أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد أبو النواعير - الأنبار, بين الصمود والنزوح.














المزيد.....

الأنبار, بين الصمود والنزوح.


محمد أحمد أبو النواعير
(Mohammed Ahmed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4788 - 2015 / 4 / 26 - 01:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأنبار, بين الصمود والنزوح.
*محمد أبو النواعير
تعد مدينة الأنبار العراقية, من المدن التي تعاني من عدم الإستقرار الأمني, وعلى مدى السنين السابقة, حصلت فيها الكثير من الحملات العسكرية, التي تراوحت الإنتصارات فيها بين قوى الإرهاب وبين الجيش العراقي.
سخونة الأنبار شبه الدائمية, تعود لعدد من الأسباب, منها ماهو متعلق بطبيعة المدينة وطبيعة التركيبة السكانية فيها, ومنها ما هو متعلق بموقعيتها الجغرافية, ومحاذاتها لحدود دول منها ما هو مضطرب كسوريا, ومنها ما هو يمثل مأوى للإرهابيين كالأردن, إضافة الى الصحراء الكبيرة والمترامية الأطراف فيها, مما جعلها ملاذا آمنا للعديد من الخارجين عن القانون, ومن الإرهابيين العابرين الحدود.
قبل عام أو أكثر, كانت الأنبار تمثل حدثا سياسيا مهما, بالنسبة للمنظومة السنية في المنطقة وفي العراق, حيث أجتمع فيها أمام ما كانوا يسمونه منصات الإعتصام, الآلاف من أبناء المدينة, والمئات من رجال دينهم وشيوخ عشائرهم ووجهائهم, في نوع من أنواع العصيان المدني, تحول شيئا فشيئا الى مكان تنطلق منه صيحات الإنتقام والطائفية والقتل, ومع سوء تعامل الجانب الحكومي في ذلك الوقت مع هذه الفئة, تم استغلالها وتوظيفها من قبل دول اقليمية وعالمية, وتم زرع الإرهابيين في هذه التجمعات, وتحولت تلك المنصات من منصات اعتصام الى منابر لتجنيد الإرهابيين.
بعد الإنتصارت التي حققها الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي البطلة وفصائل المقاومة الإسلامية, في عملية تحرير مدينة تكريت وباقي مناطق صلاح الدين, ومع انهيار دفاعات داعش, وخطوط تمويله, وخسارته واندحاره في كل المعارك تقريبا, وبعد أن نظر العالم الى قوة الإرادة الشعبية العراقية, وقوة فصائله المسلحة وتكاتفها, بدأت الخطط تأخذ منحى آخر, حيث أن تسليم الأنبار الى الحشد ليطردوا داعش منها, هو ليس بالأمر السهل الذي ستوافق عليه القوى الكبرى!
اهل الأنبار, وبعد هذه السنين الطويلة من الشد والجذب الطائفي, كانوا يؤمنون (مخدوعين) بأن هناك قطيعة طائفية بينهم وبين أهل الجنوب, من اخوانهم العراقيين, قطيعة تم تغذيتها وبشكل محترف من قبل شيوخ السوء والفتنة في تلك المناطق, لذا نجد أن منصّاتهم السياسية, وتصريحات مسؤوليهم, كانت تصدح دوما بالعداء لمن أسموهم بالصفوية, من أخوانهم الشيعة.
انقلاب الموازين في الأنبار, وتغير خطابها الشعبي المطالب بأن يقوم الحشد بتحريرهم من داعش, أوقع السياسيين السنة وعلماء الدين السنة في احراج كبير أمام جمهورهم, وأمام نظرائهم في دول المنطقة, فقبل عام من الآن, كانت أغلب أصواتهم تطالب حكومة المالكي بسحب الجيش العراقي من مناطقهم, وتتهمهم بأنهم صفويين تابعين لإيران, وتتهمهم بأنهم يقومون بعمليات تصفية وقتل ضد أبنائهم, وبدأو تباعا بإصدار فتاوى التحريض والفتنة, من أجل ما أسموه الجهاد ضد الصفويين!
دخول داعش الى الموصل والأنبار وتكريت, أظهر كذب ادعائهم, فقد قتل داعش المئات من أبنائهم وذبحهم, ولم ينبري أي صوت من علماء دينهم أو سياسييهم (المنتخبين!) للمعارضة او الإستنكار او التنديد, والذي حصل هو على العكس من ذلك, حيث تعالت أصوات أهل تلك المناطق راجين دخول الحشد الشعبي لتخليصهم.
أبناء الأنبار هذه المرة يجب أن يواجهوا مصيرهم, لأن المعركة هذه المرة هي معركتهم المصيرية وهم بالذات من يجب ان يقف بوجه داعش, خاصة بعد أن اكتوى الحشد الشعبي بنار الإعلام الفاسد والمغرض لسياسي وشيوخ المنطقة الغربية, وهم يوجهون للحشد أبشع الإتهامات الكاذبة؛ فأبناء الأنبار, هم أولى بتحرير مدنهم والتضحية في سبيلها.
*ماجستير فكر سياسي أمريكي معاصر- باحث مهتم بالآديولوجيات السياسية المعاصرة.



#محمد_أحمد_أبو_النواعير (هاشتاغ)       Mohammed_Ahmed_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعيينات الوكالة: بوابة الدكتاتورية الجديدة.
- عاصفة الحزم, وتشرذم حلف العرب!
- بين المخاوف والمطامع: حرب اليمن وبوادر الإنهيار السعودي
- القمة العربية وخطاب الوحدة- غباءٌ مزمن!
- ايران: تكون أو لا تكون!!
- التحرك الخارجي العراقي, خروج عن الأطر المحددة!
- معركة تكريت: نهضة عراقية في زمن الضعف..!
- الحشد الشعبي, بين الانضباط المرجعي, والتخوف الدولي!
- التحالف الوطني العراقي كقوة
- رئاسة التحالف الوطني, وإفلاس المأزومين
- عادل عبد المهدي ومحنة النفط *محمد أبو النواعير
- حياة سنة العراق- بين المرجعية والعالمية
- اتفاق أربيل وفتح الأبواب المغلقة
- منعطفات التأريخ - الحالة العراقية انموذجا
- عالم ضاع بين جهال (الجمهور)!
- حزب الدعوة- بين السقوط والنهوض
- الحسين (ع) بين البشرية والإلهية.
- التحالف الوطني بين الوطنية والتشيع
- المسؤولية بين الشعب والسلطة .. محمد أبو النواعير*
- الفساد الإداري والمالي: بين الدين والقانون


المزيد.....




- ميغان ماركل تنشر فيديو -نادرا- لطفليها بمناسبة عيد الأب
- مصدر لـCNN: إيران تبلغ الوسطاء أنها لن تتفاوض مع أمريكا لحين ...
- منصة مصرية لإدارة الأمراض المزمنة والسمنة
- لماذا يستخدم الكثير من الأطفال السجائر الإلكترونية، وما مدى ...
- إسرائيل تستشيط غضبًا بعد إغلاق أربعة أجنحة تابعة لها في معرض ...
- إيران تهدد بالانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية وسط التصعيد م ...
- مفوض أممي يحث على إنهاء الأزمة الإنسانية في غزة
- اكتشاف دور للسكر في حماية الدماغ من الشيخوخة
- طبيب يفند خرافات شائعة عن ورم البروستاتا الحميد
- ما الذي يسبب العدوانية غير المنضبطة؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد أبو النواعير - الأنبار, بين الصمود والنزوح.