أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مرام عطية - عربةُ الفرحِ ... سلالُ عطاءٍ














المزيد.....

عربةُ الفرحِ ... سلالُ عطاءٍ


مرام عطية

الحوار المتمدن-العدد: 5746 - 2018 / 1 / 3 - 17:29
المحور: الادب والفن
    


عزمَ الفرحُ على تعزيةِ المحزونينَ في أولى زياراتهِ للعام الجديد وتقديم الهدايا لهم
فمرَّ على منزلٍ اتَّكأ على تلةٍ حصىً هائلةٍ تهدَّمت أركانهُ، سألهُ مايريدُ كهديةِ عيدٍ من عربتهِ الفارهةِ فأجابهُ : أريدُ أولادي وأهلي ، ثُمَّ مرَّ على دمعةٍ تتدحرجُ من وجنتيَّ طفلٍ يتيمٍ وسألهُ أنْ ينتقيَ من عربتهِ هديةً فأجابهُ : لقد ضاعتْ مني لمسةُ أمِّي و لعبةٌ من بابا نوبل ، مرَّ على عجوزٍ سافرَ أولادهُ وتركوهُ لأنيابِ الوحشةِ فسألهُ أن ينتقي منه هديةً فقالَ له : أعطني الصبرَ و قطعةَ حنانٍ دافئةٍ
وحينَ وصلَ إلى امرأة ثكلى لم يسألها ماتريد بَلْ انثنى تصدعاً لمَّا أفرَغَ عربتَهُ من الهدايا ، ولم يستطعْ أن يقدِّ مَ لها ابتسامةً .
عادَ إلى الوطنِ شاحباً حزيناً فليسَ لديهِ مايقدّمهُ لهُ . رأتهُ نخلةٌ من عشتارَ فهرعتْ إليهِ هاتفةً : لا لا تبكِ أيُّها الفرحُ الجريحُ فأمواجُكَ سلالُ رضىً تموجُ عطاءً، مطرٌ قدسيٌّ يعمرُ القلوبَ بهطولهِ ، يدكَ البيضاءُ مروجٌ خضرُ، قبلةُ البحرِ للشطآنِ لمسةُ النورِ للظلامِ و شوقُ النَّحلِ للزهرِ ، طعمٌ لذيذٌ مذاقكَ ، ثمرةٌ لذيذةٌ في فمِ عطشانِ ، وقطرةُ ماءٍ لتشققِ شفاهِ نبتٍ ، كسرةُ خبزٍ لجائعٍ ، خيمةٌ للمشردين في الحربِ ،أناملُ سرِّيةٍ لشفاءِ المرضى تورقُ بين النبضِّ والضلوعِ ، و ركوةُ تلاقي في رحابِ الشَّوقِ المسفوح ، نغمةٌ عطرةٌ في أسماعِ كلِّ مجتهدٍ دؤوبٍ ، لوحةٌ فاتنةٌ تمورُ بالسِّحرِ في قصيدةٍ شاعرٍ و أغنيةٍ جميلةٍ لفنًّانٍ ، أو تربيتةُ كتفٍ كرسيُّ إجلالٍ ومائدةُ اهتمامٍ لعجوزٍ سافرَ أولاده وتركوه نهبَ الضياعِ ، لعبةٌ محببةٌ لدمعةِ طفلٍ يتيمٍ
كنيسةُ الذِّكرياتِ على ضفافِ الماضي الجميلِ
ومواقدِ الَّلهفةِ الَّلاهبةِ في ثلجِ المشاعرِ
قصصُ كانونِ البرتقاليةِ وحكايا الجدةِ للأطفالِ
لونُ الوطنُ القادمُ معَ الأهلِ والأبناءِ رافلاً بالأمانِ أنتَ .
ماأجملَ ألونَك أيُّها الفرحُ ! وماأعذبَ هداياكَ !
حقائبكُ السنيَّةُ أمنياتٌ عِذابٌ ، هيا ساااارعْ إلى الكونِ .
-----



#مرام_عطية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تراتيلها تدقُّ .... أجراسَ كنيسةِ الغيابِ
- ماستا الشَّرقِ .......بغدادُ والشآمُ
- جرفُ البؤسِ .......مقبرةُ الأحلامِ
- أنهارُ عينيكَ العسليَّةُ .....تكسرُ شراعَ الريحِ
- مرحى لك... أيها النهرُ
- سحائبُ شفتيكِ ..... ألوانُ حياةٍ
- أسماكُ اليبابِ ....تتقافزُ على سهولٍ خضراءَ
- لا تبك أيّها الصبر
- أحلامُ الشتاءِ الورديَّةُ ..... تقطفُ الصَّبارَ
- أجنحةٌ بيضاءُ تلَّوحُ ...... في موكبِ الوداعِ
- الرحمة لعصافير وفراش بلادي...5/ 12/ 2017 كيفَ أذيبُ صدأ الجه ...
- غزالةٌ رشيقةٌ .....على ضفافِ الأملِ ( سرد تعبيري )
- بمراكبُ العطاءِ .......العبورُ أسرعُ ( سرد تعبيري )
- خزانةُ صدأٍ ........ تقاضي أميرةٌ
- عيناكَ .... قاموسُ الوردِ
- قطارُ الأحلامِ .... يلوِّحُ من بعيدٍ
- لاتبيدوا ............سلالةَ الزَّهر
- همسٌ شفيفٌ يطفو ...... برعشةِ سنونو
- فَوْقَ جسرِ الجمالِ ......حمائمُ بيضاءُ ( سرد تعبيري )
- أملٌ أخضرُ ........ يُولَدُ من خيبتي


المزيد.....




- براد بيت اختبر شعورا جديدا خلال تصويره فيلم -F1-
- السويد.. هجوم جديد بطائرة مسيرة يستهدف الممثلية التجارية الر ...
- -البحث عن جلادي الأسد-.. فيلم استقصائي يتحول إلى دليل إدانة ...
- تقرير رويترز 2025: الجمهور يفضل الفيديو والصحافة البشرية وهك ...
- هكذا تصوّرت السينما نهاية العالم.. 7 أفلام تناولت الحرب النو ...
- بعد أسابيع من طرح الفيلم ونجاحه.. وفاة نجم -ليلو وستيتش- عن ...
- ابتكار ثوري.. طلاء -يعرق- ليُبرّد المباني!
- كيف يساهم تعليم العربية بكوريا الجنوبية في جسر الفجوة الثقاف ...
- بالتزامن مع تصوير فيلم -مازيراتي: الإخوة-.. البابا لاوُن الر ...
- -الدوما- الروسي بصدد تبني قانون يحظر الأفلام المتعارضة مع ال ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مرام عطية - عربةُ الفرحِ ... سلالُ عطاءٍ