مرام عطية
الحوار المتمدن-العدد: 5714 - 2017 / 11 / 30 - 15:30
المحور:
الادب والفن
لاتبيدوا ............سلالةَ الزَّهر
**************
ثلاثةُ أطفالٍ قادمونَ من المدرسةِ ، يمرحونَ بين الأنقاضِ والرمالِ ، يبحثونَ عن دميةٍ سرقتها من بيتهم الحربُ ، ينقِّبونَ ويحلمونَ عساهم يجدون شبيهاً لها ، من بعيدٍ يصطادهم صاروخٌ عتيدٌ
يجيدُ التقاطَ دماهُ ، يكسرُ بللورَ الأحلامِ في ساحةِ حربٍ بين الملائكةِ والبغايا...................
الأصيلُ حزين ، يقطرُ دماً يلوِّحُ بالغيابِ من خلفِ أستارِ المدى، أمٌّ وثلاثةُ عصافيرَ لا شاهدَ على الجريمةِ إلا غزالةٌ وخرابٌ ، بركةٌ من الأرجوانِ بفمِ السرابِ ، طائراتٌ تمشِّطُ الرَّبيعِ تسكرُ من نبيذٍ الموتِ كلَّما أفرغتْ حمولةَ ألغامِ المتفجراتِ على شطآنِ الحياةِ
ماكينةٌ بربريَّةٌ أينَ منها نيرانُ نيرونُ الهمجيَّة .. ؟! تغنِّي قصائدَ الأفاعي والعقاربِ ، تتفَنَّنُ في خرائطِ الدَّمارِ تمسحُ الأزرقَ عن اليمِّ ، رياحٌ غريبةٌ تحصدُ سنابلَ الجمالِ ، تتسلَّى كمدخنٍ يهوى التَّبغَ مع قهوةِ الصَّباحِ ، استفاقَ على جرائمها هتلرُ تنكَّرَ لتاريخها التتريِّ تفتَّتَ كبدهُ ، وجههُ الأسودُ عادَ للتِّو أمام أنيابِ ذئابهم الحمراءَ أبيضَ !
لا تصرخي أماهُ ما من مجيبٍ لا أذنَ تسمعكِ ، ولا عينَ ترى إلا هذا المدى الممتدَ بين روحك والإلهِ ، الجميعُ أقفلوا أبوابَ قلوبهم ونوافذَ الوجدان ، خذي صبري ، أو امنحيني أرطالَ الصَّبرِ لافرقَ وضمِّيهم بين النَّهدِ واليدين أعيديهمْ إلى مهدهم من هذا الشَّقاءِ ، وادفنيهم في الوريدِ أنقياءَ ، أبعديهم عن عالمِ الطغاةِ عالمٍ لا مكانَ فيه للطَّفولةِ والبراءةِ والحمامِ ، عالمٍ لا أدري بأيِّ ضحكةٍ سيبتسمُ ، ويدرسُ بيادرَ الألمِ ؟!
أو بأيِّ عطرٍ سيتعطرُ ويخفي روائحَ العفونةِ الآدميَّةَ إنْ أحرقَ سلالةَ الزَّهرِ ؟!
--------
مرام عطية
#مرام_عطية (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟