أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد أبو النواعير - تيار الحكمة وميزان المواطنة الصحيحة














المزيد.....

تيار الحكمة وميزان المواطنة الصحيحة


محمد أحمد أبو النواعير
(Mohammed Ahmed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5791 - 2018 / 2 / 18 - 11:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بات مما لاشك فيه أن وجود ضبابية في مفهوم المواطنة, لدى الأفراد والجماعات السياسية في العراق, قادت إلى حصول شرخ كبير في العملية السياسية, شرخ غير واضح في ملامحه ومميزاته, خاصة في بلد عاش قرون طويلة في مرتع خصب للفكر الاستبدادي الديكتاتوري الأحادي, حتى باتت الأحادية والنظرة السياسية الضيقة, من أسس الثقافة الجماهيرية العامة في هذا البلد, وهذا قاد إلى ان تتحول الديمقراطية إلى هجين غريب يصعب التعامل مع أدواته بشكل كامل, ما نتج عنه أنساق سياسية غير صحيحة, وشخصيات غير كفوءة في إدارة الدولة.
أجواء الديمقراطية الصحيحة تستلزم حضور مفهوم المواطنة, مفهوم المواطنة يستلزم أيضا توفر أدنى مستوى من قبول التنوع العرقي والطائفي, والقبول المقصود به هنا أنواع مختلفة: منها القبول الديني والإثني, والقبول في التساوي في توزيع مداخيل الناتج الاقتصادي, واهمها كلها هو القبول بالشراكة السياسية؛ ويأتي مفهوم القبول بالشراكة السياسية من منطلق تبني فلسفة القبول بالمشتركات, وتحييد أو إغلاق موارد الإختلاف.
يأتي تيار الحكمة الوطني الذي تم تأسيسه من قبل السيد عمار الحكيم, كحركة في ظاهرها هي سياسية, ولكنها تعمل وبشكل هادئ في بواطن ممارساتها وسلوكياتها, على خلق اجواء يتم من خلالها تحقيق مفهوم الإندماج بين المكونات الاجتماعية في الخطاب السياسي, فقد نجح الفكر السياسي لتيار الحكمة, في رفع كل الحواجز التي كانت تقف عقبة, في التأسيس لخطاب وطني منفتح على كل المكونات, والشراكات الإثنية والدينية والمذهبية, بل وحاولت أسس هذا الفكر, عبور مرحلة التمترس الحزبي (أي التقوقع داخل خطاب حزبي تياري داخلي فقط), فأصبح خطاب تيار الحكمة خطابا موجهاً نحو عموم الشعب, وهذه بادرة يمكن عدها الأولى من نوعها في هذا البلد, الذي أثقلت نواة تفكيره المجتمعي والسياسي والديني, عوامل القطيعة والتنافر وعدم الثقة.
المواطنة الناجحة في العملية السياسية لأي بلد, يقصد منها المواطنة التي تقوم على تبني وعي سياسي لدى الأفراد في الانتخابات, يقودهم للإيمان بأنهم هم من يصنع الحكومة, وأجهزتها الإدارية, الوعي بهذه المهمة, تستوجب من الأفراد حرصا كبيرا, على أن يكون الصالح العام وحسن الاختيار, وانتقاء المرشحين والكيانات السياسية بناءا على النزاهة والتأريخ والخبرة والكفاءة, من المميزات المهمة التي يجب توافرها في عملية انتخاب صحيحة؛ روح المواطنة هنا هي التي ستكون الفيصل المهم والوحيد في تصحيح أو تهديم مسارات العمل السياسي.
لا انكر أن عملية الإختيار ستكون صعبة على الناخب العراقي, فعوامل الإخفاق كانت كثيرة (وإن لم تكن الأكثر), وتصدير الفشل إلى وعي المواطن الناخب, جعله يرى الصورة بشكل سوداوي لا أمل فيه؛ صعوبة إختراق حاجز (عدم الثقة) الذي بات فاصلا قويا بين المواطن الناخب وبين العملية السياسية, أمر ينذر بكارثة للديمقراطية في العراق, ولا يعي أغلب المواطنين أن مشاركتهم في الانتخابات, هي الفيصل الوحيد والمهم, الذي يحمي هذا البلد من الوقوع في فتن داخلية وعمليات اقتتال وحروب على السلطة, لا يسلم منها أخضر ولا يابس.
لا أقول أن تيار الحكمة هو سفينة النجاة الوحيدة, ولكن من يبحث عن أمل, فأنا أعتقد بأن تيار الحكمة الوطني, بقياداته الشابة, وتأريخه النضالي الذي حقق له تراكم خبرات سياسية كبيرة, ومبدئيته التي لم يحد عنها يوما, خاصة وقد جربه العراقيين يوم رفض المناصب العليا في مقابل أن يبيع نفسه لخارج الحدود, ستؤهله للنجاح في تحقيق عملية بناء صحيحة, ولا ننسى ما يتمتع به الآن بقوة وصراحة من وطنية عالية ضربت أرقى أنواع القبول للآخر, حتى باتت مكاتب تيار الحكمة تنتشر في كل أو الأغلب من محافظات العراق الحبيب.
وأخيرا: ما يثير الإنتباه أن تيار الحكمة ومن خلال تأريخه السياسي (بمسمياته السابقة), لم يقدم يوما وعودا عالية, أو على الأقل فيما يتعلق ببرنامجه الإنتخابي, فقد تميز دوما بالوضوح والبساطة, وواقعية الدراسات المسحية والعلمية التي يقوم بها خلال السنين الأربع ما قبل أي انتخابات, يمكنه من تشخيص أهم المشاكل التي يمكن ومن خلال ما تتوفر عليه سقوف العملية السياسية, من تقديمه لحلول يستطيع الإيفاء بالتزاماتها, وهذه النقطة تمثل مصداقية عالية لهذا التيار يفتقر لها غيره, حيث يمكن لنا أن نتأمل منه خيرا.
*دكتوراه في النظرية السياسية/ المدرسة السلوكية الأمريكية المعاصرة في السياسة.



#محمد_أحمد_أبو_النواعير (هاشتاغ)       Mohammed_Ahmed_Ali#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تدني المستوى الثقافي, بين ضعف الأدوات التعليمية, ورداءة المن ...
- في تهويد القدس, ما لنا, وما علينا!
- عمار الحكيم وتفكك الاستبداد الحزبي- تيار الحكمة أنموذجا
- الفعل السياسي في تيار الحكمة - بين مفهومي الثورة والأصالة
- مقاييس الشرف في العراق, بين الرجل والمرأة. وجهة نظر سلوكية
- مكافحة العنف ضد المرأة- حقوقٌ تؤخذ, أم تُعطى؟
- توماس كون، بين -المجلس الأعلى- و -تيار الحكمة-
- التسوية الوطنية كفلسفة لحل النزاعات (الأطر النظرية)
- ماذا لو لم نكن دولة نفطية !
- العبادي: إنِّي أخيرُ نفسي , بين الوطنية والحزبية!!
- المرجعية الدينية, وحرفة العمل الوظيفي الحكومي!
- نور المرجعية, وظلام النفعيين!
- سقوط حيتان الفساد السياسي أزمة أم علاج
- كيف قطعت عصابات وسائل النقل شوارع مدننا.!
- هل كل السياسيين سيئين- نظرة توصيفية مقارنة
- بين عقوبة الإعدام في أمريكا, والنظام الرئاسي في العراق- مقار ...
- الإصلاح السياسي والعفو عن المجرمين (القتلة والسراق والإرهابي ...
- مجال الطاقة في العراق: بين أسس الإنتاج, وضغوط الإستهلاك.
- من قال لكم أن داعش لا تقاتل بعقيدة!؟
- قمة كامب ديفيد, ونظرية توازن القوى الإقليمية.


المزيد.....




- للمرة الأولى.. أطباء أسناء يركّبون سنًّا لدب بني
- أمل عرابي: دفاع ترامب عن نتانياهو يؤكد وجود مصالح سياسية مشت ...
- تفاعل الأوساط السياسية الإسرائيلية مع دعوة ترامب لوقف محاكمة ...
- روسيا تطوي صفحة اتفاق نووي مع السويد عمره 37 عاما
- البرش: الاحتلال يكثف هجماته على مراكز الإيواء وإصابات منتظري ...
- إلغاء جلسات محاكمة نتنياهو بعد مشاركته في جلسة سرية بالمحكمة ...
- لماذا أفريقيا أولوية لإيران بعد الحرب؟
- شاهد.. بوغبا يبكي خلال توقيع عقده مع موناكو الفرنسي
- الاحتلال يصعد بالضفة ويعتقل العشرات بالخليل واعتداءات المستو ...
- إيران تشكك في التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار وتؤكد جاهزيتها ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد أبو النواعير - تيار الحكمة وميزان المواطنة الصحيحة