 - 2018 / 12 / 12 - 22:35
المحور: الادب والفن
    


السهولة والسخرية في قصيدة
"شكوى إلى الوزارة"
خالد نزال
الأديب يتألق عندما يتحدث عن مأساته بشكل ساخر، ويتألق أكثر عندما يقدمها بلغة سلسة وممتع بذات الوقت، فما بالنا إن استخدم أكثر من صوت؟، اعتقد أننا بأمس الحاجة إلى مثل هذا النوع من الأدب، لأنه يفرحنا ـ رغم الألم ـ وهذا الفرح بالتأكيد له آثار نفسية إيجابية علينا، تخلصنا مما علق بنا من أدران وتشويهات، يقول الشاعر:
"ألا هبي بلطفك فامنحينا (زيادات) ترد الروح فينا
وزراتنا .. نبثك من هموم فأنت الأم إذ نحن البنونا
نعد الشهر يوما بعد يوما كما انتظر الأذان الصائمونا
لنقبضها (شواكل) ليس تكفي لباسا .. أو أزرا .. أو طحينا
ودينا قد تراكم كا شهر يسدد للكرام المحسنينا
فلا يبقى من (المعلوم) شيء ولو لشراء كيلو (مندلينا)" ص44، فهنا لغة سهلة وسلسة لكنها ساخرة وجميلة في ذات الوقت، فالسخرية والسهولة يلغيان/يخففان من حدة السواد والألم، ننوه هنا أن الصوت المتحدث هو صوت الشاعر، الذي يحدثنا عن همومه المادية.
لكن هناك صوت آخر يرده الشاعر، أو ينقله لنا الشاعر يتمثل بهذا القول:
"ولكن رب يؤس ساق خيرا كما قد قال بعض العارفينا
فراتبنا يرد عنا ويكفينا شرور الحاسدينا
وما حفظ النقود لنا بهم ولا المتسولون بمزعجينا
ولا تدنو (الضرائب) من حمانا ولا نخشى اللصوص المجريمنا
وماذا يبتغي لص غبي بيت فيه قوم معدمونا"
نعيش على التقشف في خشوع على نهج التقاة الزاهدينا" ص44و45،
الكلام فيما سبق لبعض العارفين/الحكماء، الذين يمتلكون القدرة على التحليل وتبيان الخير من الشر، طبعا هذا الكلام جاء بشكل ساخر من الحال، من الواقع الذي يعيشه المعلم، فهو جاءت على لسام (العارف/الحكيم) الذي يسخر من الواقع بهذا الشكل الجميل والممتع.
ويسمعنا الشاعر وصوت آخر غير ما سمعنا، يتحدث لنا عن همومه بهذا الشكل:
"نباتيون من دون خيار ـ ولكن، تكثر الجلطات فينا
وأمراض بلا عدد وحصر ونهرم قبل سن الأربعينا
ومنا من يصاب بهلوسات إذا ما انضم للمتقاعدينا
جنينا المر والأشواك دهرا ويجبي غرينا عنبا .. وتينا
وكأن الكون يجري في سباق ونحن عليه كالمتفرجينا" ص45، فهناك الطرح مباشر وصريح، على النقيض مما سبق، فعندما تحدث الشاعر في المقطع الأولى كان يحمل بين ثنايا كلامه شيء من تقديم محاسن الوزراء "ألا هبي بلطفك فمنحينا/ فأنت الأم إذ نحن البنونا" والخطاب الثاني جاء ساخر من العارف/الحكيم، والثالث جاء بلغة واضحة وصريحة ومباشرة.
بعد هذا الحطاب المزعج والمنفر للمتلقي وللوزارة يتقدم صوت جديد يتحدث بلغة أخرى:
" وزراتنا أليك اليوم نشكو وفي الشكوى عزاء المفلسينا
وعدنا (زيادة) قبل عام فبشرنا البنات مع البنينا
وما زلنا على حر انتظار فهل تتكرمين فتسعفينا
فالصوت الرابع جاء على تباين مع الأصوات الأخرى، فهو يذكر الوزارة بوعودها، وفي ذات الوقت يربط تلك الوعود بفرح البنين والبنات، فمكن خلال الهم الاقتصادي يعد أحد الهموم الأساسية التي تثقل كاهل الموظف، فرغم أن المقاطع الأربعة جاءت تتحدث عن الهموم إلا أن لكلا منها شكل وطريقة خاصة في الحديث، وهذا ما يحسب للشاعر "خالد نزال" الذي امتعنا بتعدد الأصوات وبالطريقة التي قدم فيها عمومه.
القصيدة منشورة في كتاب "نفحات من مرج ابن عامر، منشورات المركز الفلسطيني للثقافة والاعلام، جنين، 1999.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باسم الهيجاوي -أما قبل ..-
- الحرب في كتاب -وجوه الظلال- جورجين أيوب
- مناقشة رواية الباطن للروائي الفلسطيني صافي صافي
- خليل قطناني الأسئلة في قصيدة -رسالة إلى ابن حمديس-
- قصة الومضة والتكثيف -قصة طويلة- جروان لمعاني
- رحلة في الذاكرة -نايف حواتمة-
- الباطن صافي صافي
- النظام التقليدي والكتب
- الفساد في القانون أم فيمن وضع القانون
- سورية الجديدة
- واقع روسيا القيصرية في رواية -الآباء والبنون- ايفان تورغينيف
- خلاصة تجربة إبراهيم مالك
- اللفظ والمضمون في قصيدة -من أنا- سلطان الخضور
- الأهل والأصدقاء
- مناقشة ديوان -أمشي إليها- للشاعر سامح أبو هنود
- -غوايات الماء- سامح كعوش
- قصيدة -ضياء تشرين- موسى الكسواني
- الفعل والحرف في قصيدة -أنا من تعبت- جروان المعاني
- جلد الذات في رواية -درب الحيب- باسم سكجها
- المسؤول


المزيد.....




- كيف تُغيّرنا الكلمات؟ علم اللغة البيئي ورحلة البحث عن لغة تن ...
- ما مصير السجادة الحمراء بعد انتهاء مهرجان كان السينمائي؟
- وفاة الممثلة الإيطالية ليا ماساري عن 91 عاما
- البروفيسور عبد الغفور الهدوي: الاستشراق ينساب في صمت عبر الخ ...
- الموت يغيب الفنان المصري عماد محرم
- -محاذاة الغريم-... كتاب جديد في أدب الرحلات لعبد الرحمن الما ...
- -أصيلة 46- في دورة صيفية مخصصة للجداريات والورشات التكوينية ...
- -نَفَسُ الله-.. هشاشة الذات بين غواية النسيان واحتراق الذاكر ...
- جبل كورك في كردستان العراق.. من خطر الألغام إلى رفاهية المنت ...
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - السهولة والسخرية في قصيدة -شكوى إلى الوزارة- خالد نزال