يوسف حمك
الحوار المتمدن-العدد: 5821 - 2018 / 3 / 20 - 19:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المعايير الحزبوية ، و القيم الدخيلة ، و مصالح القوى العظمى ، و الهويات الفرعية تخلق أزمةً ، و العناوين الثانوية تعمق الخلل في الفكر ، و شرخاً عميقاً في المجتمع ، و هبوطاً للقيم المشتركة . فظهور مشروعاتٍ سياسيةٍ متنافرةٍ تفرض على بعضها القسر و الإكراه و الإقصاء ، و تصنع التجزئة ، و العمل حسب التراكمات الجهوية الخاطئة .
القفز على الهويات الفرعية ، و المصالح الثانوية بات أمراً ملحاً ، و الانصهار في بوتقة الوطن ، و تقوية الشعور بالانتماء الحقيقيِّ . كما الحد من القهر السلطويِّ ، و التغلب على الصراع الهامشيِّ و التشرذم ، و الاعتراف بالآخر ، و النظر إليه كشريكٍ فاعلٍ يحق له ما يحق لغيره .
إعادة النظر لبناء ما تم هدمه ليس بالأمر المستحيل ، و التغلب على هواجس الخوف من تقوية نفوذ الآخر يمكن الوصول إليه بالحوار الوطنيِّ الجديِّ الهادف ، و إيقاظ القيم الأخوية الأصيلة المختزنة في القلوب التي تتضمن ملامح الهوية الوطنية ، تسمو على كل الانتماءات الثانوية ، و تعلو فوق كل الولاءات الضيقة .
الانتماء للشعب واجبٌ ، و الولاء للوطن و الدفاع من أجله أوجب ، و احترام كافة المواطنين بلا تمييزٍ ، فمساهمة الجميع في صنع القرارات المصيرية ، و زرع الثقة المتبادلة على اعتبار أن الوطن للجميع ، و النضال على أساس المصالح الوطنية العليا ، وتنمية الإحساس الوطنيِّ ، و الاندماج في عمق الوطن ، و عدم الاحتكام إلى لغة العنف و السلاح ، بعيداً عن الشعارات الجوفاء ، و تقديس رجال السلطة ، كما توحيد خطاب الرموز السياسية بما ينسجم و مصالح الجميع ، و الانسلاخ من المحاور الإقليمية و الدولية التي تساهم في إضعاف الهوية الوطنية ، و تزيد التوتر ، و تعمق الاستبداد .
يرتفع منسوب الانتماء للوطن بشكلٍ صارخٍ حين تعرضه لأي اعتداءٍ بغيضٍ . فيرتقي لدى البعض إلى حد التضحية بالروح عندما يمس الاعتداء الجذور و التراث و الحدود الجغرافية - حتى و إن حطوا رحالهم على أرضٍ أخرى فاكتسبوا جنسيتها -
تكريس الانتماء للأصل يظل مفعوله أقوى ، و صوته أعلى و أعظم .
و لتقليص دورالهويات الفردية و الثانوية يتطلب الاسترشاد بالوعي الجمعيِّ ، و تكريس ثقافة المواطنة الفعلية باتجاه تفعيل دور الهويات الوطنية ، و ترجيح مصلحة الوطن على المصالح الضيقة . فمواجهة تحديات الحاضر المروع التي تهز الضمائر .
#يوسف_حمك (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟