رواد مرابع الليل

كمال تاجا

الحوار المتمدن-العدد: 5767 - 2018 / 1 / 24 - 18:13
المحور: الادب والفن
    

رواد مرابع الليل

السكارى
ومن أول كأس
ينتظرون المدامة
كي تدور بالرأس
~
واللامكترثون بالانخراط
في دوار الخمر
يتروون بالشرب
وفي جرعات
غير تنافسية
~
والمنخرطون بالعب
يعانقون الزجاجة
ويخنقونها من رقبتها
كدجاجة
تبيض ذهباً
ومن رنين الأقداح
~
والعامة
رواد الحانة
لا يعبأون
باختبارات الزعزعة
ويتناولون
جرعة مزاج رائق
وعلى ريق ناشف
~
والمنغمسون
بتجرع النبيذ
يتسلقون أدراج رياح
ركوب صهوات السحاب
ويطبون من علّ
على كفوف الراحة
فوق أسرة منصوبة
ومن ريش النعام
~
ولفيف منهم
يسرجون أحصنة
محض خيال
ويحلقون عالياً
في غزوات تجاوزت المحال
~
والمختال منهم
ينصب نفسه
مختار الحي
ويؤكد على أنه
كان منافس للعمدة
بوش الصغير
في انتخابات البلدية
وقبل غزو العراق
بالقذارة التنكيلية
~
وإذا انخفض
حسه
أضحى حارس حدود
برتبة شريط
~
أو مثل جندي أستعماري
قذر
لا يطأطأ خجلاً من سفكه
لدماء
بشر مثله
~
والسكارى يتنافسون
في ضم حورية
من الجنة
ويكادوا يقفزون
فوق الصهوة
ويتنافسون في صعود الذروة
وإذا صحا من نشوته
رآها جارية
كشواية عناقيد الدرى
يداها تشحر الحائط
ومهما تنطعت
لا تقدر على أن تصبح
غانية
هذا ولم ترقى بعد
لأن تصبح
بيت ليل
~
ولا هي قادرة
على أن تنافس
راقصة على الأقداح
يجعل منها الخمرة
مارلين مونرو
وهي تتخذ صور فتيات أحلام
لمشاهير إناث شتى
~
وحتى لا تعتقد
من أنك الفارس المطارد
لنشوة
نبيذ الغواية
على ساحة معركة
هذه الرقرقة العذبة
لتبادل أنخاب
كؤوس الخمر
~
وأنت كمنتشي
لن تنسى إطلاقاً
أن تلعق شفاة الخوابي الفارغة
بحثاً عن مذاق
نشوة فريد
~
وتلقي بك
مرابع الليل
خارج الحانة
بعد منتصف الليل
وتضعك
فوق درب التدرج
وعلى أقرب مسافة
نحو البيت
~
وفي كل مطب
تقترب من الهدف أكثر
وتشدك الثمالة
للإنكباب على وجهك
~
وتنتظر لتنهض بك
الأيدي
الآخذة بالنواصي
ومن أبطك
وهي تقود خطى ترنحك
من حائط
إلى جدار
إلى هوية
إلى انسفاح
على وجهك
~
وقد تجد من ينهض بك
من رقادك
وبيد رحيمة
ومن حديد
في طريق
العودة إلى البيت
~
أو أن تنتظر بزوغ الشمس
ليكنسك
عمال النظافة
كحاوية
أفرغت كل محتوياتها
عند المبيت
على الرصيف
~
ومن ثم
يمسحا بك الأرض
وهم يجرجونك
ومن يديك
حتى يقذفا بك
ككيس النفايات
على قرع جرس
باب البيت

كمال تاجا

#كمال_تاجا (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل