قلب نابض

كمال تاجا

الحوار المتمدن-العدد: 5754 - 2018 / 1 / 11 - 21:02
المحور: الادب والفن
    

قلب نابض

قلب يتحلى
بنبض حيّ
غير قابل للطي
تحت أبطيّ
شعب
كأخمص بندقية
ملقمة برصاص
ارتصاص شعب
كالبنيان المرصوص
في مجرى دم
أمة شامية كبرى
~
وقد تعرض للقصف
غير الودي
وبنيران عدوة
تبعتها قذائف صديقة
~
وتمدد فوق كل
مرابع الوطن
عاقد العزم
كمرابط
على الحدود
التي ترعى فوقها
قطعان
اللحمة الأهلية
وتحت حراسة
ورعاية
أولي الأمر
~
وقد غص
بضيق صدره
دون أن يرتوي
من قضم
أعشاب يابسة
لا تساعد على تمتين
العروة الوثقى
~
وجار عليه الزمن
ليتلقى جميع أشكال الرمي
بالقذائف العشوائية
~
وشرع صدره
لعناق وليف
ساكن جنبه
~
وفرد ساعديه
لضم نديم
أقرب جيرانه
~
وقفز مبتهجاً
وهو يلوح بحرارة
لكل من لم يمر ذكره
دون تفريق
بين موزاييك كل الطوائف
~
وكل الشعب قام
نهضة واحدة
ليوقد شعلات حرية
عشق أزلية
على سارية علم
هدف واحد
هو حب الوطن
ومن الأعماق
~
وأحنى عوده
كي لا يوخز بشوكة
أهل بيت له
نشبت حدتها
في أحواض نضب الحمية
أنبتت وردة
قاسية الملامح
نتيجة عطش مفاجئ
أدمت أنامله اللينة ~ الجانب
كلما مد كفه للمصالحة
أو لوح بالسلام العادل
~
وخاض حتى الركب
في معارك وغى
ترتد إلى نحره
لترديه قتيلاً
كفريسة
داشرة بالفلاة
تمزقها أنياب الهمجية
~
ومال إلى أحضان
وطن النشور
من نصب مأتم
وفي كل أرجاء الوطن
إلى إقامة سرادق عزاء
دائمة
إلى زيارة المقابر
كلما استطاع إليها سبيلاً
~
ليسجى
في أضرحة
شعب مجهول
فوق خيام الثرى
ليضم رفاة أسرته
في عبابه
~
والحاضر يعلم الغائب
كيف نسيّ هذا الشعب الرائع
موعد شجونه
بالغد القريب
~
وهو ذاهب
في قفزة طولى
للمستقبل البعيد
كأصحاب تراث خالد
~
وغداً سيلتقي
في ساحة تجمع
النخوة
مع كل وابل غيث
كسيل محبة جارف
~
وسيضرب مواعيد ثابتة
لكل أطياف الشعب
على مائدة مستقبل واحد
والتقى الجمعان
في وفاق شامل
وتوقفت الحرب
وانتهت اللعبة

كمال تاجا

#كمال_تاجا (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل