أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - واثق الجابري - البوصلة والمحصلة














المزيد.....

البوصلة والمحصلة


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 6031 - 2018 / 10 / 22 - 21:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما ترى الإجتماع الوزاري الإسبوعي، ومايصدر من توجيهات وقرارات، وتسمع بالإجتماعات الدورية في مكاتب الوزراء والوكلاء والمدراء العامين ورؤوساء الأقسام، وإجتماعات في أدنى وحدة في المؤسسسات، وترى ما يصدر منها من قرارا وتعميمات وتعليمات، وأيضاً تسمع شعارات الأحزاب والبرامج الإنتخابية والحكومية والسياسية، وصراخ السياسيون في القنوات الفضائية وتباكيهم على حال العراق؛ تتوقع أن كل الأمور تسير بإتجاه البوصلة الصحيحة، وتشير الى مركز الهدف وهو المواطن، ولكن المحصلة غير ذلك، وتحددها الدولة مجتمعة بسلطتها التنفيذية والتشريعية وأحزابها، وساستها وموظفيها وقوانيها الحاكمة.
كل القضايا التي يدور حولها محور عمل الدول، يُرسم على أساس تطلع مواطن، لا هم له سوى أن يرى نفسه كريماً في بلد كريم، وبما يملك من إمكانيات وطاقات.
يجتمع مجلس الوزراء إسبوعياً لمناقشة القضايا الرئيسية، وعلى هذا الأساس تقترح مشاريع القوانين، وتُناقل الأموال وتمارس الصلاحيات الدستورية، وفي القضايا الطارئة يتم التداول مع البرلمان لتمرير التشريعات بعجالة، وتحول الى الوزرات للعمل بها بشكل تعليمات وسياقات عمل ملزمة التنفيذ، والوزرات هي الأخرى تجتمع بشكل دوري وطاريء، لمناقشة آخر التشريعات، وتخرج بتوجيهات ومقررات الإجتماع، ملزمة للوكلاء والمدراء العامين، وتعمم الى الدوائر لتصل الى أدنى موظف.
كل ما تتخذه الدولة من قوانين وقرارات، مؤكد في ظاهره مراعاته المصلحة العامة للدولة، بما يتعلق بسياستها الداخلية والخارجية، ويتهم بشكل مباشر على إنعكاسه على المواطن وتُبنى كل الأفكار مجتمعة من رأي رئيس الوزراء الى أي مسؤول، وطروحات الأحزاب والبرامج الحكومية والحزبية والبرلمانية، وأراء المفكرين والكتاب ومراكز الدراسات ووسائل الإعلام والرأي العام، والتي تجتمع في معظمها مع بوصلة المواطن، وتضعه في أول أولوياتها ،ثم تترتب البقية وصولاً الى طموح دولة الرفاهية.
إن إشتراك القوى السياسية في التنافس السياسي، مشروط بعقد ملزم بين المواطن والسياسي، على أن يسخر الثاني نفسه لخدمة الأول وتحقيق أهداف غاية المواطن، وأن يعمل المسؤول نيابة عن موكل، وضع الثقة وتنازل عن جزء من صلاحياته، لصالح طبقة سياسية حاكمة تمارس عملها بين التنفيذي والتشريعي، وتصدر قوانين وتتابع تنفيذها وتعاقب مخالفها، حتى تعطي للقوانين روحاً وللمواطن حقاً، أينما كان ومن أين كان.
تنتهي معظم القوانين والتشريعات، بهوامش إجتهادية، ومنها ذات طابع حزبي وشخصي ومزاجي، ومع غياب المتابعة والمحاسبة؛ تموت القوانين والتوصيات ونتائج الإجتماعات في منتصف الطريق.
تشير بوصلة الفرد العراقي، الى أمنيات ليست أكثر من حقوق بسيطة، بينما يسمع الخطاب السياسي والعمل الحكومي والبرلماني، على أنه يسير بذات الطريق وبذات البوصلة، ولكن حقيقة الأمر الواقع تختلف تماماً عن أبسط الأمنيات وأقل الشعارات، وما صراع القوى السياسية المتكالبة على المناصب، إلاّ خير دليل على أن بوصلة السياسي بعيدة عن المواطن، وما محصلة سوء الإدارة وموت القوانين وغياب العدالة، والسطوة الحزبية والشخصية على المؤسسة فهي محصلة سياسية، وبالنتيجة كل الإجتماعات والتوجيهات والقوانين، يتم مقاطعتها بإرادات بعيدة عن عمل بناء دولة مؤسسات، ونتيجتها محصلة يتحمل سوئها مواطن، ويقود إرادة بوصلتها سياسي طامع.



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلول التعليم الإستثنائية
- حكومة في أرض حياد
- الرأي العام.. بين التوظيف والتحريف
- كيف تصبح وزير في نصف ساعة؟
- ليلة سقوط حزب الدعوة
- عادل عبدالمهدي متهم الى أن يثبت العكس
- مقدمات مشجعة تنتظر
- نجاح الحكومة فرصة للقوى السياسية
- لماذا عادل عبدالمهدي
- أبكيتمونا وأضحكتم العالم علينا
- التسوية ضمن الشروط الوطنية
- الكتلة التي ستكبر
- ما نتمناه من الدورة الحالية
- عندما يضيع الحق بين القبائل السياسية
- إعادة صناعة العراق
- هذيان عربي بفكر إرهابي
- السياسة في قاموس العظامة
- كثرة الأحزاب تشويه لوجه الدولة.
- منعطف الشرف السياسي
- إغتصاب جماعي في غرفة سياسية


المزيد.....




- قتلى وجرحى جراء غارات إسرائيلية على سجن إوين في محافظة طهران ...
- مكتب نتنياهو يعلن قصف موقع رادار بإيران بعد سريان وقف إطلاق ...
- ماذا دار بين أمير قطر ورئيس إيران بأول اتصال بعد الهجوم الصا ...
- ماذا حدث بين إسرائيل وإيران بعد دخول وقف إطلاق النار حيز الت ...
- كيف طورت إيران برنامجها النووي؟
- تفوّق جوي مقابل تكتيك صاروخي: حرب إيران وإسرائيل تكتب معادلت ...
- تعطّل القطارات يثير شبهات التخريب قبيل قمة الناتو في هولندا ...
- إيران تؤكد احترام وقف إطلاق النار إذا قامت إسرائيل بالمثل
- ترامب ينتقد إسرائيل بسبب هجماتها على إيران بعد وقف إطلاق الن ...
- امتعاض في إسرائيل بعد انتقادات ترامب


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - واثق الجابري - البوصلة والمحصلة