أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال تاجا - ضيوف زمهرير














المزيد.....

ضيوف زمهرير


كمال تاجا

الحوار المتمدن-العدد: 5786 - 2018 / 2 / 13 - 21:34
المحور: الادب والفن
    


ضيوف زمهرير

الرياح تعدو
كسنابك خيل
فوق الأعشاب اليابسة
بين الجرود المنزوية
والتلال الصلدة
وتحث السير
وفي شتاء قارص
وعلى رؤوس حوافر
الزمهرير
~
والأعاصير تقصف
بنزق شديد
لتهز حبال
وتقتلع أوتاد
خيام الشتات
المنصوبة بالخلاء الأممي
من الضمير
~
لشعب أخذ يطفو
كغريق
لفظ أنفاسه
في أعالي البحار
وألقت به
زوارق النجاة المحطمة
جثثاً هامدة
على شواطئ كل المحيطات
~
وهو الذي كاد
أن يلاقي حتفه
طلباً للجوء الإنساني
كشريك غلاصم السمك
كطعام لأسماك القرش
وعلى عيون الأشهاد
-
ودون أن تمتد له
ولا أي يد تنشله
وبنخوة إنسانية مقصرة
باتت مغلولة
إلى عنقها
بسلاسل وقيود
تقصير واجبات
نصرة دولية
~
دون حل
لعقدة الشر
كربطة عنق بشر
صاروا
يميزون بين إنسانية
وأخرى
غير ضرورية
ومن وجهة نظرهم
القصيرة الثوب
وهو يكشف عن عواراتهم
المشينة
كأفعال همجية
منافية للحشمة
~
لشعب حر
بلا مأوى
بات بالعراء
وبلا مفر من القر
والذي كان يصفر
بأهازيج ~ هرولة العواصف
ويدخل من ثقوب
خلفتها
نقص الحمية الإنسانية
و من مزق الشوادر
كسياط من زمهرير
~
ليستقبل الأب البار
للأهل
بقايا أسرته المنكوبة
وهو يلتحف
برجفات الهواء
مثل كل ساكن بالعراء
ويحضن أولاده الصغار
بين أحضانه
وليدفئهم بحرارة قلبه
الذي يشع بنار
ومن نور وهاج
من سعة صدر أنسانيته
الوادعة
~
وينتظر بفارغ الصبر
أخبار عن أولاده
وعن أقرب أقربائه
الموزعين على كل أقطار الأرض
وعلى خارطة التضاريس الأممية
في قفزات أسطورية
أضحت
كعبرة لمن يعتبر
بين القصص المنتشرة
وفي كل نشرات الأخيار
~
وهو يتحسس حرارة
دفء معاناتهم
كقاطفي ثمرات
الفرار بجلدهم
~
وكأنما
أخذتهم رجفة
ارتعاد الفرائص
وهم لا يستطيعوا أن ينضموا
ليسكنوا
في عبابه
~
وهو ينفخ فيهم حماس
هرولة
أكتظاظ الأنفاس
الباحثة عن دفء
في أكف
توجه لكمات مؤلمة
لتبدل الطقس
~~~
لشعب أضحى يجلس
على فراشه
ضيوف زمهرير
مع رجفة متواصلة
من البرد القارس
بالشتاء
ودون ذرة حياء
من مجتمع دولي
~
وفي كل قرصة برد
تصفر بين أوراق الشجر
يحتطب
أعواد يابسة
بالكاد تشع بدفء
لمروءة
لا تكفي لأن تلتحف
بقشعريرة
ولا قامت بتقديم
غطاء
أمس الحاجة
ليقي
الأطفال المشردين
بين هبوب العواصف
واندلاع زوابع
الخذلان العالمي
من رجفة برد
تتمسك بأضلع
أوصالهم المفككة
طوال تبدل طقس
إنساني منحرف
لسبع سنين عجاف
خلت بالشعب
الشامي العريق
وهم موزعين
بين أقصى
الشعاب الأممية
~
ولا أحد انتبه
لطول المقام
تحت الخيام المهترئة
من تعاقب الفصول
على شعب أصيل
وراسخ
فوق مرابض
مسقط الرأس
لم يحرم من مأوى
وطن
طوال كل العصور المنصرمة
للتاريج القديم
والحديث
~
وللتذكير
هؤلاء
هم الذين كتبوا على الطين
كل فصول
بدء التكوين
~
وقدمو للحضارة
الأبجدية الأولى
لأصول التدوين
~
وحتى لا يجري الخوض
بوحل
مدن الشتات
والمتشبث كوصمة عار
بالوجدان الأممي
~
والذي سرعان ما يزول
تجرفه السيول
وتلقي به في بحر النسيان
مع كل المعاناة العاثرة الحظ
والتي تركها
الوط ء الشديد
للخذلان الدولي
كطعنات مؤلمة
مخفية تحت أبط
جروح القلب
~
على أطفال لم يجنوا
على أحد
حتى يضيع من بين
رؤوس أصابعهم
بلد
كأن يجمعهم
كمربط فرس
لمسقط الرأس
وكحماة الديار
فوق مثوى وطن

كمال تاجا



#كمال_تاجا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القمحة والديك
- ارتكاب جريمة إعلان الحرب
- كلمحة وجيزة
- تلويحة
- ديوان لافتات انشداه دفتر - 76
- هلاك مطبق الفم
- ديوان لافتات انشداه 75
- رواد مرابع الليل
- ورود نائحة
- حبيبات عرق (القمح)
- وردة برية
- الصيد الجائر
- الهرواة والشعب
- موعد على الرصيف
- قلب نابض
- شعب في ضيافة زمهرير
- على حلبات التراشق بالنظر
- الشام ~ فيها منافع شتى
- البنيان المرصوص
- أمة مغلوبة على حربها


المزيد.....




- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال تاجا - ضيوف زمهرير