أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسناء الرشيد - الكاكائية : تاريخ لا بد من معرفته















المزيد.....

الكاكائية : تاريخ لا بد من معرفته


حسناء الرشيد

الحوار المتمدن-العدد: 5952 - 2018 / 8 / 3 - 18:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اليارسانية، أو الكاكائية، و التي تسمى أيضا بأهل الحق (من قبل الإيرانيين، والعرب) هي عبارة عن أحد فروع الديانة اليزدانية القديمة (كلمة يزدان تعني الرب أو الخالق أو الله) التي كانت معتنقة من قبل معظم الأكراد قبل المد الإسلامي في كردستان و التي يقسم في الوقت الحاضر إلى ثلاثة أقسام رئيسية و هي اليزيدية ، اليارسانية ، علويو تركيا وعلويو تركيا يدعون Alevis (بالتركية Alevîlik) هم إحدى الفرق الإسلامية المنشقة عن الإسلام الشيعي الصوفي، بالرغم من أن بعض علويّي تركيا يدعون أنهم دين مستقل تمامًا عن الإسلام.

يعيش العلويون منتشرين في عدة مناطق من تركيا موزعين بين الأعراق: الأتراك، الزازا، الأكراد والعرب .

يؤمن العلويون بعلي بن أبي طالب والأئمة الإثني عشر . وهم يرفضون الكثير من المفاهيم الأساسية الإسلامية كالجنة والنار والصيام والصلاة والحج ، ويؤمنون بتناسخ الأرواح .
وللعلويين معابد خاصة بهم تسمّى بيت الجمع (بالتركية "Cem Evi"). وينتشر العلويون في تركيا خاصة وكذلك في أذربيجان وألبانيا وغيرها ، وهم يختلفون عن العلويين المتواجدين في سوريا ) .



و هناك اعتقاد شائع بأن معظم الأكراد كانوا معتنقين للديانة الزردشتية قبل اعتناقهم الإسلام ولكن الوثائق التاريخية تشير إلى أن معظم الأكراد كانوا من أتباع الديانة اليزدانية التي اختلطت كثيراً مع الزرادشتية و لكنها حافظت على خطها العام المستقل عن الزرادشتية

يعيش اليارسانيون أو أهل الحق في غرب إيران و بالتحديد محافظة کرمانشاه و أيضاً في منطقة كركوك في شمال العراق بينما اليارسانيون أو أتباع أهل الحق من الأكراد يعيشون في مندلي وخانقين وبعقوبة في محافظة ديالى و كذلك في أربيل و السليمانية و الموصل و بغداد ، و تقدّر أعدادهم بأكثر من مليون نسمة من نفوس العراق .

يعتقد أهل الحق أن الألوهة (الحق) تتجلَى بنفسها في سلسلة من المظهريات تُسمَى أدواراً وتكتمل بالرقم سبعة ، الدور رقم أربعة هو السلطان إسحق البرزنجي مؤسس الديانة في القرن الرابع عشر ، وخمسة هو المسيح وستة هو الإمام علي، ويعتقدون أن الإمام المهدي سيأتي لإتمام الأدوار السبعة .

يؤمن أتباع اليارسانية بتناسخ الأرواح ولا يعتقدون بعذابات القبر ، ولا يلعنون أياً من المخلوقات ، ومن بينها الشيطان .
وهم يطلقون شواربهم ، ويحرَمون حلاقتها أو تشذيبها إذ يعتقدون أنهم يتوارثونها من الإمام علي نفسه. ويؤمنون أن الخالق الأعظم لايدير شؤون العباد بصورة مباشرة بل عن طريق تجسدات ومنها ستة لحد هذا العصر. يطلق على الكتاب المقدس لأهل الحق "سه ر ئه نجام(سنچنار)" و هو كتاب باللغة الكردية و تعني بالعربية (( النتيجة العظمى )) .

و أصل كلمة يارسان : هي مفردة مركبة من كلمة ( يار ) و يعني المحبوب أو العاشق أو المتصوف و (سان) و يعني ذو الشأن أو ذو الوزن أو ذو المكانة .
و هناك رأي آخر يقول بأن كلمة (سان) يعود أصلها إلى (سان سهاك) و هي مختصر كلمة (سلطان إسحاق) و عليه فإن أصل الكلمة تعني أتباع و أحباب و مريدوا و عشاق (سلطان إسحاق البرزنجي بن شيخ عيسى بن بابا علي الهمــداني) .
و له من أبنائه (٧) أبناء و هم السيد (محمد) ويدعون بـــ (شاه إبراهيمي) و الثاني هو السيد (عبد الوفاء) و يدعون بــ (الخاموشيين) و الثالث هو السيد (مير احمد) أو (مير سوور) و يدعون بـــ (الميريين) و الرابع هو السيد (مصطفى) ويدعون بـــ (المصطفايين) والخامس هو السيد (شهاب الدين) ((الذي أنجب أربع بنات اشتهرن بورعهن و هن , أولاً زوجة سيد مصطفي المعروف ببير شهريار , و الثانية هي زوجة شيخ محمد المعروف ببابا مردوخ و هي والدة إبنه مولانا كوشايش ناشر الدين في هورمان و البنت الثالثة و الرابعة هن زوجتا بير محمد و بير شمام)) ، والسادس هي السيدة (حبيبه شاه) و هي أيضاً مجردة ليست لها أولاد لعدم دخولها الحياة الدنيوية و السابع هو السيد (باويسي) و يدعى بـــ (علمدار) أو (الباويسيين) .

و يعتبر هؤلاء السادة مشايخ و سادات اليارسانيين و يدعون بــ (پیر) أي الشيخ الديني ويديرون المراسم الدينية في طقوس خاصة لا يشارك فيها غير الأتباع أو المريدين و يصنفون بالمرتبة الثانية (صف هفتوانه) أي السبعة .

و يأتون بالمرتبة الثانية بعد صف (هفتن) أي الأجساد السبعة وهم (پیر بنيامين (الرسول)، داوود (الدلیل)، پیر موسي (دفتر دار) ، كاكه مصطفا (كماندار)، يادگار (زردوبام) - أي الشمس المتوهجة. ئيوت (هوشيار - أي الذي يوقض الناس يوم الحشر بنفخهِ في الصور .

و المرتبة الثالثة هم صف (هفت خليفة) وهم خليفة محمد و خليفة عزيز و خليفة شاشا و خليفة شابدين و خليفة باپیر و خلیفه جبار و خلیفة أمير. و هؤلاء مساعدو الپیر في أداء الطقوس و المراسم الدينية. و يليه هؤلاء المرتبة الرابعة (72 پیر) و هم مرشدو المريدين .


ومن الجدير بالذكر أن “الكاكائيون” لا يقومون بالحديث عن عقائدهم أو شرحها في كتب أو مجلات أو مجالس علمية عامة ، بل يتكتمون وقصارى فعلهم التغني ببعض الأشخاص ، وإنشاد بعض الأشعار .

وهم راغبون عن تبديد الشبهات التي تحوم حولهم ، ويلوذون بالصمت عند السؤال عن عقائدهم .

وهذا الفعل كان بتوصية من شيخهم الأكبر “سلطان إسحاق” البرزنجي القائل: “لا تكشفوا الأسرار، فيا أيها الياران (الأنصار) إياكم وكشف الأسرار فالحكمة يتلقاها الأهل برموز لئلا تحترقوا في محرقة أعمالكم”

ولأجل هذا التكتم أصبح يضرب بهم المثل فيقال : “كتوم للسرّ مثل الكاكائي”.

و”رغم الطابع المغلق السري للديانة ، إلا أنّها شهدت في العصر الحديث محاولة من داخلها لتحديثها ، بشكل يركز على روحانيتها ويعيد إدراجها في فضاء التشيع ، وهو ما قام به حج نعمت الله (1920) ، ثم ابنه استاد نور علي إلهي أو استاد إلهي (1974) والأخير ألّف عددًا من الكتب الشارحة للديانة ، والتي وجدت رواجًا في المكتبة الروحانية بالغرب .

وعقيدة الحلول والاتحاد ووحدة الوجود عمدة في اعتقادهم فـ”الكون والمكون واحد ، وأنهم منه وإليه ، وليس ثمة فروق ، فلا مجال للتحري ، وفي أمر الوحدة والاتحاد زلة أقدام .

أما عن العبادات فالكاكائية لا يراعون العبادات والتكاليف الشرعية؛ فهم لا يصلّون، ولديهم في كل سنة يوم يصومونه يدعونه (يوم الاستقبال) ، ثم يصومون ثلاثة أيام في منتصف الشتاء يدعونها أيام الصوم ، ثم بعدها يوم يسمونه يوم العيد .

والحج عندهم يكون لزيارة المراقد (الشريفة) لكبرائهم ومشايخهم .

من المهم القول أن الكاكائيون قاموا باستخدام التقية للحفاظ على حياتهم في وسط المجتمع المسلم الذي عاشوا فيه ولا زالوا حيث أنهم يقولون بأنهم مسلمون .

لكن الأستاذ الجامعي لقمان رشيد الكاكائي قد أفصح عما يستره الكثيرون فقال: “تعتبر الكاكائية أو اليارسانية من أقدم الديانات الكردية في منطقة الشرق الأوسط ، لكن -ومع الأسف- نحن وقبل تشكيل الدولة العراقية وحتى الآن نتعرض لإبادة أيديولوجية وبصورة مستمرة مبرمجة وممنهجة وليس من قِبل تنظيم الدولة الإسلامية داعش فقط.

ويوضح الكاكائي أن الفكرة التعسفية ضد الأقليات الدينية في العراق بصورة عامة وضد الكاكائيين بصورة خاصة، كانت موجودة ولا تزال موجودة.

ويتابع الكاكائي: إثر هذه الظروف، بات قسم منا يقولون: إنهم مسلمون بسبب الخوف والتهديد.

ومع الأسف لم تستطع حكومة إقليم كردستان أن تقدّم لنا ضمانات حتى نشعر بالأمان ونجهر أنّنا ديانة خاصّة .



ولا بد من الإشارة إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) قام بنسف ثلاثة من أهم مراقد الكاكائية الدينية في محافظة نينوى، وقد توعدهم التنظيم بالقضاء عليهم في قضاء داقوق التابع لمدينة كركوك .

وبعد أن سيطر تنظيم الدولة على مدينة الموصل في العاشر من يونيو 2014 شكّل الكاكائيون قوّة مسلّحة لحماية أنفسهم ، وقد سعت الأحزاب الكردية الكبرى للسيطرة على هذه القوة المسلحة، والتي يتم تمويلها من قوات البيشمركة الكردية .

ومن المهم أن نورد الكلام الذي يقوله الأستاذ عباس العزاوي عن هذه الفئة حيث يقول : “إن الكاكائية طريقة ، ثم انقلبت إلى نحلة ، ودخلها التحول في مختلف الأزمان ، ولم تكن قبيلة أو مجموعة قبائل أصلها واحد، وإنما هي نحلة تجمع قبائل تصوفية ، وهؤلاء لا يحصون عددًا ؛ فإن قبائلهم كثيرة وكبيرة ، ولا تفترق عن سائر القبائل الكردية ، فإن غالبها يسمى باسم المكان الذي نزله أو القرية التي حل بها ، وهي منتشرة في إيران والعراق ، وتحوي مجموعات تسمى قبائل .









#حسناء_الرشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- گاردينيا .. أحمد بخيت
- سوق الشيوخ .. وجه آخر للثقافة والحياة
- ( ما جايسك ) .. ترنيمة في حضرة الروح
- محمد وجيه .. سر قصيدتين
- ( الراهب ) .. قداسة الحب والشعر
- الناصرية .. - مزاجُ أنثى -
- نور السامرائي / فدعة بصرية
- (( قراءة في قصيدة من جيل البنفسج ))
- ميثم فالح .. قصيدة بغدادية ناضجة
- (( حسن عاشور بلم شعري على ضفاف كارون ))
- (( إلحاد ))
- (( اللادينية : أسباب - تاريخ ))
- - أيما صباح .. قيثارة الناصرية -
- صالون النواب الثقافي / خطوة في طريق إنجاح الشعر الشعبي
- إلحاد
- مهم للغاية
- (( صرخة ))
- { رسالتي الأخيرة .......إليه }
- { ترانيمٌ حائرة }
- { رسالةٌ ........ في الانتظار }


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسناء الرشيد - الكاكائية : تاريخ لا بد من معرفته