|
العيتاني والحاج بين قواعد العِشْق والتلاعب بأجهزة الدولة ..
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 5906 - 2018 / 6 / 17 - 20:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
العيتاني والحاج بين قواعد العِشْق والتلاعب بأجهزة الدولة ..
مروان صباح / من واقعة العيتاني والحاج ، يسهل للمرء التعرف كيف تسير الأجواء في الدولة اللبنانية ، الأول ، لأسباب لا يعرفها سوى سوزان الحاج ، تم اعتقاله بتهمة خيانة الوطن ، بل ، تمكنت سوزان من تجيش الإعلام اللبناني والعربي معاً من أجل التشهير بزياد ، والهدف من ذلك ، يبدو مساومته على شيء مازال أمره مجهول أو اغتياله معنوية وعائلياً ومهنياً ، وقد حصل هذا بجدارة ، طبعاً بفضل إمرأة ماكرة ، اختزلت الدولة داخل مكتبها ، لكن لحسن حظ المخطوف ، ساهمت الانتخابات البرلمانية الأخيرة بشكل عميق في كشف براءة العيتاني التى أسقطت عنه جميع التهم ، وبالتالي، حافظت على الشهرة التى اكتسبها مجاناً ، بل ما يُربك المحلل ويضيف على القضية نوع غموضي ، بالطبع ، في سياق المفاجآت ، وضمن حلقات من حزازير الردئية ، خروج سوزان الحاج من موقع اعتقالها وهي تردّد بأنها تنتظر برائتها ، فإذا ، كانا المتهمين بريئين فمن هو المتهم حقاً ، يبدو الجهات اللبنانية الرسمية تعاملت مع المسألة بطريقة ابتكارية جديدة ، حبستك ظلماً ، وحبستني قهراً ، طيب ، في هذه المعمعة اللاخلاقية ، لدى شخصياً أقتراح ، أظن بتحقيقه ، الأمور ستسير بالاتجاه الأصح والاشتباك سينفض ، على المحكمة المكلفة بالنظر بالقضية ، أن تقدم على تزويج سوزان من العيتاني ، كي تنتهي المشكلة من جذورها .
كل ما جرى ويجري من انتهاكات في العالم الثالث ، سببه عدم تمكن القضاء من القيام بدوره ، مازال القضاء مؤسسة تتبع في حقيقة أمرها للجهات التنفيذية ، ومادامت الحكاية مستمرة بهذا الايقاع ، سنشهد من هذه الأفلام الطويلة ، ما لا يخطر على البال ولا على الخاطر ، بل ، لو كان هناك قضاء يُحسب له حساب ، ما تجرأت سوزان الحاج على تلفيق قضية لمواطن ، بل ما هو أخطر من مسألة التطاول ، عدم اكتراثيتها بالقضاء جملةً وتفصيلاً ، وهذا بالطبع ، نابع من تراكم تكويني للفرد العربي ، بأن هذه المؤسسة ، قابلة للتحيز والرضوخ ، وهذا لا يحصل ، إلا إذا كانت ، طريقة التعين في سلك القضاء مضروبة ، الكثير من أعضاء السلك ليسوا على قدر من المسؤولية ، فالقاضي في المفهوم المعرفي ، هو جامع ما بين الحكمة والعلم ، الذي من المفترض أن يشكل لديه وازع أخلاقي ، ولأن وايضاً بالقاضي يصلح المجتمع وبه يفسد ، كان الله عز وجل ، قد خاطب النبي داوود عليه السلام ، في القران الكريم / ، يا داوود إنا جعلناك خليفة في الأرض ، فحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله ، ان الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب ، أي أن المسألة كلها ما بين إتباع الحق أو التناسي والضلال ،
وبمعنى أخرى ، العدالة لا تبدأ ولا تتوقف عند دوائر القضاء ، بل ، تبدأ بالحاكم ، وكلما إزدادت نسبتها في رأس الهرم تتضاعف في أركان الدولة والعكس صحيح ، بل ، مسألة البحث عن الحقيقة ، كانت قد إبتدأت بين إبليس وآدم ومن ثم أحدثت شرخ ذو طابع استمراري بين أولاد أدم ، وبهذا المعني ، تصبح المسألة واضحة ومفهومة الأسباب ، أي أن هناك كسول يرغب بتحقيق أهدافه دون اجتهاد ، وعليه ، اسقط جميع المعايير الاخلاقية من أجل الوصول لهدفه ، وآخر انقسم عمله بين الاجتهاد وصد الأذى ، وعند هذه الحجة الصورية إياها ، يتسأل المرء ، كيف هي أحوال البلدان الأخرى ، فإذا كان بلد مثل لبنان ، يتمتع بمساحة من الحرية ولديه قنوات فضائية وايضاً وسائل اخبارية متعددة ، يقال فيهما كل شيء ومهمتهما الأولى ، فضح المستور ، مع هذا ، استطاعت سوزان النيل من بَرِيء .
الخلاصة الأخيرة ، وهي خلاصة من إنتاج سوزان الحاج ، بإمتياز ، نبهت سوزان المراقب عن أمر بالغ الأهمية ، بأن دولة كدولة لبنان ، صحيح أنها تتمتع بحرية كبيرة ، لكن العدل فيها ، قابع خلف قضبان المتحررين وليس أحد أخر . والسلام كاتب عربي
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رسالة إلى الملك عبدالله الثاني / ملك الأردن ..
-
الحرية والخبز ...
-
من يحدد الرحيل أو البقاء
-
مفارقة بين من عرف قدره ومن يخون صوته ..
-
إيقاع المسحراتي واخر مطبلاتي ...
-
دول فاضلة وأخرى شريرة وواحدة بينهما فاصلة
-
تحديات تنتظر سعد الحريري / أمل بين حقول من الكاذبين ..
-
الشرق يغرق في التقليد والأمريكي يركض في المريخ الأحمر
-
العراق بعد تحجيم داعش ونتائج الانتخابات / مقتدى الصدر امام ا
...
-
الانتقال بمهارة من تمزيق الحضارة العربية إلى الاسلامية
-
يَوْم زفافي للإسرائيليون ومأتمي للفسلطينيين ...
-
فضائل تيار المستقبل ...
-
تسول شوارعي وأيضاً عقلي ..
-
ذكرى الخامسة لرحيل ابو محمود الصباح / ياسر عرفات ابو صالح اخ
...
-
في ذكرى رحيل ابو محمود الصباح .
-
البقرة والملك مفتاح المملكة اليهودية ...
-
بين الاهتداء إلى الذات والتيهة داخل الذات .
-
دولة اللصوص
-
تحالفات ما قبل القيامة .
-
تغير نمط التفكير ..
المزيد.....
-
موسكو تؤكد استعدادها مع بكين للمساعدة في تحقيق الوحدة الفلسط
...
-
هنية يهاتف وزير المخابرات المصرية بشأن مفاوضات وقف إطلاق الن
...
-
مجموعة ملثمة مؤيدة لإسرائيل تهاجم مؤيدين للفلسطينيين في جامع
...
-
شاهد: انهيار طريق سريع جنوبي الصين يودي بحياة 48 شخصاً
-
واشنطن تعتبر تصريحات قيادة جورجيا حول تهديدات الغرب تقويضا ل
...
-
عالم أحياء يكشف الخصائص المفيدة لزهور الزيزفون
-
الشمس تومض باللون الأخضر لبضع ثوان في ظاهرة نادرة للغاية
-
تحذيرات من علامات في كتبك القديمة قد تعني أنها -سامة عند الل
...
-
الإعلام العبري يكشف عن انتشار غير عادي للجيش المصري على حدود
...
-
دراسة تونسية تجد طريقة بسيطة لتعزيز فقدان الوزن
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|