مرام عطية
الحوار المتمدن-العدد: 5945 - 2018 / 7 / 26 - 23:36
المحور:
الادب والفن
السويداءُ ياحديقةَ أحلامي ، ياحبِّي الأولَ ، يامدينةَ عشقي البهيَّةَ ، خبأتكِ بين القلبِ والشغافِ زمردةً ، سمفونيةَ عشقٍ رغمَ المسافاتِ ، كيفَ أخرجوكِ من محاجرِ عينيَّ وذبحوكِ ، فتناثرتْ حمائمكِ البيضاءُ شهيدةً على مذبحِ السَّلامِ ؟!
كيفَ تساقطتْ عصافيرُكِ الشَّجيةُ على بركة قلبي نائحةً كسيرةً ، فما استطعتُ ردَّ غدرهم عن شدوكِ ؟! كيفَ فجروا حقدهم في صدركِ ، وأدموا جفوني ؟ كيفَ صبوا كراهيتهم بنادقَ غدرٍ لتصطادَ فراشاتِ الحبورِ من ضفافي ؟!
أ علموا أنَّكِ أيقونةٌ صاغتها السَّماءِ من ماسٍ وياقوتٍ ، وزرعها الشَّممُ جمانةً على جيدِ بلادي العاجي ؟! أَمْ أنَّ جزيرتكِ الفيروزيةَ الزاخرةَ بالسكينةِ الطافحةَ بالحبِّ أثارتْ أطماعهم ، وكرومَكِ النَّديَّةَ أججتْ نارَ الغيرةِ في نفوسهم المريضةِ ؟!
أَعْلَمُ ياسمرائي الجميلةَ أنَّ زيتونكِ البتولَ ألهبَ شهواتهم الدنيئةَ ، وأنَّ ضفائرَ تفاحكِ الضاحكةَ حرَّكَتْ جحافلهم الوحشيةَ ، فتهافتوا أسراباً أسراباً ، يتضوَّرونَ جوعاً للإجرامِ والفتكِ
يالوحشيتهمْ !! برابرةٌ لم تتسعْ مراجلُ حقدهم لسنابلِ جمالكِ الوارفةِ الخصبِ، وجسدكِ النخيلِ الواقفِ بين الأَرْضِ والسماء فأحرقوكِ ، ياأرزتي الشامخةَ جهلوا من أنتِ ، ومن أيِّ وطنٍ انحدرتِ ، وماعلموا أنَّ في جيناتكِ روحُ التجددِ والحياةِ ، وأنَّ طائرَ الفينيقِ من سلالتكِ سينتفضُ فارساً ، ويلبسونَ الْخِزْي والعارَ يجرونَ أذيالَ العزيمةِ ، يطلبونَ النجاةَ ولات من مفرٍ أمامَ سنديانكِ .
#مرام_عطية (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟