أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال تاجا - شعب في ضيافة زمهرير














المزيد.....

شعب في ضيافة زمهرير


كمال تاجا

الحوار المتمدن-العدد: 5753 - 2018 / 1 / 10 - 18:43
المحور: الادب والفن
    


شعب في ضيافة زمهرير

الرياح تعدو
بنزق شديد
لتهز حبال
وتقتلع أوتاد
خيام الشتات
المنصوبة بالخلاء الأممي
من وخزة ضمير
~
ودون أن تجد المروءة~ الدولية
يداً ممدودة
للإنسانية المغلولة
إلى عنقها
بسلاسل وقيود تنكيلية
لتحطيم بلاد الشام
فوق رؤوس أهاليها
~
ولا خلاصاً من القر
والذي كان يصفر
في رقصات زوابع
وعلى وقع أهازيج
تعزفها ريح صرصر~
مع هرولة العواصف
~
وليدخل الزمهرير
من ثقوب
خلفتها ظروف
نقص الحمية
إلى تقويض الخيام
والتي كانت تحرس
نوبات الصقيع
في فلاة البرية
~
وهي تنتظر
لتنفذ
و من فتحات
و مزق الشوادر
كسوط عذاب
~
وليستقبل الأب البار
لأهله
بقايا أسرته المنكوبة
الموزعة على كل أصقاع الشتات
~
وهو الذي كان يلتحف
مع أسرته
برجفات الهواء
مثل كل ساكن بالعراء
ويحضن أولاده
وقد أخذتهم رجفة
ارتعاد الفرائص
ليضمهم بملء عبابه
~
وهم ينفخون بخار
أكتظاظ الأنفاس
الباحثة عن دفء
في أكف
توجه لكمات مشلولة
لتبدل الطقس
~
ويجلس على فراشه
ضيوف زمهرير
من برد
شتاء قارس
~
ويسهر
مع وليف قر
في ليلة عاصفة
~
ويعانق نديم
من البرد
جاء على متن
قطار من الزوابع
~
وتتمسك بأعطافهم الرجفة
دون ذرة حياء
لتقديم حطب مروءة
أو وقود
حمية
~
و خاصة عندما وقف
ذوي القربى
عاجزين عن تقديم
يد المساعدة
مع جيران
أسقط من أيديهم
أمام مطلب حق
لشعب قام
يحتطب
أعواداً يابسة
مع قش هش
ومن بين أشواك لاسعة
لا تقيم أودهم
من دفء
لأمس الحاجة
~
ولا حراك دولي
ليقي
الأطفال المشردين
من البرد
ولا من هبوب زوابع
الخذلان العالمي
والتي كانت تتمسك بأضلع
أوصالهم
طوال تبدل طقس
إنساني منحرف
لسبع سنين عجاف
خلت بالشعب
الشامي العريق
~
ولا أحد انتبه
لمعضلة طول المقام
تحت الخيام المهترئة
من تعاقب الفصول
على شعب أصيل
وراسخ
فوق مرابض
مسقط الرأس الشامي
لم يحرم من مأوى
وطن
طوال كل العصور المنصرمة
للتاريج القديم
والحديث
~
وللتذكير
هؤلاء هم الذين
كتبوا على الطين
كل فصول
بدء التكوين
~
وقدمو للحضارة
الأبجدية الأولى
وأصول التدوين
~
ناهيك عن الخوض بوحل
مدن الشتات
والمتشبث ~ كوصمة عار
بالوجدان الأممي
والذي سرعان ما يزول
تجرفه السيول
وتلقي به في بحر النسيان
~
مع كل الخطوات العاثرة
التي تركها
الوط ء الشديد
للأزمة
كطعنات مؤلمة
لجروح القلب
على أطفال أبرياء
لم يجنوا
على أهل أحد

كمال تاجا



#كمال_تاجا (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على حلبات التراشق بالنظر
- الشام ~ فيها منافع شتى
- البنيان المرصوص
- أمة مغلوبة على حربها
- ضريح الجندي المجهول
- ليل داج
- لقمة مدنسة
- ديوان لافتات انشداه دفتر - 74
- ديوان لافتات انشداه دفتر - 73
- عيش على انفراد
- الشام مسقط رأسي
- وطن - خارج قبضة الثرى
- فقر مدقع
- ديوان لافتات انشداه دفتر - 72
- ديوان لافتات انشداه دفتر -71
- ديوان لافتات انشداه دفتر - 70
- الشاعر
- مواطن دايت
- عاشقة
- مثل أي دابة


المزيد.....




- التشكيلي يحيى الشيخ يقترح جمع دولار من كل مواطن لنصب تماثيله ...
- عمر خيرت: المؤلف المتمرد الذي ترك الموسيقى تحكي
- ليوناردو دافنشي: عبقري النهضة الذي كتب حكاية عن موس الحلاقة ...
- اختفاء يوزف مِنْغِله: فيلم يكشف الجانب النفسي لطبيب أوشفيتس ...
- قصة القلعة الحمراء التي يجري فيها نهر -الجنة-
- زيتون فلسطين.. دليل مرئي للأشجار وزيتها وسكانها
- توم كروز يلقي خطابا مؤثرا بعد تسلّمه جائزة الأوسكار الفخرية ...
- جائزة -الكتاب العربي- تبحث تعزيز التعاون مع مؤسسات ثقافية وأ ...
- تايلور سويفت تتألق بفستان ذهبي من نيكولا جبران في إطلاق ألبو ...
- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال تاجا - شعب في ضيافة زمهرير