أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد أبو النواعير - الإصلاح السياسي والعفو عن المجرمين (القتلة والسراق والإرهابيين) أنموذجا














المزيد.....

الإصلاح السياسي والعفو عن المجرمين (القتلة والسراق والإرهابيين) أنموذجا


محمد أحمد أبو النواعير
(Mohammed Ahmed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4847 - 2015 / 6 / 24 - 15:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الإصلاح السياسي والعفو عن المجرمين (القتلة والسراق والإرهابيين) أنموذجا
*محمد أبو النواعير.
من المفترض أن تكون الدولة هي المثال الأعلى للأخلاق, لأن ما هو مناط بها هو تنشئة المجتمع تنشئة, إما أن تكون وطنية أو دينية, أو أخلاقية انسانية عامة, أو قانونية؛ كل دولة بحسب منهجها وآديولوجياتها القيمية التي تؤمن بها.
عندما أَقرَّت القوانين السماوية والوضعية مبدأ العقوبة, كان ذلك من أجل خلق نوع من حالة الإنضباط العام في المجتمع, وإيجاد حوافز سلبية من أجل تنظيم حياة الناس؛ لذا كانت العقوبة من محاسن الأمور في تربية المجتمعات, وفرض الإستقرار, وإقرار أهم مبدأ فيها, ألا وهو مبدأ العدالة, مع أن مفهوم العقوبة هو بحد ذاته, مفهوم ينحو نحو السلب لا الإيجاب, لأنه قائم على مبدأ الفرض والإلزام.
مشكلة إقرار قانون العفو العام في العراق, وما فيه من تجاذبات وصلت لحد الخصومات, يقف في أساسه على أسس مرتبكة, ضبابية, غير واضحة المعالم, يحاول المطالبون به لَيّ النصوص, لجعل هذا القانون مقتصرا على مسايرة ضوابط العدالة القانونية! ضاربين عرض الجدار مبادئ العدالة والإنصاف الدينية والمجتمعية, والتي يمثلها في أغلب الحالات, أبناء الشعب المجني عليهم, ممن وقع عليهم الظلم والجور.
من هم المعنيون بقانون العفو؟ من هم المشمولون به؟ إذا أردنا أن ننظر للموضوع من ناحية قانونية, نرى أن العفو يقسم في القوانين الجزائية الى نوعان: عفو عام , وعفو خاص؛ ونحن نتحدث هنا عن العام دون الخاص, فالعفو العام هو يصدر بقانون عن مجلس النواب, ويكون موضوعه أفعال إجرامية معينة, بغض النظر عن الشخص أو الأشخاص المرتكبين لهذه الأفعال, فمهمة العفو العام هنا كما يرى القانونيين, هو إزالة الركن القانوني للفعل الإجرامي, وبالتالي يستفيد منه مرتكبيه!
قد نتفق على فكرة أن القانون, هو العقد الاعتباري المبرم بين الدولة من خلال تمثيلها الاعتباري: (السلطة), وبين الشعب الذي يمثل أفراده أصغر وحدات سياسية, لذا فإن للقانون قدسية اعتبارية وقيمية, جعله يبوء بمكانة عالية اتفق عليها أبناء المجتمع؛ ولكن .. مع ما للقانون من قدسية وضعية واعتبارية اتفاقية, إلا أن ما يتفوق عليه في جانب القدسية والاحترام, هو الجانب الأخلاقي والقيمي؛ صحيح أن القوانين لها جنبة إلزامية, وأهميتها كبيرة في تسيير حياة المجتمع, إلا أن تداخل العمل القانوني, مع القيم الأخلاقية والإختلاف فيما بينهما, يجعل الأولوية هنا للجانب الأخلاقي الإنساني.
كيف نستطيع تفسير قانون العفو العام, والذي تستقتل على إقراره بعض الفصائل السياسية في العراق؟ كيف نستطيع تفسيره وهضمه بأجهزة الهضم القيمية والأخلاقية والإنسانية, وهو يحاول أن يزيل ركن (العدالة والإنصاف), بالإفراج عن مجرمين تنوعت جرائمهم وموبقاتهم؟!
قد يقول لي البعض, أنهم يريدون إقرار قانون العفو, من أجل المتهمين ظلما وبهتاناً, نتيجة الأخبار الكاذبة عن المخبر السري!, وأنا أقول لهم, إن هذا الأمر لا يمكن أن يطلق عليه عفو بحسب التعريف القانوني, لأن العفو يصدر على أفعال وأعمال معينة تمثل جنحة أو جريمة, تمت محاكمة أصحابها وإصدار أحكام قضائية بحقهم! أما أن يصدر مثل هذا القرار, من أجل الإفراج عن كل المجرمين : سراق البلد والمرتشين, والقتلة؛ ويستثنى منهم فقط الملطخة أيديهم بدماء الناس!! أي أن المنتمين إلى التنظيمات الإرهابية والمساعدين والممولين والساندين والمؤيدين واللوجستيين, كل هؤلاء سوف يتم الإفراج عنهم, من أجل تبريرات واهية مصطبغة بخطابات المصالحة الوطنية السياسية, ومؤيدة بإمكانيتها القانونية!!
تبا للقانون, وتبا للمصالحة الوطنية, التي لا تأخذ بالاعتبار آلام ومصاب المظلومين والمجني عليهم, وتساوي بين المجرم والضحية!
*ماجستير فكر سياسي أمريكي معاصر- باحث مهتم بالآديولوجيات السياسية المعاصرة.



#محمد_أحمد_أبو_النواعير (هاشتاغ)       Mohammed_Ahmed_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجال الطاقة في العراق: بين أسس الإنتاج, وضغوط الإستهلاك.
- من قال لكم أن داعش لا تقاتل بعقيدة!؟
- قمة كامب ديفيد, ونظرية توازن القوى الإقليمية.
- الأنبار وسقوط الآمال الطائفية!
- السعودية.. ووكالة بيع السلاح
- عاصفة التغيير, وموقع العراق منها.
- انضباط الحشد بفتوى السيد السيستاني- رسالة تطمين للسنة.
- مشروع التقسيم الأمريكي, وخيارات انهيار المنطقة .
- الأنبار, بين الصمود والنزوح.
- تعيينات الوكالة: بوابة الدكتاتورية الجديدة.
- عاصفة الحزم, وتشرذم حلف العرب!
- بين المخاوف والمطامع: حرب اليمن وبوادر الإنهيار السعودي
- القمة العربية وخطاب الوحدة- غباءٌ مزمن!
- ايران: تكون أو لا تكون!!
- التحرك الخارجي العراقي, خروج عن الأطر المحددة!
- معركة تكريت: نهضة عراقية في زمن الضعف..!
- الحشد الشعبي, بين الانضباط المرجعي, والتخوف الدولي!
- التحالف الوطني العراقي كقوة
- رئاسة التحالف الوطني, وإفلاس المأزومين
- عادل عبد المهدي ومحنة النفط *محمد أبو النواعير


المزيد.....




- بتدوينة عن حال العالم العربي.. رغد صدام حسين: رؤية والدي سبق ...
- وزير الخارجية السعودي: الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في غز ...
- صواريخ صدام ومسيرات إيران: ما الفرق بين هجمات 1991 و2024 ضد ...
- وزير الطاقة الإسرائيلي من دبي: أثبتت أحداث الأسابيع الماضية ...
- -بعضها مخيف للغاية-.. مسؤول أمريكي: أي تطور جديد بين إسرائيل ...
- السفارة الروسية في باريس: لم نتلق دعوة لحضور الاحتفال بذكرى ...
- أردوغان يحمل نتنياهو المسؤولية عن تصعيد التوتر في الشرق الأو ...
- سلطنة عمان.. مشاهد تحبس الأنفاس لإنقاذ عالقين وسط السيول وار ...
- -سي إن إن-: الولايات المتحدة قد تختلف مع إسرائيل إذا قررت ال ...
- مجلة -نيوزويك- تكشف عن مصير المحتمل لـ-عاصمة أوكرانيا الثاني ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد أبو النواعير - الإصلاح السياسي والعفو عن المجرمين (القتلة والسراق والإرهابيين) أنموذجا