أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال تاجا - البحث عن مثوى أخير














المزيد.....

البحث عن مثوى أخير


كمال تاجا

الحوار المتمدن-العدد: 5792 - 2018 / 2 / 19 - 20:19
المحور: الادب والفن
    


منذ أمد بعيد
مات شيء ما
كشعور رهيف
كان يسكن بين الضلوع
~
وانتهى أمره
مع كل خافق
بيّن جوانحي
لم أكن أتوقع
أن أفقده
~
وغاب كعزيز قوم
على قلبي
رفرفة فراخ
فراقه
~
وهو الذي ترك فجوة مؤلمة
كطعنة سكين بالعمق
وجال باللحم الطريّ
وولج في عميق مكنوناتي
لا يمكن ملء أمكنة
توغله
بين الحنايا
~
ولا يستطيع لأحد
تعويضه
ولا القيام بمهام
المثول
بمقامه
~
وفجأة سقط على الأرض
مهشم شدة البأس
كإناء من الكريستال الثمين
وبعدما وقع ومن يد آثمة
فوق صخرة منتهى الصلابة
ليحطم ما بوسع
رأس صلفة
على التصدع
ومع كل انكسار شأفة
~
وحطم كعصف مأكول ~
ككأس نبيذ فارغ
ضرب قعره
بعرض الفائض
~
كعروض تهميش أمة
عن بلوغ المنى
~
وكتحطيم أنفة
وتهشيم شعب
ضل سبيلة
وتشتت شمله
وتابع مسيرة
فراره
كحارس ضياع
وفي أصقاع
كل البلاد
وإلى أجل غير مسمى
~
وتاه كإنسان نكرة
كلاشيء يذكر
بين الأمم
~
ونام على حافة
كل الأرصفة الحضارية
بلا مأوى
وبلا ذود عن الحمى
~~~
وهكذا أيها الساسة
ودون سابق إنذار
تحطم قلبي
وتهافت عليّ
دنو حتف
لا أعلمه
وعشت حياةّ
غير أكيدة
وتحت وابل قصف
وبنيران مجهولة الهوية
~
وحتى وقع كل أبناء هذا الشعب
شهداء أزيز رصاص
صدق نوايا
لا ترقى إلى ذم
وبمدافع الهاوون
~
لمواطن محصن
بيقين صادق
ومن ذلك النوع الذي
يصعب التفريق بينه
وبين أطيافه
والمتشبث بالدبابيس الأبدية
ككيان من البنيان المرصوص
~
والمغروس
كإصبع ألم
في الوجدان
وكخدش حياء
لبشر السطوة
لا يلقى أدنى تأنيب
~~
ومنذ ذلك الحين
وأنا أعد العدة
لدفنه
دون أن أحظى
بضريح راسخ بالثرى
يليق بمثواه الأخير
يرفع لافتة
تصرح عنه
ودون أن تبدي
ما يظهر من حقيقة أمره
للعامة من البشر
كمغلوب على حربه
~
لأتحول أنا
أينما حللت
كمثوى أخير له
كنعش محمول
كجنازة متواصلة
كقبر مجهول
~~
وأنا أطوف من مقبرة
مغمورة بالماء
إلى شواطئ مجهولة
صعبة مراس التضاريس
أبحث بين الغرقى
عن لفظ أنفاس
لشعب
غاطس الرأس تحت الماء
ولأحدث وبلا حرج
عن كل ما شبه لهم
من إشراف على الغرق
~
وأفتش وفي كل أصقاع
بلاد الله الواسعة
عن أثر
لموطئ قدم
تركها
بين أخف حافية
لا تترك أثر
لوطء
~
وأنقب وفي كل مكان
على أديم الأرض
كان يجهل مثوله
وأسال الناس
الذين لا يهمهم عبوره
~
وأحدق في عيون الغرباء
لأسال المارة
عن شق سبيل له
~
و أبعث مع السابلة
تلويحات
عن مواعيد
ضياع أثره
~
وأقلب أوقات مثوله
مع إلقاء تحية عاجلة لكل
من طاش صوابه
بعدما نسي أمره
~
و أسأل كل المثابرين
بالبحث
عن أوقات ظهوره
عن خبر
يؤكد لحظات وقوعه
وفي أوقات حضوره بالنفس
~
و أخطب ود العابرين جميعاً
عسى أن يأتوا
على ذكره
ولو عرضاً
~
وأغوص في قيعان البحر
أفتش بين الغلاصم
عن اثر
له زائل
~
وأعرج على أسماك القرش
لأنكش بين أسنانها الناهشة
عن بقايا مذاق منه
~
وأجر أحمال الطريق
إلى بلاد غير مأهولة بالسكان
مرة أتوه
ومرة أتذكره
~
أبحث عن وليف
دائم الحضور
يناجيني
وأتذكره
~
عن نديم
ملأ الكأس
وغادر
على عربات المنفى
من غربة
إلى تمثيل مهزلة
~
أبعث بسلام
مع أعز الصحاب
الموزعين في كل البلاد
ليساعدوني
في حمل جثمانه
النكرة
والذي كنت أشيله
وأحطه
وإلى كل مكان
فوق اليابسة
وتحت الأرض
وفي أعالي البحار
~
و أمدده كجثة هامدة
على طبق نعش
ولأضعه
وعلى أكتاف كل المشييعن
وفي كل مأتم
إلى سرادق عزاء
لأتفقد غيابه
ودون أن أحظى بمقام
فوق الثرى
لأدفنه
كشعب مغلوب
على وطنه
ولأجمع رفاته
في مقبرة الأمة العربية الكبرى
~
ولأحجز له
حيز بسيط
في قبر الجندي المجهول
الذي كنت أسعى إليه
تحت التراب
كمرقد وطن
لا أكاد أطوله
بالدفن
ولا في إقامة سرادق
عزاء
فوق مثوى وطن
لم أعد أنوله



#كمال_تاجا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرجار لحظ
- الطائر الحر
- ضيوف زمهرير
- القمحة والديك
- ارتكاب جريمة إعلان الحرب
- كلمحة وجيزة
- تلويحة
- ديوان لافتات انشداه دفتر - 76
- هلاك مطبق الفم
- ديوان لافتات انشداه 75
- رواد مرابع الليل
- ورود نائحة
- حبيبات عرق (القمح)
- وردة برية
- الصيد الجائر
- الهرواة والشعب
- موعد على الرصيف
- قلب نابض
- شعب في ضيافة زمهرير
- على حلبات التراشق بالنظر


المزيد.....




- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...
- رواية -خاتم سليمى- لريما بالي.. فصول متقلبة عن الحب وحلب
- تردد قناة سبونج بوب على النايل سات …. أجدد الأفلام وأغاني ال ...
- الكشف عن القائمة القصيرة لجائزة -PublisHer-


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال تاجا - البحث عن مثوى أخير