أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال تاجا - حبيبات عرق (القمح)














المزيد.....

حبيبات عرق (القمح)


كمال تاجا

الحوار المتمدن-العدد: 5764 - 2018 / 1 / 21 - 15:17
المحور: الادب والفن
    



أتنصت بشعف عريض
على ضربة الفأس
بيد فلاح
متقن صنعته
ينبش بالأرض
عن خير وفير
~
وأتابع حنية ظهر منجل
يحصد رؤوس السنابل
وباليد الطيبة
لمزارع
ضارب فأسه
بالأرض
~
عن رفش
حضنته قبضة قوية
لعامل متابع
كان يروي
للثرى الطاهر
قصة روعة
ارتقاء حقول السنابل
وهي تتقافز
فوق أعمدة
من القش الهش
~
وتتابع نموها
وهي ترفع رؤوس سنابلها
وبالانتصاب الهائل
وقبل أن تقع
كلقمة طيبة
تحت أضراس شهيتنا
~
لأملى العين
بحقول القمح
والتي كانت تتكاثف
بين أحضان
طبيعة خصبة
غنية عن القصف
بنيران عدوة
وصديقة معاً
إلا من لهيب
حرقة قلوبنا
على ضياع مواسمنا
هباء
تذروه الرياح
كالهشيم
في وخز دموعنا النائحة
على قحط
ولا نستطيع أن ننسى
كيف كانت تجرده
ومن كل خصب وفير
~
وويلي
على ما جنت أيدينا
لإتقاء قيظ
حر الهجير
وفي تحمل سبع سنوات عجاف
حتى هلكت الماشية
ونفقت البقرات
التي بقرت بطونها
بحراب السفك
و نكئ ضرعها
رغم أنفنا
بالشام الجريحة
~
والحديث يطول
على ما لحق
بالأم الكبرى
الشام
من هلاك متواصل
والتي اتخذها كل العالم
حقل رمي
سهام جارحة
ومن كل خصوم الداخل
والخارج~ مفقود
~
ولقد رأينا
رأي العين
أسراً هالكة
لأربعة عشر مواطناً
شامياً
لقوا حتفهم
في ظلام الليل
مع أطفالهم
طلباً للحرية
وقد لفهم الثلج
ببرودة الطقس
بالعراء
دون دفء
من قلب إنسانية
متوقف عن ضخ
لهيب حطب
البر بأهلنا
~
وكان الليل والزمهرير
شاهدان
وكانا بهم متربصين
وقد هلكوا جميعاً
مع تساقط الثلوج
وفي ليلة ليلاء
من زمهرير
شتاء
يوم عاصف
~
وسنابلنا ما زالت
تتوكأ على أعواد الخصب
وتسير فوق حلبات الحقول
على قوائم
راسخة بالتراب
وهي تطرق بالأرض
لترى محط نظر
حبات القمح
عند النضوج
~
ولتملأ بملايين
قبضات الأكف
والتي كانت تقوم بقسمة
رغيف
على طبق العيون
لقمة تلو اللقمة
لتسكنها
في معدة جائع
وتلقم بها
فم محروم
~
وأيضاً لإكرام الضيف
ولو حادوا عن صواب
الأصول العريقة
للأقرباء بالعقيدة
وعند زيارة مقدساتنا الهرمة
هذا ولم يتضح لهم
بعد أربعة عشر قرناً
براءتنا
من دم يوسف
والحسين
و لا لم من نشارك بصلب
يسوع المسيح
ولم يعثروا بين أصابع
أكفنا
على أثر زائل
للرجم بالحجارة
على خطيئة عاهرة
أخلت فرجها
لكل وطء عابر
فوق أرائك النزوة
وقد تركت
ميل جانبها
وهو مفترش أسرة اللذة
المنفرجة الفخذين
~
ولا نعرف البتة
كيف نطح الخنزير البري
الإله أدونيس
فسفح دمه
مع شقائق النعمان
الذي صبغ رقرقة
مياه النهر
بنزف دم أدونيس
الأحمر القاني
~
ولا ندري من قتل
كل آل البيت
لأننا لم نكن موجودين
وقتئذ
لا في ذلك الزمان
ولا في مكان
ارتكاب هذه الجريمة
النكراء
~
وهذا ولنزيدكم علماً
أننا من الغير المشاركين
في محرقة اليهود
العائدة إلى هتلر
أيضاً
بل بقينا نحن
وما نزال معرضين
للحرق
في أفران
الجحيم الصهيونية
~
وليس لنا علاقة
بهزيمة نابليون
في وارتلو
إلا على أسوار عكا
بيد الجزار
~
هذا ولقد استمتعنا
برؤية
السنابل الهشة
وهي تخفض رأسها
مع غص زيتون
لتقرؤنا السلام العادل
~
وأخذتنا الحمية
وهي تهتز طرباً
لتحوط
ومن كل جانب
خطف لب
حقل قمع متلهف
لضم ساعديّ
حصاد
ذاهب إلى بيادر
سد رمق
ومن كل جوع عتيق
~
مع جيش جرار
من حبات قمح
تجرها أحصنة عوز
إلى أكياس طحين
لتعجن
أرغفة خبز
للقمة كفاف
أمس الحاجة
~
ولإشباع نهم
أولادنا
ومن يد طبيعة
تجزل عطاؤها
كلقمة سداد
مرجوعها إلينا
في الشام
مهما نأينا عنها
ستظل
و إلى الأبد
مسقط رأسنا الأمين
على تراث
أوابدنا الخالدة


كمال تاجا



#كمال_تاجا (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وردة برية
- الصيد الجائر
- الهرواة والشعب
- موعد على الرصيف
- قلب نابض
- شعب في ضيافة زمهرير
- على حلبات التراشق بالنظر
- الشام ~ فيها منافع شتى
- البنيان المرصوص
- أمة مغلوبة على حربها
- ضريح الجندي المجهول
- ليل داج
- لقمة مدنسة
- ديوان لافتات انشداه دفتر - 74
- ديوان لافتات انشداه دفتر - 73
- عيش على انفراد
- الشام مسقط رأسي
- وطن - خارج قبضة الثرى
- فقر مدقع
- ديوان لافتات انشداه دفتر - 72


المزيد.....




- مئات المتاحف والمؤسسات الثقافية بهولندا وبلجيكا تعلن مقاطعة ...
- ساحة الاحتفالات تحتضن حفلاً فنياً وطنياً بمشاركة نجوم الغناء ...
- تهنئة بمناسبة صدور العدد الجديد من مجلة صوت الصعاليك
- انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
- انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
- لا أسكن هذا العالم
- مزكين حسكو: القصيدة في دورتها الأبدية!
- بيان إطلاق مجلة سورياز الأدبية الثقافية
- سميّة الألفي في أحدث ظهور لها من موقع تصوير فيلم -سفاح التجم ...
- عبد الله ولد محمدي يوقّع بأصيلة كتابه الجديد -رحلة الحج على ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال تاجا - حبيبات عرق (القمح)