عبد الفتاح المطلبي
الحوار المتمدن-العدد: 5968 - 2018 / 8 / 19 - 00:40
المحور:
الادب والفن
الليل
الليلُ نسّــــاجٌ يحــــــوكُ ظلامَهُ
والوقتُ ثرثارٌ يُطيـــــــلُ كلامَهُ
وأنا وثُلةُ هاربيـــــــن نخوضَه
بالنبضِ ندرأُ والوجيبِ خصامَهُ
حرثَ الشجا ساعاتِهِ فتطاولت
فيه الشجون فأثمـــــــرتْ آلامَهُ
ساجٍ تململَ والنجـــــومُ مغازلٌ
غزَلَتْ بخيــطِ الذكرياتِ قوامَهُ
فإذا الهوى مــــــدٌّ على شطآنه
والوجدُ يرفـــــــعُ عالياً أعلامَهُ
حتى إذا جزرَ الهـوى وتعطلت
لغةُ الهوى والبيـــنُ شدّ لجامَهُ
صهَلَتْ على أطلالهِ فرسُ النوى
وغَزَتْ بيـوت العنكبوت ركامَهُ
وتهاوتِ الأيـــامُ فوقَ عروشها
واغتالَ من دون الطيورِ حمامَهُ
عمرٌ تهرأ كالقميــــــــص فقدّه
زمنٌ يلوكُ مــن التهافتِ عامَهُ
عامٌ على عامٍ ونحــــــنُ نذودُهُ
صبراً لعلّ يزولُ عنــهُ غمامَهُ
ونجيءُ بالأقمار تمــــــلأُ أفقَهُ
وأهلّةٌ بالشــــــوقِ ترفعُ جامًهُ
وَسَرى يبشرُهُ النســـــيم بعيده
فأبى وآثرَ أن يُتــــــــمَّ صيامَهُ
رحماكَ قلْ لمكـابرٍ أن يرعوي
ويجبُّ عن لغة الهَــوى أوهامَه
ويعودُ عن جنــــفٍ إلى غلوائه
ويردُّ عن مرمى القلوب سِهامَه
دهرٌ تعوّدَ أن يغــــصَّ بشوقنا
كادت منايانا تكــــــونُ ختامَهُ
نحنُ الذين إذا استفاقَ يرى بنا
من غيّهِ وغـــــــــرورهِ آثامَهُ
إن رامَ نأياً فالمــــــدى ميدانُه
نمشي ضـــحايا خلفَهُ وأمامَه
ما للهوى فـــــــــي ليلهِ متعثّرٌ
يستَلُّ من فوق الثـرى أقدامَهُ
تتشابه الخُطواتُ في سُبل الأسى
فيرى الذي يجتـــــــازُهُ قُدّامَهُ
قد علّمتهُ الريحُ بعضَ مزاجها
قلبٌ يقلّبُ بالرجــــــــــــا أيّامَهُ
لمّا سكرنا مــــــن سُلافةِ كأسهِ
واتى يريقُ على المدى أحلامَهُ
وتأججتْ نـارٌ بأوصال الدجى
وأماطَ عــن قمـــر التمام لثامَهُ
سقطَ الفؤادُ يخــــــالُ أن بخاله
كلَّ الحســـــابِ حلالَهُ وحرامَهُ
جنّاته توري ســــــعيرَ جحيمه
عشقا فينفثَ بالفـــــؤادِ ضُرامَهُ
لهُ بالقلوبِ كتـــــــــائبٌ بعَتادِها
تملي عليهِ حــــــروبَهُ وسلامَهُ
فإعذلْ كما تهوى فلستَ تُضيرُهُ
قد نالَ جائزةَ الهــوى ووِسامَهُ
#عبد_الفتاح_المطلبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟